قال الشاعر الغنائي مدني النخلي ونحن نتنسم الذكرى الاولي لثورة ديسمبر لابد من ان نوثق لهذه المرحلة التي جاءت لنا برؤى جديدة وفكر جديد واسلوب حياة كذلك جديد .. قصيدتي (ارح مارقة ) هي احدى شعارات الثورة والتي في تقديري كانت بمثابة قراءة استباقية بثورة ديسمبر وسنكتب شعارات اخرى توثيقا لهذه الحقبة التاريخية المهمة لترددها الاجيال القادمة بفخر كيف لا وهي تحكي لهم عن بطولات صنعت على ايدي الشباب. ارح مارقه.. موت وحياه بقت متساويه مافارقه قدامك غناء الميلاد وديك شمس الامل شارقه. .ارح مارقه. مسنودين على الحيط ام زباله وطين.. لا وارثين… ولا لابسين سوا الستره وشبع حامدين.. لا سارقين.. سوا خالقنا ما
الزغرودة …..ساعة الصفر الحاضرة في كل المواكب!! شارة الفرح ( الزغرودة ) السودانية يطلقنها النساء ايذانا بموعد الافراح هي لغة الشفاه التي تبدأ مع وضع اليد في اللسان فيخرج الصوت متناغما معبرا عما يعتمل بالدواخل من سعادة ، وتتعدد المناسبات التي تطلق عبرها الزغاريد ، وما بين الزواج والانجاب والعودة من الاراضي المقدسة وحفلات التخريج تبقي الزغاريد هي القاسم المشترك للتعبير عن الفرح. معلنة بين الثوار الزغرودة تقليد سوداني اصيل يطلق في الافراح خاصة الاعراس وتتعالى صيحات زغاريد النساء لتشق عنان السماء ومصحوبة في كثير من الاوقات بغناء الحماس والعديل والزين لكن كان للزغرودة في ثورة ديسمبر دورا اخر فكانت هي ساعة الصفر المعلنة بين الثوار والمخفية عن ( الكجر ) فما ان تطلق احدى الكنداكات ( زغرودتها ) يعني ذلك ان الموكب المعلن عن عبر جدول تجمع المهنيين قد بدا ومن ثم تبدا الهتافات الثورية والشعارات التي خرجت من رحم الثورة مثل تسقط بس التي ارتبطت ارتباط وثيق بالثورة السودانية. اختلاف الزغرودة الموسيقار الفاتح حسين والمحاضر بكلية الموسيقي والدراما عن هل الزغاريد تحتاج الى خامة صوتية بعينها الفاتح قال: عرفت بانها مهارة نسائية وعلميا لا علاقة لها بتصنيف الاصوات لذا كل النساء يمكنهن ان (يزغردن ) ، ماضيا بقوله الزغاريد هي لغة الفرح المشتركة بين كل الشعوب فقط تختلف من حيث الاصوات فالمصرية تختلف عن السورية والسودانية وهكذا. ساعة الصفر الباحث والمهتم بالتراث السوداني بروف محمد المهدي بشري قال بحسب صحيفة الجريدة: ان الزغاريد السودانية ارتبطت بمواسم الافراح لكنها اخذت وضعية مختلفة في الثورة السودانية وقديما كانت النسوة تطلقها للحماس في الحروب باعتبار ان المرأة لا تشارك فيها ، لكن في الحراك الثوري اختلف الامر وكانت حواء تقف جنبا بجنب مع الرجال فزغرودتهن هذه كانت هي ساعة الصفر في المواكب فالثورة السودانية اعادت الكثير من العادات السودانية الي المقدمة بعد ان تراجعت.