استمع مجلس الوزراء في جلسته أمس برئاسة الرئيس عمر البشير، إلى تفاصيل مشاركة السودان في القمة الأفريقية التي عُقدت بأديس والمتعلقة بالتجارة بين الدول الأعضاء، وقال د. عمر محمد صالح الناطق باسم مجلس الوزراء في تصريحات للصحفيين أمس، إن الرئيس البشير استعرض موقف المفاوضات بين الشمال والجنوب والمتعلقة بالتوصل لإتفاق حول النفط، وأوضح أن الرئيس أكد قبول السودان لرأي الوسطاء خاصة الرئيسين الكيني والأثيوبي، وقال إن البشير أكّد أنّ تعنت رئيس حكومة الجنوب حال دون الوصول للإتفاق حتى الآن. وفي الأثناء طالب الفريق سلفا كير ميارديت رئيس حكومة جنوب السودان، بإجراء مفاوضات شاملة مع السودان حول تقاسم الموارد النفطية، والخلاف الحدودي لتفادي حرب جديدة بين البلدين. وقال كير للصحفيين بجوبا حسب (أ. ف. ب) أمس: لن يكون من العدل لشعبي أن يصادق على اتفاق قد يفتح الباب أمام نزاعات جديدة لأنه لن يحل المسائل الغامضة، وأضاف أن اتفاقاً يمكن أن نفكر بتوقيعه ينبغي ألاّ يركز فقط على الأزمة النفطية، وإنما أن يكون شاملاً يغطي كل المسائل العالقة. وقال كير محذراً، إن الاتفاق (المعروض) سيضمن في المستقبل - وربما على الفور - وقوع نزاع بشأن الأرض والسكان والنفط، وأضاف: من الصعب علي قبول اتفاق يجعل من شعبنا ضعيفاً تابعاً يتعين عليه دفع ملايين غير متوجبة عليه، وقال كير: نرفض الانطلاق من مبدأ أن السلام يمر بالتبعية المتبادلة لأمتينا، وهذه ليست هي الحال، والتبعية لم تقدم لنا أبداً سوى مواجهات وآلام إنسانية دائمة. من جانبه، أكد علي كرتي وزير الخارجية، أن تأثر السودان بقضية إغلاق النفط سيكون أقل من تأثر جنوب السودان نفسه، لكنه أوضح أن العلاقة مع الجنوب يجب أن تكون إستراتيجية مهما كانت الخلافات الوقتية. وقال كرتي لاعضاء لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان خلال زيارتهم لوزارة الخارجية أمس، إن العلاقة يجب أن تكون جيدة مع جنوب السودان لما يربطنا معهم من حدود واسعة، فضلاً عن الارتباط على الأرض بالنسبة لبعض القبائل الحدودية ومستقبل التعاون والتجارة وغيرها. من جانبه، قال محمد الحسن الأمين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان في تصريحات أمس: نأمل أن تحدث المفاوضات اختراقاً في موقف دولة الجنوب حتى لا يتبدل الوضع لما هو أبعد من ذلك، وأشار إلى أن وزير الخارجية أوضح لهم أنهم لا يزالون في حاجة لمزيد من الجهد للوصول إلى سلام دائم بين البلدين، ونقل الأمين عن كرتي قوله: اتفاق نيفاشا كان الغرض منه تحقيق السلام والرضاء التام لكل الأطراف، ولكن فيما يبدو أننا لا نزال محتاجين إلى جهد للوصول إلى سلام دائم. كشفت وزارة النفط، عن وجود اكتشافات في النفط والغاز بعدد من المربعات النفطية في السودان، ودعت إلى تطوير البحوث للدفع بإنتاج الطاقة الخضراء واستخداماتها. وشدد د. عوض أحمد الجاز وزير النفط، على العاملين في القطاع بأن يكونوا قدر التحدي للدفع بانتاج البلاد النفطي. وأكد لدى لقائه العاملين بشركة النيل للبترول أمس، ضرورة تطوير وتوطين الصناعات النفطية في السودان والوصول الى المستهلكين في أرجاء البلاد كافة وبأعلى درجات السلامة، وأكد وجود اكتشافات في النفط والغاز بعدد من المربعات النفطية، ودعا الى تطوير البحوث للدفع بإنتاج الطاقة الخضراء واستخداماتها، واستمع الجاز الى رؤية الشركة في تطوير آليات العمل ورفع القدرات التنافسية. وفي السياق أكد إسحق بشير وزير الدولة بالنفط أن وزارته طبقت إجراءات السلامة الداخلية اللازمة لتأمين النفط خاصة وأن صناعة النفط تقوم على إجراءات سلامة محددة، وحماية وتأمين من قبل قوات الشرطة والأمن بصورة يومية، إلى جانب القوات المسلحة. وأضاف الوزير في حديثه ل (الرأي العام) أمس، أن الترتيبات الأمنية وضعت وطبّقت، ولكن الناس يتحوطون للأسوأ خاصة وأن هنالك أحداثاً وقعت أخيراً بكادوقلي للعاملين بالنفط واختطاف العاملين في الطرق وبالتالي فإن التحوط للأسوأ وارد بعد فشل الجولة السابقة للمفاوضات بأديس أبابا. وقال اسحق إن كل الإجراءات التأمينية والتحوطات وضعت لكل الاحتمالات وبعد ذلك كل ما يستجد من أمور في علم الغيب ولكن التحوطات له وضعت من قبل امن البترول والجيش والأمن العام والشرطة بتنسيق محكم في مناطق الإنتاج. ووصف الوزير الإجراءات التأمينية المطبقة الآن في مناطق إنتاج النفط السوداني بأنها مطمئنة من ناحية إجرائية وتأمينية وتنسيقية بين مستويات القوات النظامية كافة. وتابع: (هنالك تحسب زائد لأي عمل عدائي من جنوب السودان، كما ان هنالك تحوطات تقع خارج نطاق وزارة النفط التي تقوم بالتحوطات الفنية والإجرائية والتأمينية، ولكن الإطار الثاني يأتي على مستوى الحكومة الاتحادية التي تتابع الأحداث بدقة وتضع الترتيبات اللازمة لمقابلة أي تطور في هذه الأحداث)، وأكد انه حتى الآن لا يوجد عمل عسكري ولكن تم وضع الترتيبات والتحوطات التي تلي وزارة النفط، المتمثلة في تأمين المنشآت النفطية.