div id="js_1s" class="_5pbx userContent _22jv _3576" data-ft="{"tn":"K"}" خارطة الطريق ناصر بابكر * وبما أن (العبرة بالخواتيم)، نقول أن الهلال الذي قدم أسوأ موسم له منذ استحداث مسابقة الممتاز قبل أكثر من عقدين، أستحق الظفر بالبطولة لأنه قدم أفضل مباراة له في الموسم الحالي في الجولة الأهم وهي جولة الحسم والتتويج والتي بدا خلالها وكأن الأزرق ارتدي الثوب الذي كان عليه الأحمر طوال النصف الثاني من الموسم، في وقت ارتدي فيه المريخ الثوب الذي كان عليه الهلال طوال الموسم وقدم أسوأ مباراة له وليس في الموسم الحالي فحسب بل ربما طوال تاريخه. * قبل الجولة، لمن يكن هنالك خلاف حول ان المريخ كان الطرف الأفضل في نسخة هذا العام من الممتاز، لكن فريق يتواضع بتلك الصورة في ليلة الحسم والتتويج لا يستحق اللقب لأنه ارتضى أن تذهب كل مجهوداته وعروضه علي مدي عدة أشهر هباءا منثورا. * بطبيعة الحال، فريق يعجز علي مدي دورتين في الفوز علي الهلال بل ويخسر المواجهات المباشرة أمامه بحصوله علي نقطة يتيمة منها مقابل أربع للغريم لا يستحق الفوز باللقب مع الإشارة لأن جل أندية الممتاز تفوقت على الهلال فنيا في مبارياتها أمامه باستثناء المريخ الذي لم يخسر النتيجة فحسب بل خسر خسارة مدوية علي صعيد الاداء بتقديمه لمباراة بلا لون ولا طعم ولا رائحة كان خلالها الطرف الأضعف على المستوي البدني وعلى المستوي التكتيكي وعلي المستوي النفسي والذهني وعلي مستوي الروح والتركيز . * لاعبو المريخ تواضعوا بشكل جماعي باستثناء جمال سالم الذي كان بمثابة اليد الواحدة التي لم تعرف التصفيق، فنجوم الخبرة لم يكن لهم اي دور في الإرشاد والتوجيه والقيادة وتسيير اللقاء وكأن تجربتهم في الملاعب مجرد (تراكم سنوات) لم تكسبهم أي خبرة يستفيد منها الفريق في الأوقات الصعبة، فيما تاهت المواهب الشابة وقدمت أسوأ مباراة لها واستلسمت للضغط الأزرق كما افتقدت التركيز بشكل غريب فشاهدنا بيبو يقدم أسوأ أداء له في الموسم وكذلك السماني والتكت مع اجتهادات متقطعة للتش وغياب كامل لمحمد عبد الرحمن وحتى البدلاء مامادو وضفر فشلا في تقديم إضافة للأداء في وقت ارتكب فيه محمد موسي أخطاء بالجملة سواء علي مستوي التوليفة أو التبديلات مع الإشارة لأن مردود الفريق في اللقاء يشير لخلل كبير في التحضير الذهني والنفسي بصورة انعكست علي أداء الفريق الذي كان في حالة توهان لم نشاهدها قريبا. * المريخ لم يرتدي ثوب التواضع الذي كان عليه الهلال أغلب فترات الموسم داخل الملعب فحسب وإنما في المدرجات كذلك حينما أفرغ بعض المشجعين غضبهم في كراسي الجوهرة الزرقاء في سلوك مرفوض وغير مقبول بالمرة أكد أننا في السودان بعيدون كل البعد عن الممارسة الحضارية للعبة وأننا نفتقد للروح الرياضية والخلق الرياضي القويم حيث نحول (لعبة) إلى (حرب) نمارس فيها كل أشكال السقوط وهو وضع يشمل كل الأطياف. * الجماهير الرياضية مطالبة بأن تدرك بأن تلك المنشآت سواء القلعة الحمراء أو الجوهرة الزرقاء هي ثروة قومية وإضافة يحتاجها السودان بشدة لتحسين البنية التحتية وبالتالي المحافظة عليها ينبغي ان يكون واجب كل رياضي وليس تدميرها بصورة تؤكد أننا نتأخر بسنوات ضوئية عن العالم من حولنا وأن أكبر أزمة نعاني منها هي أزمة سلوك وأخلاق. * عموما، هنيئا للهلال فوزه بالممتاز وهو في أسوأ حالاته وحظا أوفر للمريخ الذي فرط في اللقب في لحظة الحسم وهو تفريط يؤكد أن مختلف القطاعات الحمراء تحتاج إلى وقفة طويلة بعد نهاية الموسم لبحث أسباب التفريط المستمر في الممتاز ووضع العلاج اللازم لها لأن فوز الهلال بلقب النسخة الحالية تحديدا يعتبر وصمة عار في جبين كل مريخي. * فريق الكرة الآن لا يملك خيارا غير التماسك وتجاوز صدمة الأمس لإنقاذ الموسم بلقب الكأس وهو أمر يتطلب إرادة حديدية من الجميع وروح قتالية وتحمل جماعي للمسئولية خصوصا وأن المريخ سيلعب مباراة صعبة غدا بملعب شندي أمام الأهلي يتعين عليه أن يمسح من خلالها الصورة السيئة التي رسمها بالأمس.