* فالقلم قد يُصاب بالعي حين يكون الجو من حوله مفعماً بكل ما هو ثقيل.. * ويصعب عليه – من ثم – أن يمارس فعل الكتابة.. *أو دون أن يطرأ على فعله المضارع ما يستبدل حرفه الأخير ميماً.. * وكل الذي يفكر أن يكتب فيه يجده غير ممكن .. * وعدم الإمكان هنا مرجعه إلى انشغال المحل بحركة المناسبة .. * أو ربما منع من ظهور ما يفكر فيه (التعذّر) .. * وجلست أبحلق في ال(لا شيء).. * وأثناء بحلقتي هذه أبصرت فيما يبصر (الصاحي كالنعسان) جعفر نميري.. * أبصرته وهو (يهز ويرز) قافزاً من ظهر عربة مكشوفة.. * وأبصرته وهو يخطب في حشد (محشود) مستهلاً بعبارة (مواطني الثوار الأحرار).. * ثم أبصرت المواطنين هؤلاء وهم أحرار…بعد أن لم يعد هو حراً.. * وأبصرت أيضاً سلاطين باشا وهو يتسلل هارباً من الخليفة…في جنح الدجى.. * وأم درمان – وقتذاك – غشيتها عاصفة شتوية…لها صفير.. *وكأنما هي هدية شيطانية ل(شويطين) لتعمي أبصار العسس… والملازمين.. * ثم أبصرته وهو يعود إلى أم درمان ذاتها مرة أخرى.. * ويربت على قفاه مرحباً بعض من كانوا يصفعونه على قفاه هذا.. *وابصرت (عاصفة) شكسبير وهي تعوي…وتزأر…وتتلوى ؛ في عرض البحر.. * وما ذاك إلا بفعل سحر بروسبيرو…المظلوم.. * وتجلب إليه أعداءه (لحد عنده) – في جزيرته النائية – بعد إغراقها سفينتهم.. * وأبصرت بروسبيروهذا وهو يعود لدوقيته المنتزعة بميلانو.. *ومعه إحدى بناته…وهي الجميلة ميراندا.. * وأبصرت خلال بحلقتي هذه زميلنا محمد صالح وهو يحاج أستاذنا للأدب العربي.. * وينصب من نفسه نداً لأديبنا عبد الله الطيب.. * وأبصرت بعد ذلك رسالة خطية أتتني مفادها (زميلك محمد صالح تعيش انت).. *لقد مات فجأة…..دون أن (يحاج) الموت.. وأبصرت أستاذ العربي هذا نفسه وهو يشرح لنا الإعراب التقديري.. * وهو الذي الذي يصاحب الاسم المقصور…أو المنقوص…أو المضارع المختل.. *ويصعب – من ثم – ظهور الحركة.. *سواء بسبب التعذر…أو الثقل…أو انشغال المحل بحركة المناسبة .. * ثم أبصرت ما كتبته في حالة اليقظة والأحلام هذه لأجد ما كان سيُغضب أستاذنا.. *لأجد قصوراً…..ونقصاً…..واختلالاً.. * فقد منع من ظهور ما نود أن نقوله اليوم (التعذُّر).. *وتعذَّر على (بنات) أفكاري أن يهبنني سحراً يهب عاصفةً صوب جزيرتي.. *جزيرتي المعزولة بفعل (ثقل) أناس…ووقائع…وأشياء.. *بما فيهن…….ميرندا !!.