الحكومة الانتقالية الحالية اثبتت ان السودان يمكن ان يدار بدون حكومة، حيث تمضي البلاد نحو اكمال عامها الاول بدون (رئيس وزراء) وبدون مجلس للوزراء بشكله المعتاد. عرفنا ان نتعايش مع الغلاء ومع التفلتات الامنية التى اضحت جزءاً من تركيبة المجتمع السوداني. البلاد تدار بمجلس السيادة الذى حددت الوثيقة الدستورية مهامه في حدود (تشريفية) ليس اكثر من ذلك. الناظر للأوضاع يجد ان النائب الاول لرئيس مجلس السيادة هو رئيس اللجنة الاقتصادية، واللجنة الامنية، واللجنة الصحية.. الخ . وهو الذي يصارع الدولار وهو الذي يقف سداً للهجرة غير الشرعية الى اوروبا، وهو من يحدد سياسة السودان الخارجية، وهو من يطبّع مع اسرائيل، وهو الذي يوقع اتفاقية السلام وهو المجلس التشريعي وهو من يحدد مستقبل السودان والكيفية التى يمكن ان يحدث بها توافق وطني. نحن امام حكومة حميدتي فيها هو الذي يرفع الاذان وهو الذي يقيم الصلاة وهو الذي يؤم المصلين، وهو ايضاً من يقف في الصف الاول ومن يقف في الصف الثاني والثالث تباعاً. (2) كشفت تقارير صحافية، الأربعاء، عن دفع مكونات سياسية تتضمن مركزي التغيير ومجموعة الميثاق، 15 مرشحًا لمنصب رئيس الوزراء. وقالت صحيفة الانتباهة الصادرة، الأربعاء، إنّ المرشحين أمام رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، لإجراء مزيدٍ من التشاور أمام طاولة مجلس السيادة. وذكرت أن تسمية رئيس الوزراء خطوة سابقة لعملية التوافق بين القوى السياسية، لجهة أن الأوضاع لم تعد تحتمل الانتظار في ظل الأزمة السياسية الحالية. وكشفت الصحيفة عن اجتماعات غير رسمية عقدت بين مجموعة الميثاق ومكونات بمركزي التغيير خلال الأيام الماضية، وأفادت أن تلك الاجتماعات، توافقت على ضرورة الإسراع في اختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة. ما قيمة (رئيس الوزراء) اذا كان رئيس السيادي هو الذي يختاره وهو الذي يعينه في المنصب وهو الذي يقيله وهو الذي يعتقله وهو الذي يعيده من المعتقل رئيساً للوزراء. رئيس الوزراء بهذه الوضعية سوف يكون مثل (الزوج) الذي يسكن مع نسابته، حريته لا تتعدى اختيار (البطيخة). اضف الى كل ذلك ان القوى السياسية نفسها لم تتفق على رئيس وزراء واحد.. مجموعة من القوى السياسية قدمت (15) مرشحاً لمنصب رئيس الوزراء... ويمكن لمبادرة الشيخ الطيب الجد ان تقدم (15) مرشحاً اخرين، وقد نصل الى نسبة من الوزراء تجعل هناك (رئيس وزراء) لأى زول. الصراع حول المنصب هو صراع على (الكرسي) والمخصصات .. وليس صراعاً لخدمة السودان وفك حالة الاختناق الذي يعيش فيها الشعب السوداني. (3) الذي ينظر للسودان الآن يجد ان الصراع يدور الآن حول (ورثة) المناصب الحكومية.. كلهم يتنازعون حول (الكراسي) – المواطن اخر من يهمهم... لا يعنيهم الوطن في شيء .. الوطن عندهم مجرد (كرسي). مجلس السيادة مستمتع الآن بالصراع الذي يشعله بين القوى السياسية من اجل الفوز بكرسي رئاسة الوزراء... وهو منصب لا قيمة له في ظل القيود والقوانين الموضوعة لتحجيمه. (4) بغم / لن تتشكل حكومة في السودان لأن المستفيدين من هذا الفراغ قوى خارجية لا قبل للسودان بها. ولن يكون هناك رئيس للوزراء إلّا اذا كان رئيس الوزراء يجيد اللغة (الروسية) مع شيء من (العربية). وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).