خواطر رياضية د. صلاح الدين محمد عثمان [email protected] تراث و تاريخ السودان الرياضي يتمثل تراث السودان الرياضي في الألعاب البيئية منذ قديم الزمان، هذه الألعاب التي بدأت تنتشر في المدارس ثم بدأ الناس بعد ذلك في ممارستها خارج المدارس ونذكر منها سباقات الجرى وسباق الحمير وجر الحبل والقفز على الحواجز والشوال والمعلقة والكرة الطائرة ولعبة الرنج وكرة الشراب وشليل وينو وفلفلت وحرينا وألعاب صفرجت ونط الكلب والسيجة، ثم خرجت بعد ذلك تدريجياً للأحياء والحارات وكان لكل حارة أو حي فريقها الخاص بها الذي يلعب هذه الألعاب الشعبية في اليالي المقمرة وهي الليالي التي يظهر فيها ضوء القمر ويعم كل الضواحي والحضر، حيث كانت تمارس في بعض الساحات والأزقة في كل مدن السودان، وكان كل ذلك يتم من خلال ما يسمي بليالي السمر حيث كان يتجمهر الجميع شيباً وشباباً وأطفالاً سواء كانوا ذكور أم إناث. كل ذلك يندرج في برنامج الرياضة للجميع التي تهدف لتعميم الرياضة في كل المواقع سواء كان ذلك في الاحياء السكنية أو مجال روابط الناشئين والشباب والبراعم أو في المدارس بمختلف مستوياتها أساس وثانوي وكذلك في بقية المؤسسات التعليمية الأخرى من جامعات ومعاهد عليا وفي الأندية الرياضية والساحات والميادين وفي مواقع العمل المختلفة. لابد من وضع خطة عمل متكاملة من أجل تطوير الرياضة البيئية هذا التراث الهام وإبرازها وفق برنامج هادف للاستفادة من التراث السوداني القديم والهام على قرار برنامج تلي ماتش. ونحن بصدد إحياء التراث القديم أذكر أنه أيام كنت مديراً لإدارة الشباب والرياضة بمحافظة أم درمان تلقيت خطاباً من سكرتير نادي المريخ الرياضي آنذاك بالإنابة الأستاذ الفاتح منير يفيد فيه بأن مجلس إدارة النادي قد قرر تسجيل كل الأناشيد والأغاني التي تمجد الأحمر الوهاج نسبةً لأن هذه الأناشيد تعد من التراث المريخي الواجب تسجيله والحفاظ عليه للاستعانة به في المناسبات المريخية من وقت إلى آخر تعبئة للحس الجماهيري والحس القومي خاصةً عندما يخوض المريخ معارك خارجية مع بعض الفرق في البطولات الأفريقية، وقد طلب سيادته في خطابه تكرم الإدارة بالسماح لهم الاستعانة بمسرح مركز شباب أم درمان ليكون مقراً لتسجيل هذا التراث الذي صاغه شعراء من أبناء المريخ وقام بأدائها الفنانين المريخاب وغيرهم، وقد أفادنا كذلك بأن هناك ممثلين للجنة الإعلامية المكلفة بهذا المشروع سيتصلون بنا للتنسيق فيما يختص بهذا الأمر خلال أسبوع من تاريخ الخطاب… وبالفعل حضر ممثلو اللجنة الإعلامية وتم عقد اجتماع معهم وتم الاتفاق على كل شيء، وذهبوا للإذاعة والتلفزيون أيضاً لمساعدتهم ومدهم ببعض الأشرطة الموجودة لديهم، إلا أن الموضوع توقف عند هذا الحد ولم نرَّ بعد ذلك شيئاً ملموساً في هذا الشأن، ولأهمية هذا الأمر نرجو من مجلس الإدارة الحالي التحرك مرة أخرى من أجل إنجاز هذا الأمر الهام. ** وكان اتحاد كرة القدم هو أول اتحاد تم تأسيسه وإعلانه رسمياً في سنة 1936م والذي ضم ممثلين لوزارة الخارجية وتجمع الجاليات الأجنبية بالسودان، وقد دخل السودانيون اتحاد الكرة كممثلين للمناطق الثالثة. ** أقاليم السودان كان لها دور كبير ومقدر في الحركة الرياضية حيث نالت بعض الأقاليم شرف تأسيس بعض الاتحادات الرياضية قبل الخرطوم العاصمة، حيث تأسس اتحاد الدراجات سنة 1956م في مدينة عطبرة عاصمة الحديد والنار وكانت شركة رالي هي التي ترعى هذا الاتحاد وكانت تقدم له الكؤوس والهدايا في مختلف المناسبات، ثم تأسس اتحاد الكراتية في واد مدني سنة 1973م برئاسة ملازم أول شرطة عثمان محمد الخواض والذي تم اعتماده رسمياً سنة 1977م برئاسة المرحوم كمال سلامة، أما اللجنة الأولمبية فقد تكونت بعد الاستقلال سنة 1956م لترعي الرياضة وتبرز وجه السودان في المنافسات والدورات واللقاءات الرياضية العالمية. ** بعد أن ازدهرت الرياضة قامت بعد ذلك الأندية الرياضية بفضل الدور الكبير والهام الذي قام به لفيف من خريجي كلية غردون التذكارية وجهودهم الكبيرة بمعاونة من بقية القطاعات الأخرى. ** لابد لنا هنا بعد ذلك أن نعرض لتيم عباس الشهير وعلاقته بالمريخ والهلال، حيث تقول كثير من الأحاديث والكتابات التي تؤرخ لتاريخ الرياضة بالسودان بأن الفريقين تكونا بعد انقسام تيم عباس وهذا خطأ شائع لأن تيم عباس هو في الأصل تيم الاسبتالية وتحول في عام 1926م إلى تيم عباس والذي تحول إلى فكتوريا سنة 1932م، أما المريخ فهو تيم المسالمة الذي تأسس سنة 1908م وتحول الاسم إلى المريخ سنة 1927م، أما فريق الهلال فقد تأسس في العام 1930م بمعنى أن المريخ والهلال وتيم عباس كانوا موجودين معاً، بعد تكوين المريخ وتلاشي اسم المسالمة تم تأسيس نادي الهلال سنة 1930م وأصبحت المنافسة قوية ما بين الفريقين وازدادت حماساً وحرارة مع مرور الزمن. ** بعد ذلك ما لبثت أن كثرت الدور الرياضية وأنشأت الملاعب والساحات والدور الرياضية، ونظمت المنافسات الدورية لمختلف الدرجات الموجودة آنذاك بكل من أم درمانوالخرطوم بحري والخرطوم، ثم تلى ذلك التواصل مع دول أفريقيا المختلفة والفرق الأجنبية من مختلف دول العالم.