في برنامج (سبت أخضر) الذي يقدمه الدكتور عبد اللطيف البوني على قناة النيل الأزرق تمت استضافة وزير الاستثمار مبارك الفاضل أمس ليتحدث الفاضل عن (الاستثمار) ، بتبسمه المعهود ، فمبارك الفاضل ما زال تحت تأثير حكومة الديمقراطية الثالثة والتي شغل فيها ثلاث وزارات كما أشار البوني أمس في حلقته. مبارك الفاضل ما زال يتبسم وهو في وزارة (رقمية) تعتمد على الأرقام والحقائق في المقام الأول. الرجل يحسب ان تبسمه (استثمار)!!. لا يشغل مبارك الفاضل منصبا في وزارة ذات أطر (دبلوماسية) ، وان كان الاستثمار لا يبعد كثيرا عن اللطف واللين في القول والعمل ، لكن دون ان يكون بذلك (التكلف) السياسي في التبسم. (2) أصبح مبارك الفاضل وزيرا للاستثمار تحت حسبة (سياسية) خالصة ، لا علاقة لها ب (الاستثمار) ، إلّا من خلال (استثمارات) مبارك الفاضل الخاصة ، وهذا عيار لا يصلح ان يعمم ليكون مبارك الفاضل وزيرا للاستثمار ، وكل مؤهلاته في ذلك المنصب الهام (خلافاته) مع السيد الصادق المهدي. هكذا تحسبها الحكومة ، ولهذا حول مبارك الفاضل وزارة الاستثمار الى وزارة (سياسية) يعتمد فيها مبارك الفاضل على أبعاد سياسية ، معنية بتصفية الحسابات ومدعمة بتصريحات (ساخنة) ذات طابع سياسي كامل. إذا نظرت لكل تصريحات مبارك الفاضل، وهو في وزارة الاستثمار سوف تجدونها تصريحات سياسية لا تخلو من (الرسائل) ذات المدى القريب والبعيد. (3) أغرب ما جاء في تصريحات مبارك الفاضل أمس في برنامج (سبت أخضر) ، تحدثه عن تقديم شركة سكر كنانة لوزارة الاستثمار لشراء (عربات) ، وعندما كان الاتجاه الطبيعي لهذا الطلب ان يخضع للدراسة والبحث ، وأن تقدم دراسة الجدوى ، صادق مبارك الفاضل على الطلب مباشرة ، لأن مبارك يرى ان لا حاجة لوزارته لدراسة مشروع تقدمه شركة كبيرة مثل شركة سكر كنانة. هكذا ينظر مبارك الفاضل للأسماء وللشركات ويحسبها بالحجم دون ضمانات نجاح المشروع ودون اتباع الإجراءات القانونية في المصادقة والخطوات. مبارك الفاضل نسي قول المصطفى عليه الصلاة والسلام (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) ، وهو يفاخر بأنه تجاوز لشركة كنانة مرحلة تقديم دراسة الجدوى ، لأن شركة مثل شركة كنانة حسب معتقدات مبارك الفاضل, ليست في حاجة لأن تقدم دراسة جدوى لمشاريعها من أجل موافقة وزارة الاستثمار عليها. يقول مبارك الفاضل ذلك وهو يتبسم معتقداً ان ما قام به ينصب تحت بند العبقرية والإنجاز. دراسة الجدوى تقدمها فقط الشركات التي لا (ضهر) ولا وجود سياسي لها في الساحة. (4) سيد مبارك / نرجو أن تقسط قليلا في تبسمك، فما تقدمه وزارتك لا يستحق كل هذا التبسم!!.