ياسر عائس | نفذ الكاردينال وعده واطاح الثنائي الكاميروني والنيجيري خارج الكشوفات. انهى الهلال علاقته باللاعبين الاثنين رغم مشاركتهما المهمة ودورهما في نتائج الفريق واعتمادهما معا في الكشف الافريقي. صم الرئيس اذنيه عن دعوات النصح، ومضى في تنفيذ المجزرة السنوية المعتادة والتي تتركز على اقصاء المحترفين لاسترضاء الجماهير. نعم لم يكن شيبولا كما نتوقع ولم يبلغ الطموح المنشود، ولكن القط الكاميرني اسهم بشكل كبير في تميز الهلال محليا ، وفي استمراره في الابطال والكونفدرالية. دون ان يتوفر الهلال على البديل اقدم على خطوة الاستغناء وهى غير مبررة من الناحية الفنية. فالثنائي افضل من غيره ولا يكلف الفريق خانات للاجانب لانهما مجنسين. يبدو ان السبب الاساسي مادي بحت ويتعلق بالمرتبات التي باتت عالية في ظل تدهور قيمة العملية الوطنية مقابل الدولار. المرشحون للانضمام للكشوفات خلال التسجيلات الحالية ليس فيهم حارس مرمى ، فكيف يتخلى الهلال عن مكسيم قبل ان يؤمن اهم الخانات. لا يمكن لفريق يتطلع للذهاب بعيا في البطولة الافريقية ان يعتمد على جمعة ويونس. التفكير في المحترفين نفسه كان بطيئا وجاء متاخرا وهو ما يهدد اكمال الصفقات بسبب الزمن. قبل ايام فقط فكر الكاردينال في تلافي الامر ولهذا نتوقع ان تكون الصفقات اي كلام ، او ان يرضخ للوكلاء او يرفض الصفقات لغلائها. استشعر الكاردينال الخطر واحس بغضب الجماهير وتململ الانصار قبل المخالفين ولهذا شرع في ملء الفراغ كيفما اتفق. لكننا لا نعفيه من التركيز على شطب مكسيم وشيبولا ، وان النية كانت مبيتة فعلا منذ ان تم حرمانه من التدريبات وتنزيل القرارات للمدرب ودائرة الكرة. تدخل الرئيس مباشرة في العمل الفني وما حديثه عن زيادة وزن الحارس الا دليلا على صحة ما نقول. اذا رات الادارة ذلك فكان عليها تنزيل الملاحظة عبر التسلسل التدريجي بواسطة رئيس القطاع بلوغا الى الجهاز الفني ومن ثم اللاعب. انتهت حقبة الثنائي مع الازرق ونتمنى ان يكون القرار الاداري حصيفا وتحسب للجنسيات ومخاطبة السلطات لاسقاطها. لكن الاسقاط اذا كان الغرض منه قطع الطريق على اللاعبين فربما لن ينجح، لان شيبولا يمكنه اللعب بالسودان محترفا وفي خانة الاجانب. اما مكسيم فالمريخ يمتلك جنسية للحارس سالم الذي تبدو ان العلاقة بينه وناديه في ايامها الاخيرة. ويمكن للمريخ بذراعه الطويلة لدى السلطة تحويل جنسية سالم لمكسيم والابقاء عليه داخل السودان. كل فرق الممتاز استفادت من اخطاء الهلال في اكتشاف ورصد اللاعبين واستجلابهم والكشف عليهم وتسجيلهم ثم التخلي عنهم في لمح البصر. عدد من اللاعبين جاء بهم الهلال وينشطون حاليا في الممتاز. يقاتل الكاردينال في سباق مع الوقت لانجاز صفقات التنزاني والنيجيري والمدافع السري. الحديث عن المدافع بهذه الطريقة المبهمة تشئ لانهيار صفقة القشي. اما طلب اعارة توماس بدلا من تسجيله فتحمل مؤشرات غير مريحة للمتابع الهلالي. لكننا نحمد للكاردينال تركيزه على الشق الهجومي والاهتمام بمحترفين اثنين ينشطان في هذا الخط. ظلت معاناة الهلال كبيرة في المقدمة الهجومية منذ سنوات. ولم تفلح كل محاولات الترقيع والترميم ونتمنى ان تصدق هذه المرة. وبمثلما انتقدنا الكاردينال بقسوة على تاخيره في ملف الانتدابات فاننا نحيي شجاعته وتحركه الاخير حتى لو كان تحت الضغط الاعلامي والجماهيري. ونتمنى ولاجل الهلال ان تتكاتف السواعد لانجاح حملة الدعم بتهئية الاجواء حتى يكتمل قيد اللاعبين المرصودين. صبر الكاردينال وهو يشاهد الصفقات الفاشلة ، ونتمنى ان تنجح هذه المرة. ونتمنى ان يكون التخلص من مكسيم وشيبولا تم بطريقة قانونية وسليمة حتى لا تلاحق الهلال شكاوى الفيفا. نشك في ذلك ونتوقع ان مكسيم ينطوي على تصعيد الامر للفيفا وانه حاليا يريد الجواز والسفر فقط. حافظ الهلال على سجله في الممتاز وكسب مباراة مهمة خارج قواعده. وتزامن الفوز مع بشريات وصول المحترفين ونعتقد انهما صفقة من العيار الثقيل ستعوض الجماهير. ونتوقع ان تعود للتغنى باسم الكاردينال لان نجاح الثنائي متوقع بالقياس على سيرتهما . التوفيق من عند الله ولكننا نثمن الاختيار ونشكر رئيس الهلال ونتمنى تكملة الفرح بمدافع متمكن.