أكّد رموز الإدارة الأهلية والطرق الصوفية على دورهم التاريخي في ترسيخ التعايش السلمي وتعزيز التسامُح بين مكونات المجتمع السوداني، وكشف المُشاركون في ورشة مناهضة خطاب الكراهية ودعم السلام التي نظمها مركز طِيبة برس بالخرطوم، عن تنامي خطاب الكراهية وحذّروا من مخاطره على مستقبل وحدة السودان. وقال الشيخ عبد الوهاب الكباشي ممثل الطرق الصوفية وفق صحيفة السوداني، إن التنوع في السودان قديمٌ، لكن هناك ممارساتٌ جديدةٌ أدّت إلى تنامي خطاب الكراهية، وأوضح الكباشي بأنّ الوسائط الحديثة أبرزت هذا الخطاب، وأضاف في كلمته في الورشة: "كل يوم نسمع خطاب سخرية وتقليلاً من شأن الآخر لمجرد الاختلاف في الرأي"، ووصف ذلك بأنه من أكبر المصائب التي يعيشها السودان. وأكد الكباشي بأن السودان ليست به تفرقة دينية على أساس المُعتقد، وأنّ المُجتمع السوداني لديه أعراف حاكمة يحترمها الجميع بكل تنوعهم. وأوصى الأحزاب السياسية وحركات الكفاح المسلح بأن تتجاوز مرحلة الصدام التي قادت إلى تشريد الناس في المعسكرات، واعتبر التوقيع على السلام خطوة جيدة ينبغي أن تُؤسِّس لمرحلة جديدة. واعتبر الناظر محمد سرور رملي، خطاب الكراهية يمثل خطراً على وحدة البلاد، مشيراً إلى أنّ أحد أسبابه الظلم، وأن تاريخ السودان الحديث كتبه أجانب وزوّروا فيه كثيراً من الأحداث، وأضاف أن الساسة الذين تعاقبوا على الحكم كان همّهم فقط الجلوس على كراسي الخواجات. ونوه الناظر رملي إلى أن حدود السودان المفتوحة في الشرق والغرب هي أيضاً واحدة من المشاكل التي يجب التصدي لها. وأوصى الأستاذ بشرى الصائم الأمين العام للإدارة الأهلية بالسودان بتدريب منسوبي الإدارة الأهلية والطرق الصوفية في المُستويات الدنيا، مُثمِّناً اهتمام الأممالمتحدة بهذا الأمر. ومن ناحية أخرى، كشف المقدوم صلاح الدين محمد الفضل، عن نماذج تعايش فريدة في تاريخ سلطنة دارفور، وكشف عن أن رئيس لجنة مسجد نيالا في السابق كان من غير المسلمين. وألقى عدد من المشاركين في برنامج مناهضة خطاب الكراهية باللائمة على السياسيين، وأشاروا إلى أن السياسيين يعملون بمنطق فرق تسد لتحقيق مآرب سياسية، ويضيف أحمد عبد الرحمن مزمل في هذا الصدد بأنهم حريصون على جمع الناس بعكس السياسيين، وأكّد أنّهم أهل الحل والعقد ويعملون من أجل جمع الناس والمُصالحات. وطالب الناظر يوسف أحمد يوسف بإعادة مكتب الإدارة الأهلية في وزارة الحكم الاتحادي، مُشيراً إلى أنّه كان في السابق يلعب دوراً إيجابياً، وشَدّدَ على ضرورة إعطاء الإدارة الأهلية صلاحيات وعدم إقصائها، لأنها تحل مشاكل لا تستطيع الحكومة ولا القضاء حلّها إلا بالعُنف.