مداد وأوراق محمد غبوش عودوا للتشجيع ليعود معكم العرض البديع ..! * ليس غريباً أبداً أن يواصل سيد البلد وزعيمها الأوحد مسلسل التوهان في المباراة التي جمعته أمس الأول بفرسان أهلي الخرطوم . * وليس بمستغرب أن يظهر معظم أقمار الأزرق بكل ذلك الشرود الذي شاهدناه عليهم في تلك المباراة . * ولن يكون غريباً أبداً أن يكون الأداء في مقبل المباريات القادمة وأولها مواجهة النيل شندي الخميس القادم بصورة أسوا من التي شاهدناها عليه أمس الأول . * الهلال منذ أن عرفناه .. وفي ظني منذ أن تم تأسيسه يستمد ألقه وبريقة من جمهوره المعلم والمثالي . * والهلال منذ أن تفتحت أعيننا عليه تكون الجماهير هي مصدر تألقه .. وبريق سطوعه .. وباعث ضياءه .. ووقود تفرد وتميز أقماره . * والهلال للأسف الشديد أفتقد ذلك الوقود .. وغاب عنه المصدر الذي يغذي أوصاله بالرغبة في مطاردة التألق .. فكان لابد وأن يخفت بريقه .. ويقل ضياءه للدرجة التي بات فيها يفوز بشق الأنفس علي الأندية المحلية .. ويغادر البطولات الإفريقية من أدوارها الأولية . * هل شاهدتم يوماً مركبة تسير من دون وقود .. وورده تتفتح من غير ماء .. ونحلة تخرج العسل من غير زهور ؟؟ الأجابة بالطبع ستكون لا .. ولا كبيرة للغاية . * فلماذا إذا تتعبون أنفسكم وتبحثون عن أسباب تدني مستوي الهلال إفريقياً ومحلياً وأمام أضعف الأندية ؟؟ * الإجابة ماثلة بين أيديكم .. وواقفة للأسف الشديد في المدرجات الزرقاء .. تمد لسانها لنا في سخرية . * الإجابة السحرية لا تحتاج منا لكثير عناء .. ولا بحث وتنقيب .. ولا لفرفرة في وتقليب . * الأجابة هي أن الهلال للأسف بل للأسف الشديد جداً صار غريباً بين جماهيره .. وصار هدفاً ثانوياً لدي عشاقه أو من كانوا عشاقه وصاروا الآن وكأنهم من ملاكه .. وفرق كبير بين العشق والتملك . * الهلال صار بدون جماهير .. فلا تغرنكم تلك الأعداد الكبيرة التي تحضر للتدريبات والمباريات .. ولا يغنكم الآلاف المؤلفة من الأنصار التي تحضر في كل يوم لمشاهدة الأقمار .. فالغالبية فيها ولا أقول كلها قد نذعت ثوب الإنتماء للأزرق .. وإرتدت ثوب تصفية الحسابات الشخصية . * الغالبية تركت التشجيع وظنت وهماً انها إمتلكت الهلال .. وحلاوة وجمال الهلال أنه نادي بلا سيد .. ولا ملك .. مثله مثل الهواء والماء الكل شركاء في التمتع بكل جميل فيه .. ومتي ما كان مملوكاً لجهة ما فعلينا أن نرفع الفاتحة علي روحه . * أنظروا لجماهير الهلال في مباراة أمس الأول أمام الفرسان .. هل تلك المجموعات التي حضرت وهي تحمل اللافتات هي جماهير الهلال التي تعرفونها .. والتي ظلت مصدراً لإلهام الأقمار .. ومحرضاً أكبر لهم من أجل الإنتصار ؟؟. * الهلال للأسف سادتي بات غريباً بسبب جماهيره التي ظنت أنها يمكن أن تكون فوق مجلس إدارته .. يمكن ببساطة شديدة أن تترك مهمتها في الرئيسية والمقدسة في التشجيع لترفع اللافتات وتطالب ببقاء ذيد من الناس وذهاب عبيد . * والهلال بات غريباً لأن عشاقه تحولوا عنه .. وهجروا تشجيع الأقمار .. وأصبح جزء كبير منهم ولا أقول كلهم مجدداً عبدة للجنية والريال والدولار .. فكان من الطبيعي جداً أن تخفت فيه الأنوار .. ويعجز عن المواصلة بالقوة التي تعودناها منه في المشوار . * علة الهلال الأولي والاساسية في الجماهير .. وترياق علاج تلك العلة الأمثل أيضاً في نفس تلك الجماهير . * دعونا نعود لهلالنا حتي يعود إلينا الهلال .. ودعونا نمارس العشق النبيل في حضرته ليجود هو علينا بالسحر الحلال . * دعونا نعطي كل جهة دورها وحقها ومستحقها كاملاً .. الجمهور دوره التشجيع في المدرجات وتحريض الأقمار علي السطوع والثبات .. والإدارة دورها يتمثل في قيادة النادي بهمة وثبات وتوفير كل المتطلبات .. من أجل مطاردة الإنتصارات ومن بعدها التكويش علي كل البطولات . * الإدارة للمجلس الشرعي والمنتخب .. والمدرجات للجمهور ليحولها لمرجل من لهب .. فمتي ما تضاربت تلك الإختصاصات .. وإختلطت التوجهات فلا تتوقعوا أن يتعافي الهلال من أي علات أو يبعد عن أي سلبيات . * كونوا معي فللمداد بقايا .. بقايا مداد ..! * الجماهير في أي نادي ينحصر دورها الكبير في المدرجات وتحريض اللاعبين علي إنكار الذات ومطاردة الإنتصارات . * وجماهير الهلال تحديداً عرف عنها عدم تدخلها السافر في مخرجات الإدارة بل عدم إهتمامها كثيراً بهذا الجانب .. ولكن في الفترة الآخيرة وفي ظاهرة جد خطيرة ترك عدد كبير من الجماهير دوره الأساسي وتفرغ للشأن الإداري . * فكان لابد وأن يدفع الثمن فريق الهلال . * جماهير الهلال عليها أن تنتبه جيداً للمخطط الخطير الذي يستهدف فصلها عن الفريق من أجل إضعافه كما نشاهد الآن . * قوة الهلال تاريخياً ظلت في جماهيره قبل أن تكون في لاعبيه أو جهازه الفني .. فلا تجردوا الأزرق من كل قوته من أجل إرضاء ذيد من الإداريين أو عبيد . * جماهير الهلال الحقيقية أذكي من أن تقع فريسة سهلة في ذلك المخطط الخطير الذي يهدف كما أسلفنا لتجريد الهلال من مصدر قوته الأول ومن وقوده الأمثل . * الهتافات في المباريات وفي التدريبات حق حصري للاعبين فلا تجردوهم من حقهم ثم تطالبونهم بعدها أن يعطوكم حقكم من المستوي الرائع والإنتصارات الكاسحة ومطاردة البطولات والألقاب المختلفة . * عودوا إلي هلالكم .. وإلي مدرجاتكم .. تعود للهلال معكم العافية والروح . * أبعدوا عنه .. وعنها ويقينا سيبتعد عنكم كل ماهو جميل في الأزرق . * الهلال مواجه بتحديات صعبة للغاية .. أولها إستعادة الثقة المفقودة وتثبيت الاقدام الشابة من أجل الإنطلاقة بصورة أقوي في قادم التحديات .. ولكن هيهات هيهات أن يكون له ذلك مادام جماهيره تعاني من الإنقسامات .. وتحرص علي تشجيع اللافتات .. وممارسة الإنفلات .. أكثر من حرصها علي الدور المقدس للمدرجات . آخر مداد..! عودوا لهلالكم .. يعود هو إليكم .