ابوعاقلة اماسا مجلس المريخ على حافة الإنهيار..!! * يبدو أن مجلس إدارة نادي المريخ الجديد سيفقد تعاطف القاعدة التي انتخبته بأسرع من المتوقع، وأنه سيظهر أسوأ ما كان في مجالس الإدارات السابقة في عمر قصير جداً لم يتجاوز الستة أشهر، إبتداءً بتضارب المواقف والتصريحات والعشوائية في القرارات والإرتباك في الأداء العام وضعف ثقافة الإلتزام بالنظم وأساسيات حوكمة العمل، وكذلك ضعف المردود في التعامل مع الملفات المستعجلة والمطروحة على الساحة المريخية وفقدانه لما يمكن أن يصنف ضمن (ألف – باء) الأولويات في الإدارة. * الأمر أكبر من سوء التقدير العادي في إطلاق الأحكام، وفوق إعتبارات الظرف القاسي الذي يمر بها نادي المريخ، وبعيد كل البعد عن المزاج السوداني العام، والمتعكر أصلاً بجملة ضغوطات أضفت على طبعه الملل والقرف والعدوانية في آراءه، وميوله لتوزيع الإتهامات وتجريم كل ما لا يتفق مع مزاجه المتقلب.. فنحن هنا نعني الحد الأدنى من المعقولية في كل شيء، في الإنسجام والتفاهم كمجلس إدارة هدفه معروف والتحديات المحيطة به معروفة.. وأبسط الأشياء التي توقعناها من هذا المجلس أن يحترم المؤسسية ويسعى لمحو آثار المعاناة الطويلة التي مر بها شعب المريخ مع اهتزازات مجالس الإداراة الأخيرة، وبعد الخمس سنوات التي لم نر فيها غير الصراعات والمشاحنات، وكنا نتوقع أن يظهر المجلس كلحمة واحدة تحترم بعضها وتتمسك بهدف واحد وتقاتل من أجل بلوغه، ولكن.. ما يجري الآن في أروقته يجعلنا نشعر بالقلق إزاء مستقبل النادي القريب، غض النظر عن ملف القضية الموجود أمام محكمة (كاس) والقرار المتوقع، وقد أشرت من قبل في هذه المساحة أن قرار المحكمة أياً كان لن يأتي بشيء أهم من موقف الجماهير الذي تبلور في جمعية عمومية أقيمت خارج النادي.. اجمع فيها أهل المريخ على إنتخاب مجلس جديد يرأسه حازم مصطفى.. ومهما كان بشأن ذلك القرار فإنه لن يغير من موقف الجمهور الرافض لإستمرار سوداكال تحت أي مسمى. * لذلك أرى أن التوجس ألظاهر في أداء المجلس، والتحفظ الذي نراه بحجة أن كاس قد تخذ قراراً بإبعادهم فذلك يعني أنهم بعيدون عن الثقة التي منحت لهم.. فهم المسؤولون الآن عن تسيير وضبط دولاب العمل في النادي، وإظهار شيء من القدرات التنظيمية التي كانت تطمح فيها الجماهير عندما غامرت وقاتلت من أجل التغيير. * حتى الآن، إذا استثنينا معسكر القاهرة الطويل وما أنفقه الرئيس حازم في ذلك، فإن أداء المجلس إتسم بكثرة الحركة وقلة المردود، وخروقات فاضحة لقواعد المؤسسية في أي نادٍ آخر ينشد الإحترافية، ناهيك عن المريخ.. الإرث والتأريخ..!! * صراحة.. وبدون مجاملة.. بداية هذا المجلس محبطة للغاية، من حيث الهمة والتنظيم، وهو في أفضل حالاته لم يأت بجديد حتى الآن في السلوك الإداري التقليدي المتوارث، حيث الخلافات والإختلافات سيدة الموقف، وحيث الأزمات تصنع من اللاشيء، وتنعدم صيغة الحوار بين مكونات المجلس خارج قاموس (الأنا والأنانية)، فظهرت مواقف كثيرة جداً قيل أنها نتجت عن قرارات من مجلس الإدارة، في حين أنها لم تك سوى بذرة من الديكتاتورية زرعت على الأرض اليباب لتنمو وتثمر كوارث جديدة، ومع ذلك أعود وأنبه إلى أننا مازلنا في النصف الأول من العام الأول ولم تمر سوى بضعة أشهر ظهرت فيها سوءات المجموعة التي انتخبناها لتنقذ النادي من محنة لم تبدأ بهذا الحجم، وإذا أراد المجلس أن يقيم المسيرة ويقوم سيرها فعليه أن يعدل قليلاً من أسلوب بعض أعضاءه، وأن يحاسب نفسه بنفسه قبل أن يحاسبهم الغير… يراجع مواقفه ويصحح أخطاء أعضاءه في لحظة وقوعها حتى لا تتراكم، ولا كبير على المؤسسية إلا المؤسسة نفسها، أما إذا ساد التشاحن والبغضاء بين الأعضاء ودارت الصراعات على النحو الهمجي الذي لا يراعي ظرف المريخ وأنه خارج للتو من ظلامات ويتلمس النور والطريق القويم، فسوف يفقد أنصاره وبدلاً أن كنا نرى السلوك العدائي من فئة محددة سيتحول المريخاب جميعهم إلى جبهة معارضة عريضة.. وتستمر الرمال في حركتها وينشغل الناس بتغيير المجالس والوجوه بدلاً عن تثبيت دعائم المؤسسة والمؤسسية، وبهذه الطريقة نتنقل من أزمة كبيرة إلى أخرى أكبر وأعقد..!! حواشي * كتبت من قبل أن الأسلوب الإداري المتبع في نادي المريخ، بعيداً عن اللوائح التنظيمية وترتيب الاولويات على هدى برنامج يعبر عن مشروع كبير يؤمن به كل الناس ويقدموا التضحيات من أجل تحقيقه.. بدون ذلك.. سيكون العمل في غاية الملل، ولا يفيد معه أن نأتي بأثرى أثرياء أفريقيا والوطن العربي لمنصب الرئيس. * هذه الطريقة التقليدية تصيب أكثر خلق الله صبراً بالضجر والملل، فيستقيل وينجو بجلده من شراك الشد العصبي والتوترات الذهنية والضغوط التي يصنعها البعض..!! * ذلك ما حدث لجمال الوالي من قبل وسيحدث الآن للرئيس الحالي حازم مصطفى، وسيحدث للوليد بن طلال لو أصبح في نفس المنصب.. أو لرجل الأعمال والثري السوداني (مو إبراهيم) إذا دفع به حظه العاثر ليكون رئيساً للمريخ.. وأشير هنا إلى أن الأزمة هنا ليست في المال بقدر ما هي في ثقافة الناس الذين يتعاملون مع صاحب المال، أو بيئة نادي المريخ..!! * ذات السلوك الإداري القديم والتقليدي… زحام حول فريق كرة القدم وصول تذكارية مع اللاعبين وأزمة طاحنة على رأس كل ساعة وعجز الجميع في حلها..!! * هذا المجلس حده سيكون في إستقالة رئيسه وبعض الفاعلين فيه، وإذا استمرت الأمور بالشكل الذي نراه فإن سيناريو الختام قريب جداً.. ولو جاء قرار محكمة (كاس) بإعدام سوداكال ومن معه..!! * المؤسسية تسهل من إنسياب العمل وتخفف الضغوط وتقلل من إحتمالية وقوع الأزمات الإدارية،وبدونها وبدون منهج إداري واضح سنشهد القهقري ونعيد إنتاج الأزمة..!! * أكثر من ثلاث تصريحات لأعضاء المجلس بخصوص العمل في صيانة الإستاد… قال اللواء نورالدين عبدالوهاب أنهم وقعوا مع ثلاث شركات.. أما الأخ محمد سيد أحمد فقد قال أنه سيكون هو المسؤول عن ملف صيانة الإستاد، وقبلها بأيام كان قد استبق الناس بخبر تكفل قائد الدعم السريع بصيانة الملعب.. وحتى لحظة كتابة هذه الأسطر لا شيء على الأرض، حتى اللجنة التي تم تسليمها الإستاد والنادي لا تكاد تعرف شيئاً.. ولم ير أحد منهم عضواً من أعضاء مجلس الإدارة..!! * حالة نادي المريخ تقول أنه بحاجة ماسة للملعب الرديف، وتعشيبه وتأهيله لا يحتاج سوى شهرين، وتكاليف استئجار ملاعب للتدريبات في هذه الفترة تكفي للمرحلة الأولى من المشروع.. ولكن.. (17 رجلاً ماتوا من أجل صندوق وكنز…!!). * ربط حيوية المجلس وعطاءه بقرار (كاس) من شأنه أن يعطل مسيرة المريخ ومصالحه، ولا يعقل أن يكون هنالك مجلس منتخب يتولى إدارة النادي والفريق فعلياً ثم يقول البعض: ننتظر قرار (كاس) * عندما تجد أعضاء مجلس إدارة في نادٍ مثل المريخ منغمسين في العمل التنفيذي، تأكد أننا لم نبارح بعد قصص الإدارات التقليدية..! * المهام التنفيذية يقوم بها الموظفين وليس أعضاء مجلس الإدارة.. في أي نظام أساسي..!!