انتظرني بمكتبي أمس منذ الصباح الباكر مديرة الإعلام بجامعة السودان الفتية وهي تحمل في دواخلها مرارة شديدة من الخطأ غير المقصود الذي جاء في عمود الأمس حول تكريم جامعة السودان لخمسة من رموز المجتمع السوداني.. والذي جاء في عمودي بأنها جامعة النيلين. هذا الخطأ غير المقصود أصاب قيادة جامعة السودان بألم شديد.. بالرغم من علمهم التام أنني لا مصلحة لي في هضم مبادرة هذه الجامعة العظيمة أو قتلها. لأنني أمتلأت فرحاً بهذه المبادرة الكريمة من الجامعة العظيمة. وما قلته عن هذه المبادرة الرائعة والذكية والتي نسبتها بالخطأ الى جامعة النيلين.. أؤكده من جديد.. أنها مبادرة عظيمة تستحق من الجميع الإشادة بجامعة السودان لما أقدمت عليه من قرار صائب أصاب المجتمع السوداني المستنير بفرح كبير، وأكد أن قيادة هذه الجامعة الفتية تقدر جهود رموز المجتمع المتميزين الذين قدموا إسهامات رائعة جديرة بالإحترام.. وجديرة بتكريمهم. إن جامعة السودان من الجامعات المتميزة في بلادنا مثل بقية الجامعات السودانية الأخرى.. ولا أرى سبباً في الغضب العارم الذي أصاب بعضاً من قيادتها.. فهم يعلمون ان الخطأ لم يكن مقصوداً، فليس بيني وبين جامعة السودان شئ يجعلني أنسب مبادرة كريمة قامت بها جامعة السودان لجامعة اخرى، وأن مبادرة جامعة السودان هي مفخرة لكل الجامعات السودانية. أحيي مرة اخرى جامعة السودان على هذه المبادرة الرائعة.. وأشكر مديرها وأسرة التدريس.. والمعذرة لهذا الخطأ غير المقصود الذي لا أعتقد انه يشكل لحظة غضب واحدة لهذه الجامعة المتميزة. وللمرة الثانية التهاني الحارة لأولئك الرجال المتميزين الذين كرمتهم جامعة السودان.. وآمل من جامعة النيلين ان تقوم بتكريم الذين قدموا مساهمات مقدرة في العديد من المجالات. وقد أهدتني مديرة الإعلام بجامعة السودان كتاباً يتحدث عن إنجازات الجامعة.. قدم للكتاب السيد مدير الجامعة بكلمة ضافية.. ولتعميم الفائدة أنقل لكم ما جاء فيها: لقد ظلت جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا منذ نشأتها في العام 1990م في تطور دائم وتوسع مضطرد، فأصبحت تضم «18» كلية و«6» مراكز ومعاهد بحثية وبلغ عدد طلابها «50.000» طالب في برنامج الدبلوم والبكالوريوس والدراسات العليا. ولقد ظلت الجامعة تضطلع بدورها الرائد ورسالتها في تخريج الأطر البشرية المؤهلة في مجالات العلوم والتقانة تلبية لحاجة التنمية وسوق العمل. لقد تميز خريجو هذه الجامعة بمستوياتهم المختلفة في المجالات كافة، وأثبتوا جدارة وكفاءة جعلت من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا جامعة ذات سمعة مرموقة محلياً وإقليمياً وعالمياً. ولقد أكد ذلك تصنيف الجامعة ضمن الجامعات الستين الأوائل في إفريقيا، وحصولها على التقدير الأعلى في برامج علم الحاسوب والتربية والهندسة الكهربية والهندسية الإلكترونية المقومة ضمن برنامج الأممالمتحدة الإنمائي لتقويم برامج الجامعات العربية. إن هذا السفر هو كتاب الجامعة الذي يبين إنجازاتها خلال السنوات الخمس الماضية «2002-2007م» الذي يوضح بالأرقام التطور المستمر الذي شهدته الجامعة في كل المجالات. إن هذا التوسع المضطرد الذي تشهده الجامعة والتطور المستمر في برامجها ونظمها الأكاديمية والإدارية هو نتاج عمل مخلص دؤوب من أساتذتها وإدارييها وحرص منهم على أن تسمو هذه الجامعة وتتميز لنيل السبق والتفوق ولتكون جامعة عالمية بكل مقاييس الجودة والتميز، وما التوفيق إلامن عند الله. والله الموفق وهو المستعان.