د.مزمل ابو القاسم قنبلة موقوتة * قنبلة موقوتة.. ذلك أبسط وصف يمكن أن يُطلق على الوضع الإداري الحالي في المريخ، بعد أن سعت لجنة الانتخابات إلى حل الأزمة، فعقدتها وزادتها استفحالاً. * قبل تكوين لجنة التسيير الأخيرة كانت ساحة المريخ مزدحمة بمجلسين، يقود أولهما حازم مصطفى، ويترأس ثانيهما آدم سوداكال، ويزعم كل واحد منهما أنه الشرعي والمخول بإدارة النادي. * حالياً ظهر مجلس ثالث، أتى لتسيير أمور النادي لمدة شهرين بأمر لجنة الانتخابات، لكنه لم يفلح في تسيير أي شيء، بل لم يتسلم مهامه ولم يباشرها حتى اللحظة، لأن رئيسه لم يعترف به ولم يرحب بأعضائه، ولم يكلف خاطره عناء إلقاء السلام عليهم. * لم أفاجأ كثيراً عندما علمت أن الأخ حازم يتحدث لخاصته عن عدم اعترافه بلجنة التسيير، وأنه متمسك بشرعية مجلسه، كما لم تفاجئني حقيقة أن قروب المجلس المنحل على الواتساب كان زال نشطاً كأن شيئاً لم يكن! * حدث ذلك بعد أن منح حازم لجنة الانتخابات موافقة مشروطة على قيادة لجنة التسيير، لكنه جاهر لخاصته ولمجموعة من قادة النادي أنه سيدير النادي عبر مجموعة محدودة، ومكونة من عادل أبو جريشة نائب الرئيس للشئون الرياضية في المجلس المنحل، والجهاز الفني بقيادة الغرايري، واللواء أمن (م) محمد آدم النقي (المدير التنفيذي للنادي)؛ وأنه مرتاح لذلك الوضع. * يومها كتب الأخ حازم لنا ما يلي: (أخى مزمل الذي يدير النادي الآن بكل وضوح وشفافية المكتب التنفيذي، الجهاز الفني، عادل أبو جريشة وشخصي الضعيف.. أصدقكم القول بأني فى غاية الراحة.. وأنا وفريقي نعمل فى انسجام كامل، بخصوص موضوع تسجيلات الأجانب، النفطي والغرايري يختاران اللاعب ويرفعان الأمر للمكتب التنفيذي الذي بدوري يرفعه لي.. أنا وعادل نتفاوض على القيمة المالية والقرار الأخير عندي أنا، وفي الوقت نفسه هناك تقييم مالي يأتي إلينا من النفطي؛ من وجهة نظره ويكون قاعدة لانطلاق التفاوض المالي)! * واضح أن حازم قرن القول بالعمل، ونفذ انتواه بمعزل عن مجلسه المُنحل ولجنة التسيير التي لم تباشر مهامها أصلاً. * لا أحد في المجلس المحلول ولا لجنة التسيير يعلم أي شيء عن تفاصيل ملف الانتقالات الذي يديره حازم بمعيّة أبوجريشة، ولم نقول الجهاز الفني الذي خضع (بحسب تصريحات النفطي) للسقف المالي المنخفض الذي وضعه حازم للتسجيلات، بدليل أنه رفض كل الترشيحات الأولية التي وصلته من الغرايري، وشرع في التخلص من توني على الرغم من مطالبة التونسي بِه، كما فشل في تمديد عقود اللاعبين الوطنيين مطلقي السراح حتى اللحظة، وفي مقدمتهم عمار طيفور وأحمد حامد التش وبيبو وصلاح نمر والتكت وبخيت خميس وآخرين. * تم تهميش لجنة التسيير في رحلة الجنينة بإسناد رئاسة البعثة للمدير التنفيذي؛ بوجود نائب رئيس النادي، ولم يتم تنوير أعضاء اللجنة بما يحدث في أضابير العمل الإداري للمريخ، وهو يتابعون الأنباء المتصلة بصفقات الانتقالات على منصات التواصل الاجتماعي مثل بقية مشجعي النادي. * بل تم التحرش بهم واستفزازهم في قروب اللجنة على الواتساب بنشر فاتورة الطائرة التي أقلت بعثة المريخ للجنينة، ومطالبتهم بالمساهمة في تمويل النادي!! * لجنة التسيير ما زالت مجرد حبر على ورق.. نضع تلك المعلومة المهمة أمام ناظري لجنة الانتخابات كي تراجع قرارها، أو تجتهد لوضعه موضع التنفيذ. * من اجتمعوا مع الجكّوُمي في إستاد المريخ أمس (عُمد بلا أطيان)، لأن رئيسهم لم يعترف بهم، ولا يرغب فيهم، ولن يسمح لهم بالعمل معه، وهو يدير النادي على هواه بتعليمات مباشرة للمدير التنفيذي وموظفيه. * سيستمر ذلك الوضع حتى تقارب فترة الشهرين نهايتها، وبعدها سيفاجئ حازم لجنة الانتخابات بتصريح متأخر، مفاده أنه متمسك بشرعية مجلسه، لأنه منتخب بواسطة الجمعية العمومية للنادي. * لن تكون هناك انتخابات بعد نهاية فترة تكليف لجنة التسيير الممتدة 60 يوماً، لأن اللجنة لن تباشر مهامها أصلاً، ولن تشرع في التحضير لانتخاباتٍ لا يرغب فيها رئيسها، علماً أن لائحة الانتخابات المطبقة حالياً تنص على إقامة الانتخابات بعد شهر كامل من موعد فتح باب الترشيح. * بمعنى.. إذا أرادت لجنة التسيير للانتخابات المقبلة أن تقام في موعدها فعليها أن تفتح باب الترشيح لها خلال أسبوعين من الآن.. وذلك لن يحدث أصلاً، لأن اللجنة لم تجتمع ولم تفتح ملف العضوية، ولم تباشر مهامها خلال تلك الفترة بأمر رئيسها الحردان! * هناك خياران لا ثالث لهما أمام لجنة الانتخابات التي يقودها الدكتور علي البلولة، أولهما أن تخضع لما يفعله حازم وتغض الطرف عن تجاهله للجنة وتعطيله لأعمالها (كما تفعل حالياً)؛ أو أن تشمر عن ساعد الجد وتجتهد لتنفيذ قرارها حتى ولو كلفها ذلك إقالة حازم واستبداله برئيس آخر يحترم أمر التكليف الصادر له من لجنة الانتخابات.. فماذا ستختار؟ * لذلك وصفنا الوضع الإداري الحالي للمريخ بالقنبلة الموقوتة.. فهل نحن مخطئون؟ آخر الحقائق * النهج الذي يدار به نادي المريخ يحدده النظام الأساسي للنادي وليس فرد ولا مجموعة. * المريخ ليس شركة خاصة مملوكة لفرد كي تختصر إدارتها في فرد أو فئة بعينها. * يمكن للأخ حازم أن يختار الكيفية التي يدير بها نادي المريخ (بمعزل عن النظام الأساسي) إذا نجح في شراء النادي ودفع فيه الثمن المناسب وحوله إلى إقطاعية خاصة به. * إلى أن يحدث ذلك الأمر سيظل رئيس النادي ملزماً بتسيير النادي عبر مجلس إدارة، تنتخبه الجمعية العمومية أو عبر لجنة تسيير تكونها الأجهزة القضائية للنادي. * سيكون بمقدور حازم أن ينتقي معاونيه ويقصي من يشاء عن الإدارة إذا تعلق الأمر بشركة مملوكة له. * يوم الأربعاء المقبل يفترض أن يتم رفع الكشف الإفريقي للكاف. * اقتربت نهاية فترة التسجيلات وما زالت فرقة المريخ بلا مهاجم صريح حتى اللحظة. * علماً أن كل قواعد النادي تعلم يقيناً أن مشكلة المريخ الحقيقية تكمن في مقدمته الهجومية. * كشف المريخ مزدحم بلاعبي الوسط.. ومعظم الصفقات الجديدة مكونة من لاعبي وسط. * نتمنى أن تفلح مساعي إعادة سيف تيري، ونخشى على الصفقة من ضغط الوقت وسطوة السيستم. * إذا فشلت فسيدفع المريخ الثمن غالياً، بعد أن فرط في التعاقد مع المهاجم الكنغولي المتميز كيمبالي. * كيمبالي مهاجم صغير السن وقوي البنية وفارع الطول، وصاحب قدرات تهديفية عالية. * فوق ذلك فهو متاح بكلفة معقولة، تتناسب مع السقف المالي المنخفض الذي حدده حازم. * رفضه الغرايري طمعاً في ضم أجايي، ونعتقد أنه سيقبله بعد أن تأكد من عدم قدرة النادي على ضم النيجيري. * الكاميروني أوليفر بومال صاحب سيرة ذاتية جيدة لكنه كبير في السن (33 سنة)؛ ومتوقف عن اللعب منذ شهر مايو الماضي.. * آخر خبر: الوقت من ذهب.. والسيستم لا يرحم.
