* كروجر في الدكة الحمراء، يا له من خبر جميل ورائع يبعث الراحة في كل قلب احمر يفهم كرة القدم ويعلم اليسير من اسرارها، فالالماني بدرجة عالية من التمكن، وبدرجة اعلى من الاحترافية، لذلك لم يطيب لاهل المريخ بقاؤه بين ظهرانيهم كثيراً فكان ان شيعوه في 2009 الى المانيا باعداد لا تحصى من الحجارة. * ولان هناك مشكلة ما في تعاملنا مع الاشياء فهمنا في العام الذي يليه ان كروجر هو الافضل وان في اعادته ضمان لاموال كثيفة ظلت تهدرها ادارة النادي في التعاقد مع لاعبين لا يجيد التعامل معهم خارج الملعب وداخله سوى الداهية الالماني، فكان ان عاد كروجر مديراً فنياً للمريخ في الاشهر الاخيرة من العام 2010 خلفاً للبرازيلي جوزيه كاربوني ليقود المريخ عدة اشهر غادره بعدها بزعم مغالاته في الراتب الشهري. * نعترف بان جمهور المريخ متعجل في القرارات والاحكام وانطباعي بالدرجة الاولى والدليل على ذلك انه لم يستطع حتى الآن ان يهضم حقيقة ان الكابتن ابراهومة هو الافضل تدريبياً بطول البلاد وعرضها وسبب ذلك ان انطباعاً ترسخ لدى الجماهير بغير ذلك، وهو انطباع وصلت الى قناعة تامة بان من المستحيل تغييره. * ولكن يبقى المدهش حقيقة موقف رئيس نادي المريخ جمال الوالي من كروجر، واصراره في المرتين الثانية والثالثة على ان يكون التعاقد معه لاشهر فقط يتم بعدها الجلوس والنقاش بخصوص تجديد التعاقد معه، مع ان الالماني لا يحتاج الى تجريب او خلافه، ويعرف عن الفرقة الحمراء ما لا يعرفه الكثير من المتابعين لها، واشير هنا الى ان كروجر ظل على اتصال دائم طيلة فتراته خارج القلعة الحمراء مع مقربين منه يسألهم عن احوال الفريق ويعرف آخر اخباره. * ربما يكون الوالي قد تعرض لضغوطات لاعادة كروجر الى المريخ من جانب كثيرين مقربين منه يعلمون ان وجود الالماني قد يكون سبباً من اسباب صعود المريخ الى منصات التتويج الافريقية باعتبار ان الوالي لا يرغب اساساً في وجود كروجر رغم ادراكه لحقيقة انه الافضل، وللاسف الشديد سبب رفض رئيس المريخ للالماني هو ان الاخير محترف بالدرجة الاولى لا يقبل التدخل في اختصاصاته ويتحول الى كائن آخر عندما يشعر ان هناك من يحاول انتهاك قدسية قراره الفني. * بصريح العبارة حديث رئيس المريخ عن التعاقد مع كروجر لثلاث اشهر فقط يجعلنا نشكك في نواياه تجاه الرجل ويدفعنا للتفكير في ان مشواره معنا لن يستمر اكثر من ثلاثة اشهر فقط يعود بعدها الى دياره بعد نسج قصة جديدة لفشل المفاوضات تماماً كما حدث بداية العام 2011 عندما اوقق الوالي المفاوضات معه واتجه للتعاقد مع المصري حسام البدري بمبلغ اكبر من ذلك الذي طلبه الالماني الداهية. * نتمنى ان يكون رئيس المريخ واضحاً مع نفسه ومع جماهير المريخ فاما ان يكون التعاقد مع كروجر طويل الامد مع اعطاءه كامل الصلاحيات، او فليعود الرجل الى دياره مصحوباً بامنيات الكثير من اهل المريخ ان يعود الى القلعة الحمراء يوماً ما وبتعاقد ابدي ينتهي بنهاية عمره او وصوله الى درجة عدم القدرة على العطاء. عبدالله كمال