بدأت قوى إعلان الحرية والتغيير "المجلس المركزي" في ترميم صفوفها، ولم شملها الذي تبعثر خلال الفترة التي كانت فيها على سدة الحكم، مركزي الحرية والتغيير ضبطت البوصلة نحو توحيد الصف مجدداً، ونادت بوضع الخلافات على جنب. غضبة الشارع من مركزي الحرية والتغيير بسبب الممارسات التي صاحبت اداءهم، وانشغالهم عن هموم الشارع، الأمر الذي جعلها قبلة لأسهم الشارع الثوري قبل الثورة المضادة التي اصطادته في مياه عكرة. الفرصة الحالية في ظل تمسك المكون العسكري بالحكم، أعطى الحرية والتغيير أن تقف على رجليها وتعتذر وتقدم نفسها كداعم اصيل للحراك الثوري الذي انتظم السودان عقب انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر المنصرم. القيادة الفعلية للمظاهرات تحسب للجان المقاومة، التي اعترف بها القاصي والداني، ووجدت دعما كبيرا من كافة قطاعات المجتمع السوداني، عدا المستفيدين من استمرار الانقلاب وأفراد النظام المباد. من بين المكونات السياسية التي ساندت لجان المقاومة مركزي الحرية والتغيير، الذي قالها واضحة بأنه بجانب لجان المقاومة، ومضى أكثر من ذلك بدعوته لتوحيد الصف، من أجل اسقاط الانقلاب الذي ارجع البلاد للوراء. وقالت الحرية والتغيير المجلس المركزي في بيان لها تلقت الحراك نسخة منه إن قوى الثورة مواجهة بظرف دقيق يستدعي كل مخزون حكمتها ويوجب وضع كل الخلافات جانباً، سيما ان كافة قوى الثورة تدعو إلى قيام جبهة عريضة مع اختلاف التوصيف لتلك الجبهة ومهامها وقوامها، ولكن واقع اليوم يتطلب قيام لجنة أو مركز تنسيقي للحراك الميداني الثوري من كافة مكوناته لتوسيع القاعدة الاجتماعية للحراك وتنويع أساليبه والاتفاق على المهام اليومية. وعن دعم الحرية والتغيير للجان المقاومة، عبّر البيان بصورة واضحة لا لبس فيها وقالت إن لجان المقاومة هي مولود شعبي لثورة ديسمبر المجيدة ولا يمكن تجييرها لمصلحة أي جهة بعينها وتمثل قلب الثورة ونبضها المرتبط بالشارع، كما أنها تمثل جميع فئات شعبنا الكريم وعلينا جميعاً دعم وحدتها وعدم تعريضها للخلافات، مثل ما حدث في تجربة تجمع المهنيين، فهي حائط صد ومنظم لجهود الملايين من أبناء شعبنا التواقة للديمقراطية والحكم المدني. المراقب للشأن السياسي علي التاج محمد قال: هذه الخطوة التي أعلنتها الحرية والتغيير عبر المجلس المركزي جاءت متأخرة، إلا أنها تدعم الخط الثوري، وتوحيد الصف يعني الكثير ويعجل بكتابة نهاية الحكم الانقلابي الديكتاتوري. ومضى علي قائلاً: على الرغم من السلبيات التي صاحبت عمل الحرية والتغيير في الفترة السابقة، إلا أن الفرصة حاليا متاحة للعودة مجددا لميدان الثورة، لافتا إلى أن توحيد صف التحالف يقوي الاجسام الثورية الموجودة بالشارع، لما يكتسبه التحالف من خبرات سياسية تؤهله بأن يسهم مع غيره في اسقاط المكون العسكري ومن معه.. مشيراً إلى أن الخلافات يجب أن توضع بجانب وأن يكون الهم والهدف واحداً في هذه المرحلة، لأن الريادة الفعلية للحراك في يد لجان المقاومة التي دفعت فاتورة عملها من خلال الاعتقالات والاغتيالات التي تعرض لها أعضاؤها بكافة ربوع السودان. وزاد علي بالقول: خبرة السياسيين بالاضافة إلى حماس وقوة الشباب، تجعل الثورة تسير في الاتجاه الصحيح، وستجني الثمار قريباً. منبهاً الى أن الاوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية تحتم على جميع السودانيين أن يخرجوا لاقتلاع العسكر من السلطة. واضاف علي: ان جماهير تحالف الحرية والتغيير مشاركة في الحراك الثوري بشخصياتها وليس باسم الحرية والتغيير.
فيما أكد المحلل السياسي محمد ابراهيم عبد الله على عدم اهمية توحيد التحالف، وقال ابراهيم ان الحرية والتغيير أخذت فرصتها بالكامل، وكانت دون الطموح وان الشارع السوداني لفظها.. مشيراً إلى أن تحالف الحرية والتغيير يجب أن يكون المقطورة وليس في رأس القيادة في هذا التوحد الذي يمكن أن يكّونوا منه جسما حقيقيا وفعالا، وعلق ابراهيم على البيان الصادر من مركزية الحرية والتغيير، بأن دعم التحالف للجان المقاومة يعتبر حديثا جيدا، لكنه يحتاج إلى صدق في تطبيقه، وقال بهذا الحديث أقرت الحرية بقيادة العمل الثوري إلى لجان المقاومة ويجب أن تعي الدرس السابق، وإذا كانت صادقة فيما قالته يجب دعم خط لجان المقاومة. وتابع: في هذه الحالة يمكن أن ينجح الجميع في ازاحة العسكر من السلطة، ومن ثم العمل في نهضة السودان وبنائه كما ينبغي وأن تتفرغ الاحزاب السياسية الى عملها وتعد نفسها جيداً للانتخابات التي يجب أن تعقب الفترة الانتقالية.