* في يوم تأريخي لكرة القدم السودانية، حقق ثنائي القمة فوزين مستحقين في دوري أبطال أفريقيا خارج الأرض، حيث لعب المريخ على ارضه الإفتراضية التي اختارها مضطراً، وحقق فوزاً على شباب بلوزداد الجزائري بملعب شهداء بنينا ببنغازي الليبيه بهدف البرازيلي باولو سيرجيو، وعاد الهلال من مدينة (غاروا الكاميرونية) بفوز مستحق على القطن الكاميروني بهدفين لهدف أحرزهما الكنغولي مكابي ليليبو.. مقابل هدف لأصحاب الأرض.. ولينام الشعب السوداني سعيداً ومتفائلاً في هذه الظروف القاسية التي يمر بها، وهو ما يثبت أن كرة القدم أصبحت الضوء الذي يشع في عتمة ليل الوطن، وأنها كانت وما زالت تستحق إهتماماً أعلى من الدولة من أعلى سلطاتها السيادية، وكيف للدولة أن تتجاهل ما يسعد شعبها ويحزنه..!! * مازلت أعزف على ذات الوتر القديم، أننا ننجح في الأشياء التي تكلفنا ملايين الدولارات، ونفشل في أشياء مجانية لا تحتاج منا سوى القليل من التفكير، فمنذ أكثر من خمسة أعوام كان واضحاً أن السودان مقبل على أزمة ملاعب وإستادات قد تجعل أنديتنا ومنتخباتنا تلجأ للعب مبارياتها خارج البلاد، ولكن لم يحرك أحدهم ساكناً.. بل ولم يجلس المسؤولين في بلادي على الأرض ليتدارسوا الأمر ويتحاشوا مآلاته.. ولكن شيئاً من ذلك القبيل لم يحدث… وأنا على يقين أن أحداً من المسؤولين لم يطرح الأمر على المستوى السيادي ليبحث مع القيادات الحلول الإحترازية.. وحتى وزيرة الشباب والرياضة تعاملت مع المدينة الرياضية كما تتعامل النساء مع الأواني المنزلية.. ورفضت دخول رئيس نادي المريخ في خط إكماله، وهذا يعني أنها بعيدة كل البعد عن أنفاس الرياضة والرياضيين، وأنها في واد.. والرياضيون في واد آخر غير ذي زرع..!! * لو أن الموضوع كان قد رفع كملف ودراسة متكاملة لقيادة الجيش أو الدعم السريع وقتها لاستطعنا أن نطور واحدة من الإستادات الصغيرة المنتشرة داخل الوحدات العسكرية لإستضافة مباريات الفرق السودانية، على الأقل لتكون نسخة من ملعب شهداء بنينا، وهو ملعب ذو سعة محدودة، ومرافقه عبارة مباني جاهزة تم تركيبها في وقت وجيز، وبمبالغ زهيدة حرص القائمون على أمره أن تكون مطابقة لمواصفات كاف والفيفا من حيث المداخل والمخارج وغرف اللاعبين وبقية المتطلبات..!! * المشكلة كانت واضحة، والحلول على قفا من يشيل، ولكن.. لم يفكر فيها أحد.. ولم يطرحها أحد في قالبها الوطني على أساس أن أي من أطراف الكرة السودانية يلعب خارج الوطن هو منقصة في حق السودان وحكومته وشعبه..!! حواشي * المريخ مشكلته في ملعبه أبسط مما يتخيل العقل، ولكن تعقيداته في أن القائمين على أمره يختارون الطرق البعيدة والمعقدة ويرفضون الحلول القريبة والناجعة..! * تطور كبير ومشهود لفريق المريخ من حيث الأداء.. وتكامل الخطوط.. ولأول مرة تأتي مجموعة من الاجانب وتشكل جميعها إضافة للمجموعة الموجودة…!! * هذه أولى ثمار سياسة تفويض الجهاز الفني بملف الإنتدابات، ومن المؤكد أن المدرب سيتعاقد مع لاعبين يخدمون سياسته وخططه في بناء الفريق..!! * لا أصدق أن دولة بحجم السودان غير قادرة على تشييد مثل ملعب شهداء بنينا..!! * معظم السودانيون غير قادرين على إستيعاب أن اشتراطات الكاف ليس لها علاقة بالجماليات المفرطة للملاعب.. بل هنالك متطلبات أساسية إذا توفرت في كل ملعب يكون مؤهلاً..!! * كل ما أنفقت من أموال للسفر والتنقل بين الدول.. حيث لعب المنتخب الأول بالمغرب وقطر… ولعب المريخ في القاهرة وليبيا… لو وقعنا اتفاق تفاهم مع الجيش وعدلنا إستاد الكلية الحربية او اكملنا المدينة الرياضية لكان ذلك مكسباً للوطن قبل المريخ..!! * في زمان عزت فيه الأفراح الوطنية على الشعب… تعود كرة القدم لتشعل جذوة التفاؤل والفرح…!! * أين العقدة في ازمة الإتحاد السوداني لكرة القدم والإتحاد المحلي..!! * لا ارى سبباً في هذه الحرب.. سوى أنها مكاجرات أفراد ستدفع ثمنها أنديتنا المحلية.. ولكن أذكرهم بأنه من مصلحة الكرة السودانية إستقرار منافساتها..!!
