تزامن زيارة نائب رئيس المجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" إلى موسكو، مع بداية الغزو الروسي على أوكرانيا، أثار كثيراً من ردود الأفعال. وكان حميدتي قد غادر إلى العاصمة الروسية موسكو على رأس وفد سوداني ضم عدداً من الوزراء الأربعاء الماضي في زيارة استغرقت يومين واتت الزيارة حسب بيان صادر من مجلس السيادة لتلبية دعوة الحكومة الروسية لاجراء مباحثات مع كبار المسؤولين الروس حول سبل تطوير العلاقات الثنائية، واتت الزيارة في ظل ارتفاع التوتر بين روسيا و اوكرانيا واعلان روسيا الحرب عليها. تحذير في ذات الوقت دعا سفراء ورؤساء بعثات دول الإتحاد الأوروبي السودان لعدم اتباع قرار روسيا غير القانوني بالاعتراف باعلان استقلال منطقتي دونباس ولوغانسك، وجاء البيان خلال اجتماع للسفراء مع وزير الخارجية المكلف، علي الصادق أمس الاحد حول التطورات في اوكرانيا.. وبحسب بيان بعثة الاتحاد الاوروبي فقد دعا السفراء السودان للانضمام إلى مجموعة الدول والخروج علنا لتأييد التعددية وتبني قواعد تستند إلى النظام الدولي وتدين بعبارات واضحة انتهاكات الاتحاد الروسي، مشيرين إلى انهم يتوقعون الموقف السوداني في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن المسألة، واضاف البيان: كما حثّ وفد السفراء السودان لإدانة الهجوم العسكري الروسي ضد اوكرانيا في جميع المحافل ذات الصلة والتعبير في هذه المنتديات عن دعم السودان للمبادئ التأسسية للقانون الدولي والنظام الدولي القائم على القواعد التي انتهكها الروس، وحث السفراء السودان إلى الانضمام الى المجتمع الدولي في اعادة تأكيد وحدة اراضي اوكرانيا والتأكيد على ضرورة إيجاد حل سلمي للنزاعات ومحاسبة مرتكبي انتهاكات القانون الدولي، واضاف: ندعو السودان بمطالبة روسيا بالوقف الفوري لهذا العدوان الذي يعرض السلم والأمن الدوليين للخطر على نطاق عالمي.
علاقة صداقة وعن الابعاد السياسية للمجتمع الدولي تجاه زيارة حميدتي الى روسيا وما إن كانت ستعرض السودان لمزيد من العقوبات في وقت فرضت بعض الدول العزلة على روسيا؟ قال الخبير الدبلوماسي الدكتور علي يوسف ان السودان لم يخرج من الأساس من العزلة لانه عاد مرة أخرى بعد ان فرضت عليه العقوبات الامريكية بعد 25 اكتوبر وطبقت عقوبات وعلاقات السودان ساءت مع بعض دول الغرب، وفي تقديره ان الزيارة تتعلق بالعلاقات بين السودان وروسيا وليست بالضرورة أن تعبر عن دعم سياسي ومعنوي لروسيا، بل هي مرتبطة بالعلاقات الثنائية بين السودان و روسيا، والسودان في اشد الحاجة للدعم من دول صديقة مثل الصينوروسيا، واضاف ان الزيارة تناولت عدداً من جوانب العلاقات الثنائية و لم يصدر فيها عن ما تقوم به روسياباوكرانيا، وعن ما إذا كانت الزيارة تثير حفيظة بعض الدول الغربية التي تقف ضد التدخل الروسي لأوكرانيا ؟ قال: "وارد كقضية تتعلق بسياسة هذه الدول فيما يجري باوكرانيا، واذا رأت دولة مثل الولاياتالمتحدة بان الزيارة امرها غير محمود هذا شيئ يرجع لها لان السودان لم يخرق قرار اي دولة.. وهنالك مواقف فردية وجماعية مثل موقف الاتحاد الاوروبي الرافض تماما لمايجري في روسيا وهذا غير لدول أخرى"، واشار إلى انه ليس هنالك ضرورة لاتخاذ اجراءات ضد السودان لانها تأتي في إطار ثنائي، مبيناً ان العلاقة تريد تأكيد ان السودان له اصدقاء آخرين بالنسبة للدول الأخرى موضحاً ان العلاقات الدولية تقوم على نظرية اخلاقيات العلاقات الدولية هنالك من يرى انها تقوم على تبادل المصالح وفي رأيه الجانب الاخلاقي غير متوافر في العالم لانه ليست هنالك دولة تفعل ذلك بل هي نظرية فقط. زيارة مرتبة واعتبر الاكاديمي والسياسي بجامعة امدرمان الاسلامية راشد التيجاني ان الزيارة التي قام بها "حميدتي" الى روسيا زيارة مرتبة قبل الاحداث الأخيرة وغير مرتبطة بها ولا يوجود في جدول اعمالها ما يمكن ان يكون متعلقاً بالحرب على اوكرانيا، وأكد التيجاني ان الزيارة وما ترتب عليها ليس له اي تأثير سياسي من جانب روسيا على اوكرانيا وليس لروسيا اي دافع تجاه السودان لدعمه لان السودان ليس له اي امكانيات لتقديم الدعم والعون لروسيا وليس له اي تأثير على الجانب السياسي لها. غير موفقة .. وبالمقابل فإن كثيراً من المراقبين يرون إن الزيارة التي قام بها نائب رئيس المجلس الانتقالي الى روسيا زيارة غير موفقة بالنسبة للسودان من ناحية سياسية واجتماعية واقتصادية مع شخصية خاطئة والوقت والتوقيت خاطئين لان الشخصية تشبه الانقاذ والانقاذيين، وابانوا ان حمدتي جاء به حكم الانقاذ (النظام المباد) وأن الزيارة خلفت ضرراً بالنسبة للسودان سياسياً واقتصادياً واجتماعياً مع التوقيت غير الموفق بالنسبة للبلاد.