مداد واوراق محمد غبوش الهلال يحتاج للجميع من خلفه ..! *منذ أن تفتحت أعيننا علي الدنيا وعرفنا شئ إسمه كرة القدم عرفنا معها الهلال .. ومنذ أن عرفنا هذا النادي وجدنا أنفسنا نعشقه حد الثمالة .. ومنذ أن عشقناه صار هو المتنفس والملاذ والحضن الدافئ الذي يحتوينا .. وصار لنا بمثابة حياه بكل تفاصيلها وكل تقلباتها .. فمثلما في الحياة شتاء وربيع وخريف وصيف كذلك في الهلال وكيف لا وهو حياتنا . * مسألة أن نحزن .. وأن نشقي عندما ينهزم الهلال فذلك أمر طبيعي .. لا تثريب فيه .. فكل العشاق يتخاصمون ويتجافون ثم يحنون ويعودون . * ومسألة أن نتلاوم ونتناقش فذلك قمة الولاء لأننا أهلنا قديماً كانوا يقولون ( الما لامك ما دارك ) فمن يلوم يبعث برسالة حتي وإن كانت خفية للملام بأنك عندي بالدنيا ولولا ذلك لما لمتك علي تقصير قمت به في حقي . * الهلال قصر أمس الأول في حق جماهيره وفي حق نفسه قبل كل ذلك .. وهو يقبل بالوداع من الدور الأول لدوري أبطال الأندية الإفريقية تلك البطولة التي تربطه بها مواثيق عشق وهيام طوال السنوات الماضية فكان لابد وأن يجد اللوم من عشاقة الذين توافدوا كعادتهم من دغشاً بدري نحو أرض الحبيب بعد أن حشدوا النفس أماني وتطلعات .. وأحلام برؤية عزيز في كامل أناقته .. ومحبوب في كامل نضارته .. وفارس توج علي القوب ملكاً في كامل البهاء والسطوع .. ولكنهم صدموا عندما شاهدوا مجرد شعار يركض في الملعب .. وأشباح تتهادي يمني ويسري دون هدف أو غاية .. فكان الغضب .. وكان الحزن .. وكان تحطم المقاديف في خضم البحر الكبير .. والريح الصرصر . * نعم سادتي هكذا كان حال عاشقي الأزرق وحكم مباراتهم أمام ثوار طرابلس يطلق صافرة نهاية الآمال بأن يواصل الهلال مع بقية أقرانه في الأبطال لذلك فأنا شخصياً أجد لهم كل العذر أن عبروا عن غضبهم ولومهم وإستئاهم بالطريقة التي تريحهم . * أما الآن وبعد أن هدأت النفوس قليلاً .. وعادت الأنفاس إلي طبيعتها .. وهبطت الصدور التي كانت تغلي وتفور وجب علينا أن نقف معاً في صف واحد خلف المحبوب الأزرق .. وأن نتداعي جميعاً من أجل نصرته حتي ينهض من كبوته الحالية .. ولن يكون ذلك إلا بالتوحد خلفه أكثر وبإغراقة بالمزيد من المشاعر الجياشة فهو الأحوج لها حالياً . * وحسناً فعل مجلس إدارة الهلال وهو يقوم بالأمس بتجديد الثقة في الجهاز الفني للفريق وفي اللاعبين من أجل المواصلة من حيث إنتهي المشوار .. ومن أجل النهوض بسرعة أكبر من هذه الكبوة التي أعترضت المسار .. ومن أجل أن يعود لنا كما نشتهي المدفعجية والأقمار . * فالكل قد أجمع عطفاً علي خروج الهلال من دوري الأبطال أن تغيير الأجهزة الفنية المتواصل وما تسبب فيه من عدم إستقرار داخل هذا الجهاز الحساس كان له الدور والأثر الأكبر في الوداع المبكر دون تحقيق إي من الطموحات الزرقاء . * والكل قد أكد أن علة الهلال الأولي في هذا الموسم أو من الممكن أن نقول حتي في الموسم الماضي تغيير المجلس المتواصل للأسماء التي كانت تشغل منصب المدير الفني للفريق حيث أفقد هذا التغيير المتواصل الهلال شخصيته الفنية فكل مدرب يأتي ويتسلم المهمة يأتي بفكر وأسلوب وطريقة جديدة .. وما أن يتعود اللاعبين علي طريقة مدرب إلا ويتم تغييره ليبدأ الفريق في محاولة التعود علي المدرب الجديد وهكذا . * ختاماً أقول لجماهير الهلال .. إحزنوا كما شئتم فالحزن يغسل النفوس .. ولكن كونوا علي ثقة بأن الهلال قادر علي أن يعود كما يشتهي عشاقة .. فلا تطيلوا الوقوف علي باب الأحزان .. وصفوا النية من أجل المساهمة القوية في عودة معشوق الأمة السودانية . * كونوا معي فللمداد بقايا .. بقايا مداد ..! * الفرحة التي عمت جماهير وصيفنا الدائم وضلنا التاريخي بوداع الهلال لدوري الإبطال الإفريقي فاقت كما توقعنا تأهل فريقهم المتواضع لدور الستة عشر عبر بوابة واري وولفز الذي أشك في كونه نيجيري من الأصل . * تلك الفرحة الهستيرية للوصايفة تؤكد أن هولاء القوم كما ذكرنا من قبل أكثر من مرة يكرهون الهلال أكثر من حبهم لفريقهم وهذا هو بالضبط سبب تقوقع فريقهم ومستواه المتدني في كل موسم سواء خارجياً أو داخلياً . * نحن الهلالاب أسياد البلد نعم لا نحب المريخ ولكن أيضاً لا نكرهه لسبب بسيط للغاية وهو أن من يحمل في جوفه ولو القليل من الحب للأسياد لا يمكن أن يكره أبداً . * هروب السيد العشري من المؤتمر الصحافي الذي أعقب مواجهة الهلال وأهلي طرابلس لا يليق أبداً بمدرب كبير ويتولي مسئولية التدريب في واحد من أكبر وأعظم الأندية الإفريقية الهلال . * العشري كان عليه أن يتقدم ويدافع عن نفسه وعن الأسلوب الذي إنتهجه في المباراة أمام الهروب فسلوك لا يشبه أبداً المدربين الكبار . * الهزيمة في كرة القدم نعم مؤلمة ولكنها في النهاية أمر طبيعي ولا يوجد فريق في العالم لم يتجرعها ولم يودع البطولات القارية من الأدوار الأولية .. ويبقي الأهم في كيفية الإستفادة من ذلك الوداع والعمل علي تصحيح كل السلبيات التي أدت له حتي لا تتكرر في المرات المقبلة . * الهجوم علي مجلس الهلال بتلك الطريقة التي يشتم منها رائحة الإستهداف ليس له ما يبرره .. فالمجلس بشهادة الجميع لم يقصر في إي واجب من واجباته طوال فترته القصيرة حتي الآن . * مطالبة الكاردينال وأعضاء مجلسه بالإستقاله لمجرد وداع الفريق للأبطال فيه نوع من السذاجة ولا تريد أن نقول البلادة لأنه لو كل رئيس نادي أو مجلس إدارة إستقال بسبب وداع بطولة أو هزيمة لن يتبقي نادي في العالم يحكمه مجلس . * الكاردينال أعطي وما إستبقي شيئاً في هذا الزمن الأسود وأجتهد كثيراً من أجل بناء فريق يحاكي قرص الشمس هيبة وتألقاً وبدلاً أن نقف معه وندعمه نجد من يقول له إستقيل !!. * ياتري هل لو إستقال كردنه ومن معه سيتقدم هولاء الجعجاعون الصفوف ويتصدوا لمهمة تسيير الهلال الشاقة ؟؟ عفواً أنا هنا أطلق السؤال ولا أعتقد أن أحدهم سيجروء علي القول بنعم لأنني أعرف أن كلهم مجرد منظراتية لا أقل ولا أكثر . آخر مداد..! الكلام ساهل والفعل واعر.