# كل شيء في استاد مدني كان يوحي بانتصار كبير للفرقة الهلالية.. كل شيء في الاجواء المحيطة باللقاء كان محرضا ومحفزا للاعبي الازرق لتقديم العرض الذي يكفل لهم النقاط ويزيد. # تحية خاصة لجماهير الهلال التي تكبدت مشاق السفر من الخرطوم والكاملين والحصاحيصا وابوعشر وسنجة وسنار.. وجاءت الى حاضرة ولاية الجزيرة وهي تمني النفس بمباراة جميلة تشبه هلال السودان المرشح الاكبر للبطولة واهلي مدني الذي كان سيدا للاتيام ولكن.. ما اقسي (لكن) هذه عندما تجهض عندها الامنيات ويخيب الرجاء. # مارس مدرب الهلال الروماني خرمجة غريبة في التشكيل ولم يمنح الثقة لنفس العناصر التي ادت آخر مباراة.. حيث ابعد صهيب الثعلب ووليد علاء الدين واستعاد خدمات نصر الدين شغيل ومدثر كاريكا متجاهلا تماما بأن بقية عناصر التشكيل نفسها تعاني من عدم الانسجام ويلعب بعضها مع بعضه لاول مرة .. فيما اصر على وجود معاوية فداسي والابقاء على عبد اللطيف بوي بقرار فوقي من رئيس النادي. # كل شيء كان مثاليا حول المباراة… الا بيلاتشي ولاعبيه الذين منحوا اهلي مدني قوة دفع اضافية لا يستحقها.. هذا فريق جاء الى الملعب ليخرج بأقل الخسائر لانه يملك شيئا غير (الدفسي والرفسي) لاحداث الفارق.. ونجح في ذلك لان الهلال فشل في (الوقوف على كورتو) ولم يستطع السيطرة على رتم المباراة حتى وخصمه الشرس يلعب بتسعة لاعبين. # كانت جماهير الهلال هي كلمة السر الوحيدة تحريضا وتحفيزا حيث احتلت مكانها في المدرجات منذ وقت مبكر.. الالتراس.. الموج الازرق.. الاشاوس وبيت الهلال.. بجانر الرابطة المركزية بقياداتها مرتضى ميرغني والدكتور زكي البشير.. كانوا جميعا بيان تحريضي للاجادة ولكن تعطلت ماكينات الهلال امام العنف غير القانوني الذي اعتمده لاعبو الاهلي كسلاح فعال لايقاف خطورة الفريق الازرق.. ولكن اغرب ما في المباراة ذاك الشحن الزائد الذي تعامل به لاعبو الاهلي وجماهيرهم وحتى رئيسهم مولانا بدر الدين ووزير الشباب والرياضة.. هذا الثنائي هو الذي اوقف المباراة حين امر اللاعبين بالانسحاب عقب احتساب ركلة الجزاء التي لا اجزم بانها صحيحة لصالح الهلال. # هذه انطباعات شاهد شافش كل حاجة في استاد مدني عن قرب.. كانت مباراة فقيرة فنيا وحاشدة بالاخطاء التنظيمية والتحكيمية والفنية.. لم يكن هناك وجود للاتحاد المحلي الذي اغلق الابواب امام الاعلام ولم يكن هناك وجود للمراقب الذي وقف يتفرج امام (بدع) الحكم السمؤال الذي احتسب ركلة جزاء اولى وهمية للهلال وتغاضى عن اخرى لاهلي مدني قبل ان يحتسب ركلة جزاء للهلال بعد تعطيل النيجيري عزيز شيبولا وكانت هي القشة التي قصمت ظهر المباراة. # المهم عدت من مدني وانا على يقين بأن الهلال لم يقدم المستوى الذي يؤهله للعودة الى الخرطوم بنقاط اللقاء وعليه ان يشكر ادارة الاهلي (المتشنجة) التي ذبحت فريقها من الوريد الى الوريد واجهز الحكم السمؤال على ما تبقى من روح المباراة.