*وكلمتنا هذه بمثابة رجاء أخير.. *أو إن شئت قل : تحذير أخير… ليس بعده سوى الندم.. *ندم في الدارين، الدنيا…. والآخرة.. *وأمر الآخرة هو الأصعب… لأن الذي يطبق (القانون) – وقتذاك – هو الله نفسه.. *القانون الإلهي… الذي لا تدخلات (فوقية) فيه.. *ولم نذكر الآخرة – والدين – هنا عبثاً، بما أن منهم من يقول (إن الله معنا).. *ولكن متى كان الله (مع) إزهاق الأرواح بلا (قانون)؟.. *سواء قوانين وضعية… أو سماوية، فكلها تُحرِّم القتل خارج إطار (القانون).. *والغريب أنهم يقرؤون القرآن… ويُظهرون التقوى.. *ولكنهم – فيما يبدو – لا يفقهون… وإن فقهوا لا يعتبرون… وإن اعتبروا لا يرعوون.. *سيما آيات النهي (المغلظ) عن قتل النفس.. *فالقتل – باسم الدين – هو (الجرم) الذي لم يشذ عنه عهدٌ إسلامي من بعد الخلافة.. *كلهم كانوا يقتلون….. ويتلون كتاب الله.. *من لدن معاوية – مروراً بالأمويين والعباسيين والعثمانيين – وليس انتهاءً بالبشير.. *فقد جاء من بعد البشير هذا عهدٌ يُقتل فيه الناس… أيضاً.. *وهو لما يزل في مهد السياسة صبياً، فكيف إذا بلغ أشده… واستوى على الكرسي؟.. *ونقول قولنا هذا بين يدي اليوم… الأحد.. *والذي سيشهد تظاهرات (سلمية) على نطاق واسع… في سياق المطالبة بالمدنية.. *ومعذورٌ شعب السودان إذا تملكته عقدة من حكم العسكر.. *ولا أعني كل العسكر… وإنما الذين يتسنمون السلطة باسم قواتنا المسلحة منهم.. *ثم لا يرى الناس منهم إلا الظلم… والقهر… و(القتل).. *فكذلك فعل عساكر نوفمبر… ثم عساكر مايو… ثم عساكر يونيو، لخمسين عاماً.. *فلنحو نصف قرن من زمان استقلالنا لم يحكمنا سوى العسكر.. *وتطورت دولٌ من حولنا – وتجاوزتنا – ونحن في محطة (صدر تحت توقيعي).. *وما صدر تحت توقيع عسكر أبريل – حتى اللحظة – لا يبشر بخير.. *فقد ساروا على درب سابقيهم – من العسكر- ذاته- *فكان القتل… وكانت الحشود المدفوعة… وكان الإعلام الموجه… وكان قطع النت.. *وبعض حشود الإدارة الأهلية احتجوا البارحة على عدم (الدفع).. *يعني يا شعب يا سوداني أنت موعود بكل الذي ثرت ضده… وضحيت بالأرواح.. *فهل يُلام هذا الشعب – إذن – إن هو طالب بالمدنية؟.. *ونسبة التمثيل التشريعي التي يطالب بها مفاوضوه هي لضمان تنفيذ هذا المطلب.. *وليس الهدف منها استبدال شمولية بأخرى… كما يقول العسكري.. *والدليل، أنْ لا أحد من رموز قوى الحرية والتغيير سينال منصباً تنفيذياً.. *فشعبنا اكتوى بنار قوانين تتحكم فيها (الأمزجة).. *ومن القوانين هذه ما قد يؤدي إلى مجازر… ومذابح… وفظائع، ثم يُقال لك (بالقانون).. *ونحن باسم القانون الوضعي – ثم الإلهي – نحذر من الرصاص.. *ونقول لأعضاء العسكري الانتقالي : رجاءً لا… بالله عليكم.. *قبل أن يقع المحذور – مرةً أخرى – ثم نسمع عن (جهات) ارتدت أزياء نظامية.. *فإن كانت هنالك مثل هذه الجهات – فعلاً – فلماذا لا تُردع؟..