* إنتهت فترة التسجيلات الإستثنائية وطوى المريخ الملف على خير، بضم مجموعة لاعبين نتشوق لرؤيتهم في المستطيل الأخضر يدافعون عن ألوان النادي، في الدوري الممتاز أو في مجموعات الأبطال حيث يتصاعد الأحلام وترتفع الطموحات، ولكن، لا يعني أنك إكتسحت التسجيلات فقط وفريقك سيكون الأفضل ويحقق النجاحات والإنتصارات ما لم يتبع ذلك عمل إداري جيد ومتماسك ومواكب لمستجدات ومتطلبات المنافسة، وأولى هذه الأشياء بطبيعة الحال فترة الإعداد. * لم يتبق الكثير من الوقت للمباراة الأولى للمريخ في المجموعات، والأوضاع ليست كما يرام، مقارنة بنشاط الأندية المنافسة وكل فرق المجموعات ال16، وأقربها من المقارنة الهلال، والذي قدم خدمة كبيرة لمنافس المريخ سيمبا التنزاني في دورة عكست لنا حقيقة هذا النادي وكشفت لنا مستوى الإدارة المسؤولة عنه، وأن الحقيقة ليست كما كنا نظن أنهم مجرد محطة نعبرها كما عبرنا مواطنيهم الشباب وعزام من قبل. * كل المريخاب بعد القرعة بنوا حساباتهم على أن المريخ سينافس على المقعد الثاني المؤهل لدور الثمانية، على أساس أن حامل اللقب سيظفر ببطاقة ويلعب فيتا الكونغولي دور المنافس المزعج، ولكنها كانت توقعات مبنية على حسابات قديمة لا مكان لها في حاضر القارة الأفريقية التي نهضت، وبدأت عدد من أنديتها تعمل بمفاهيم متقدمة جداً، وكلنا شاهدنا وتابعنا كيف انتزع الفريق التنزاني مدرب المريخ ودفع به في فترة إرباك ستخصم منه الكثير من التركيز، خاصة وأن المدرب الجديد لم يصل حتى لحظة كتابة هذا المقال، وينتظره الكثير من المفاجآت أولها في التعرف على البيئة المحيطة بالمريخ، والمشاكل الكثيرة التي تتعلق بإدارة غير مستقرة ورئيس هرب منه ثلاثة مدربين قبله. * المزعج حقاً أن مجلس المريخ بتكوينه ووضعيته أقل بكثير مما تم في ملف التسجيلات وما ينتظر النادي من إستحقاقات قادمة، وما يجري هنا مقارنة ببقية فرق المجموعة يلفظنا إلى الذيلية وإن تعاقدنا مع نجوم من الدوري الإنجليزي والإسباني، وتبقى الحقيقة الثابتة أن المريخ يعاني من إدارة معطوبة تجعله كفرس أعرج في مضمار للخيول الأصيله. * ما أنجز في ملف التسجيلات كان بمساعدات خارجية ومجهودات كبيرة قام بها رجال من خلف الكواليس، ولكن إدارة دولاب العمل وتصريف الأعباء اليومية، وإدارة شئون لاعبين وفريق يضم عدداً مقدراً من الأجانب سيكون من مسؤوليات مجلس الإدارة، ونحن نعرف أن المجلس منقسم على نفسه، بل ومنهار ومتباعد، والفصيل الذي يتولى أمر النادي الآن محدود القدرات وفاقد الثقة والمصداقية، تكتنفها الغموض في القرارات والسياسات وفي كل شيء، على النقيض مما يجري داخل نادي سيمبا حيث يسود منهج إحترافي حقيقي، وفيه كل شيء مرتب وجميل ومتسق. * في المنافسات الكبيرة، لا يكفي أن تحشد أفضل اللاعبين فقط لكي تنافس بشكل مشرف، فقد وضعتنا الظروف في مقارنة مباشرة مع الأهلي المصري، طالما نحن في مجموعة واحدة معه، وسنجد فريقنا ينازله في مباراتين ومطالب فيهما بالظهور المشرف على أقل تقدير.. والأهلي كما تعلمون ليس فريق مميز فقط، وإلا لما كان هو (نادي القرن).. بل أن ما يكسبه هيبته ويجعله البطل لتسع مرات، أنه يمتلك عقول إدارية خلقت للنادي هيبة ومهابة في كل شيء.. ونحن بحاجة إلى قرن كامل تتوقف فيه مسيرته ونصعد نحن بسرعة كبيرة لكي نلحق به. حواشي * فشلت مساعي التمديد للنجم سيف تيري لأن الملف ترك لسوداكال.. وأمتز رئيس لم ينجح حتى الآن في مهمة كبيرة منذ أن تولى هذا المنصب، وملف التجديد لرمضان عجب والرشيد والمجموعة السابقة دليل قاطع بأنه ينجح فقط مع الأشخاص الذين لا يعرفونه جيداً، ويثقون به لكونه رئيس نادي المريخ.. ولكن مثل سيف تيري ورمضان عجب ونجوم الفريق الكبار يعرفون مع من يتعاملون.. ولو وضعنا جمال الوالي مثلاً في محل المفاوض مع تيري لحسم الأمر وحسم الجدل. * الفوارق التي ظهرت بين إدارتي المريخ وسيمبا في الفترة الأخيرة تعيد أيضاً ترتيب أوراق المجموعة.. فالفريق التنزاني لن يكون حصالة المجموعة كما كنا نعتقد..! * لا أتوقع أن يكون سيف تيري قد رفض عرض المريخ.. ولكن أكاد أجزم بأنه رفض أسلوب التفاوض ومفرداته. * عندما تجلس لتفاوض لاعباً محترفاً يختلف الأمر عن أسلوب التفاوض لشراء شيء من السوق..! * ما الذي أنجز من خارطة الطريق لحل أزمة المريخ الإدارية؟.. لا أحد يملك إجابة قاطعة..!! * لم تبدأ إجراءات العضوية، ولم يبد سوداكال حسن النية ويثبت جديته في العبور بالمريخ بسلام من حقل الألغام والأزمات.. وبالتالي.. ولو وضع تشكيلة ليفربول الإنجليزي بشعار المريخ فذلك ليس بإنجاز يعادل الخروج من الأزمة الإدارية..!! * حالة النشوة التي انتظمت المريخاب بالتعاقدات الجديدة هي نفسها في كل سنة وتسجيلات ولا جديد في الأمر.. لذلك قالوا عليه رجل صالح..!!