راي رياضي ابراهيم عوض الهلال تيرمومتر الكرة السودانية تدحرج المريخ لمسابقة كأس الاتحاد الأفريقي بعد أن فشل في تجاوز منافسه الضعيف وفاق سطيف الجزائري في دوري الأبطال. وودع الأهلي شندي الكونفدرالية من دور ال 16 بعد أن خسر أمس من ميدياما في غانا بهدفين نظيفين، وتعادل سلبي في الخرطوم. وكان الهلال قد ودع دوري الأبطال من دور ال 32 لأول منذ منذ أكثر من عشر سنوات، أمام الأهلي الليبي وبفارق الأهداف. وكما نعلم فإن فريق الخرطوم الوطني الذي شارك في الكونفدرالية خرج من الدور التمهيدي أمام فيلا الأوغندي بالخسارة 1/0 ذهابا وايابا. ولا نستبعد أن يسقط المريخ في اختبار دور ال 16 مكرر، أمام أي فريق، رغم أنه قدم مباراة جيدة أمام وفاق سطيف أمس الأول وكان الأقرب للفوز. كل المؤشرات كانت توحي بأن مسيرة الأندية السودانية في البطولتين الأفريقية لن تستمر لأبعد من دور ال 16 بعد خروج الهلال المفاجيء. نقول ذلك، لأن التاريخ علمنا وكتب لنا أن الهلال أصبح يمثل تيرمومتر للأندية السودانية المشاركة إفريقيا ، وخصوصا لنده وغريمه المريخ. عندما تأهل الهلال لنهائي بطولة الأندية الأفريقية عام 1987، وخسر أمام الأهلي المصري بأمر من الحكم المغربي الراحل لاراش. نجح المريخ بعد عامين فقط في مواصلة مشواره في بطولة كاس الكؤوس الافريقية، والتأهل للنهائي ومن ثم الفوز باللقب. وعندما كرر الهلال انجاز 87 مرة اخرى في عام 1992 ووصل لنهائي البطولة، اجتهد المريخ، وبلغ مراحل متقدمة في البطولة الثانية. السؤال الذي يطرح نفسه ويحتاج إجابة، لماذا خرج الهلال من الدور الأول ، وودع المريخ من دور ال 16، رغم أن الفريقين تاهلا لنصف النهائي العام الماضي؟. وكيف حدث هذا التراجع المريع لفريقين يتمتعان بذخيرة طيبة من التجارب، وامكانات هائلة؟، وهل نتعشم فيهما أو أحدهما أن يحقق اللقب في السنوات المقبلة. اغلب الظن ، والله أعلم، أن ساقية الناديين ستدور في حلقة مفرغة، ولن يتمكنا من تحقيق أي انجاز في ظل الأوضاع الراهنة. للهلال رئيس ثري وسخي، وهو الشاب أشرف الكاردينال، الذي نجح في توفير كل المتطلبات المالية، لكنه لم يستثمر تلك الامكانات ويسخرها لمصلة الفريق. التخبط الذي يعيشه الهلال في عهد الكاردينال، والقرارات غير المدروسة لادارته بشطب اللاعبين أصحاب الخبرة اثناء الموسم وتغيير المدربين أثر على مستوى الفريق. في العام الماضي تأهل الهلال لنصف النهائي كما ذكرنا في صدر المقال، وبامكانات أقل من هذا العام، لأسباب كثيرة منها اعتماد الإدارة على متخصصين في الكرة. لكن ،عندما ذهب أصحاب الخبرة من إدارة الكرة أمثال فوزي المرضي، والنقر وعاكف، واوكلت المهمة لهارون، فقد الفريق هويته، وباتت كرته بلا طعم أو لون. أما المريخ الذي يملك فريقا قد يكون أفضل من الهلال نسبيا، بسبب توافر عناصر الخبرة فيه، فإن الصراعات الإدارية هي من عرقلت مسيرته. الأموال التي بذلها جمال الوالي طوال أكثر من 13 عاما لفريق الكرة بالمريخ ، لو انفقت في أي فريق آخر لفاز بكأس العالم للاندية. إن لم يتغير واقع الحال في المريخ، ويتم تغيير طريقة أبو جريشة في إدارة الكرة والقضاء عليها فإن الحال في الفريق الأحمر لن ينصلح. وداعية : النجاح في أي مجال يبدأ بتصحيح الأخطاء. [email protected]