في الوقت الذي اشتكى فيه مواطنون بالعاصمة القومية الخرطوم من التوالد الكثيف للذباب والبعوض على خلفية انتشار البرك والمستنقعات بعد هطول الأمطار مؤخراً بالولاية، بجانب تكدس النفايات بكافة أنحاء العاصمة التي خلقت الجو الملائم لتوالد الذباب. وحذر خبير في مجال الصحة من انفجار وضع وبائي في ولاية الخرطوم، داعياً السلطات إلى بدء أقصى جهودها لتدارك الانفجار الوبائي، بينما دعا الحزب الشيوعي بالعاصمة القومية والي الخرطوم المكلف أحمد عثمان إلى استخدام الطائرات، لرش جميع أحياء العاصمة بىستخدام المبيدات لقطع الطريق أمام توالد المزيد من الذباب والبعوض. واشتكى المواطن علاء الدين الطيب الحاج من التواجد الكثيف للذباب والبعوض اللذان انتشرا في مخطط نبتة شمال بحري، مبيناً بأنه لا توجد إدارة محلية كي يشكو لها المواطنون ما يجري لهم. وأشار إلى وجود محاولات سابقة لإزالة النفايات في مخطط نبتة لكنها باءت بالفشل، وحذر من أن تداعيات هذا الوضع الصحي الكارثي يمكن أن ينجم عنها أمراض وبائية يصعب تداركها مثل الإسهالات المائية والملاريا والدسنتاريا وغيرها. وأشار إلى أن مخطط نبتة يعاني أصلاً من انفجار الصرف الصحي المتكرر وأشار إلى تواجد برك آسنة من المخلفات البشرية، وهي تحيط بالعديد من المنازل بالمخطط ودعا والي الخرطوم شخصياً للتدخل وتحريك الآليات وأدوات مكافحة هذا الوضع، مبيناً بأنه لا توجد أي محاولات من الولاية أو المحلية للتصدي لهذا الوضع الذي سيؤدي لوضع وبائي كبير، إذا لم يتم تداركه من قبل السلطات الصحية بالخرطوم .
أما المواطن محمد عمر فقد أبدى مخاوفه من تأثير هذه الأوضاع على الأطفال، مبيناً بأن متابعتهم أقل وهم دائماً ما يكونون عرضة للملاريا والإسهالات وأمراض الحساسية، داعياً المسئولين بالخرطوم للتدخل بأسرع ما يمكن وقبل أن يقع الفأس في الرأس . وحذر خبير صحي من انفجار وضع وبائي بولاية الخرطوم على خلفية الأمطار التي هطلت مؤخراً، وأوضح أن المواد العضوية الموجودة في النفايات تحولت إلى بيئة صالحة لتوالد الذباب، وهو ما بدأ يظهر بجلاء واضح. وأشار كذلك إلى أن برك المياه التي خلفتها الأمطار بسبب التصريف السيء لمياه الأمطار، أدى أيضاً لتوالد جيل جديد من البعوض، مبيناً بأن هذا الوضع سوف يفضي إلى انفجار وبائي إذا لم تتدخل السلطات بالولاية حالاً. وأشار إلى أن أمراض الجهاز الهضمي مثل الدسنتاريا والتايفويد والإسهالات العادية حتى الكوليرا يمكن أن تظهر في الولاية، مبيناً بأن هذه مشكلة كبيرة خاصة في ظل تكدس النفايات منذ أعوام كثيرة ظلت تتراكم ولم تكترث لها حكومات الخرطوم منذ عهد المخلوع البشير، وأشار إلى أن مشكلة النفايات في العاصمة تتمثل في تقسيمها بين المحليات وحكومة الولاية، إذ أن جمع النفايات يقع على عاتق المحليات وترحيلها إلى المحطات الوسيطة والمكبات النهائية المسئولة عنها الولاية. وأشار إلى أن عدد العربات العاملة بالنظافة في ولاية الخرطوم يبلغ 267 عربة مع العلم بأن هناك أعداداً معطلة منها نسبتها 50% من عدد العربات العاملة، مبيناً بأن بعض الأعطال خفيفة ويمكن إصلاحها والاستفادة منها، وأشار إلى أن الأموال التي جمعت باعتبارها رسوم نفايات بالولاية بلغت مليارات الجنيهات . ومن جانبه حمل محمد المختار محمود السكرتير السياسي للحزب الشيوعي بالعاصمة القومية والي الخرطوم المكلف أحمد عثمان، عدم الاستعداد الجيد للخريف. وأشار إلى تردي الوضع في صحة البيئة وطالب برش العاصمة بالطائرات في أسرع فرصة حتى لا تنفجر الأوضاع الوبائية . أما على مستوى الأقاليم من بينها نهر النيل التي تعرضت للسيول أدت إلى افتراش آلاف الأسر في غرب بربر والميكلاب الأرض والتدثر بالسماء، بعد أن فقدوا منازلهم حيث دعا عبد العظيم البدوي عضو سكرتارية لجان المقاومة بمدينة بربر إلى الإسراع بتوفير أعداد إضافية أخرى من الخيام لسكان المكيلاب، بجانب توفير مواد البناء لهم خاصة وأنها تمثل إشكالية كبيرة الآن، مبيناً بأن مشكلة سكان غرب بربر في مناطق الغبش وكداباس والفحلاب والسويكتاب تتمثل في ضرورة توفير خزانات المياه لحفظ مياه الشرب النقية لهم، بعد أن فقدوا مصادرهم الأخرى بسبب السيول التي ضربت المنطقة، مبيناً بأن عدد المنازل التي انهارت انهياراً كاملاً بلغ 687 منزلاً حتى السبت الماضي، بينما تم توفير 350 خيمة لهم فقط ووصل عدد المنازل التي انهارت جزئياً إلى 450 منزلاً، وأشار إلى أن المكيلاب وغرب بربر تتمثل مشاكلهم في قلة الإيواء وعدد توفر خزانات المياه النقية للشرب . وحول أموال المسئولية المجتمعية التي يوفرها الذهب أوضح عبدالعظيم البدوي بأن هناك إجراماً واضحاً حول كمية الأموال التي يوفرها الذهب، مبيناً بأن لا أحد يعلم بأن نسبة 4% التي تمنحها شركة التعدين السودانية للمحليات بنهر النيل، هل تمثل النسبة الحقيقية للأموال التي تم تحصيلها أم لا . ومن جانبه قال محمد الطاهر عسيل الناشط في مجال العمل الطوعي والإنساني للصحيفة بأن معظم منازل السكان المؤقتة بمخيم كلمة بالقرب من مدينة نيالا بجنوب دارفور قد تدمرت بالكامل، بسبب الأمطار التي تتعرض لها الولاية بصورة شبه مستمرة. وأشار إلى أن النازحين الذين يقطنون المخيم وشردتهم الهوائل التي تعرضوا لها من تطهير عرقي وأعمال قتل إبان عهد المخلوع البشير، باتوا يعانون الآن الأمرين حيث لا منازل تأويهم في معظمهم وكذلك لا تتوفر لهم مياه شرب نقية تقريباً أيضاً بسبب الأمطار. تقرير- محمد عبد المجيد