خارطة الطريق ناصر بابكر "التسيير" تستحق التقدير * عندما استقال المجلس الفائت (المنتخب) برئاسة جمال الوالي بعد خروج المريخ من نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا.. أشرت في عدة مقالات إلى أن الاستقالة جاءت في توقيت سيئ للحد البعيد.. يواجه فيه الأحمر الكثير من الملفات المعقدة والصعبة التي يرتبط إنجازها ارتباطاً مباشراً بالمال على غرار اللاعبين مطلقي السراح والانتدابات الجديدة ومقدم عقد اللاعبين الأجانب.. إلى جانب الطاقم الفني، وهو أمر يعقبه مباشرة المعسكرات الخارجية.. كما سلطت الضوء في تحقيق من ثلاث حلقات على الوضع المالي في المريخ والذي خلص إلى أن هنالك فترتين في الموسم يتطلبان معدل صرف عال ويحتاجان لقدر كبير من المال. * الفترة الأولى تشمل شهري (نوفمبر وديسمبر).. أما الثانية فتممثل في شهري (مايو ويونيو)، لأن في كلتا الفترتين يكون النادي بحاجة للمال لإنجاز ملف التسجيلات ودفع مقدمات العقود، ومن ثم الإعداد والمعسكرات.. مع الإشارة إلى أن النشاط يكون في كلتا الفترتين متوقفاً.. وبالتالي فإن المعادلة الصعبة والمعقدة في هاتين الفترتين تحديداً تتمثل في (منصرفات عالية جدا وموارد معدومة)، مع الإشارة إلى أن معدل الصرف عموماً وخلال سنوات رئاسة الوالي وصل أرقاما خرافية دون أن يكون هنالك أي استثمار يوفر للنادي موارد تساعده على توفير تلك المنصرفات. * واستناداً إلى تلك الجزئية، فإن معاناة لجنة التسيير في الملف المالي كانت متوقعة ولا تمثل بأي حال من الأحوال مفاجأة خاصة أن الوضع الاقتصادي للدولة نفسها يتدهور بشكل مريع.. وبالتالي من الطبيعي ألا يكون الدعم الحكومي للأندية بذات الصورة التي كانت عليها في سنوات ماضية. * لكن اختلافي في هذه النقطة يتمثل في الانتقادات الإعلامية والجماهيرية الحادة والعنيفة التي توجه للجنة التسيير وتحميلها وزر المصاعب المالية رغم أنها من وجهة نظري الشخصية غير مسؤولة عن عدم وجود أي موارد ومصادر دخل للنادي.. وعدم وجود أي استثمار يساعدها على توفير المال.. وغير مسؤولة عن استقالة المجلس الفائتة في توقيت صعب وحساس وفي فترة توقف النشاط التي تتزامن مع التسجيلات ومقدمات عقود الأجانب من لاعبين وجهاز فني ومعسكرات.. وبالتالي من باب أولى توجيه اللوم والانتقادات للمجلس (المنتخب) الذي لم يتحمل أمانة التكليف من قبل الجمعية العمومية حتى نهايتها وتنحى قبل أن يكمل سنوات انتخابه الثلاث لأنه من وضع النادي في هذه المشكلة.. وهو ما دعاني في الكثير من المرات للمطالبة بإضافة بند للنظام الأساسي للنادي أو لقانون الشباب والرياضة نفسه يمنع قادة مجالس الإدارات المنتخبة التي تستقيل قبل إكمال فترة تكليفها من الترشح نهائيا في أي انتخابات قادمة. * بعد استقالة المجلس وقبل تكوين لجنة التسيير.. كان الحديث عن الفراغ الإداري هو الشغل الشاغل لإعلام وجمهور المريخ وكان الكل يستعجل تكوين لجنة التسيير خشية على النادي من آثار الفراغ في تلك الفترة، وبعد أن تم تكوين اللجنة التي تجتهد قدر استطاعتها في تسيير شؤون الأحمر، تحول الحديث لانتقادات حادة للجنة في مشكلة ومعضلة لا ناقة لها فيها ولا جمل.. ولا تتحمل ولو الحد الأدنى من مسؤوليتها لأن عدم وجود موارد واستثمار في النادي مسؤولية المجالس المنتخبة السابقة.. وهو ذات ما ينطبق على مسألة تجاهل ملف العضوية تجاهلاً تاماً من قبل المجالس الفائتة دون أن ننسى مسؤولية الجمهور الذي يعتقد أن علاقته مع النادي تقتصر على حضور المباريات وهو فهم قاصر لأن الجمهور يفترض أن يمثل مصدر الدخل الاساسي لاي ناد عبر بند العضوية من ناحية وعبر التفاعل مع المشاريع الجماهيرية على غرار مشروع تحويل الرصيد من أخرى حتى لا يضع النادي تحت رحمة القدر والظروف. * لو استجابت لجنة التسيير لمطالبات البعض بالتنحي والاستقالة، فهل سيمثل تنحيها حلاً لمعاناة المريخ المالية.!؟ والإجابة بالطبع (لا) بل سيسوء الوضع أكثر وأكثر وسيعود الإعلام والجمهور لعزف اسطوانة الفراغ الإداري مع العلم أن كثيرين اعتذروا عن دخول اللجنة.. وبالتالي فإن ونسي ورفاقه يشكرون ويستحقون آلاف التحايا على تحمل المسؤولية وقبول التكليف والاجتهاد قدر المستطاع لتسيير شؤون النادي في أصعب وأقصى فترة بالنسبة لأي مجلس إدارة.. ويستحقون الاحترام أكثر على عدم الاستقالة رغم ما يتعرضون له من انتقادات.