المراهقة هي أكثر فترات الحياة سحراً وربما أكثر تعقيداً، وهي مرحلة النمو النشط والفترة الانتقالية بين مرحلتي الطفولة والنضوج، كما أنها تتميز بالانفعال الجسدي والعقلي والعاطفي والتطور في العلاقات الاجتماعية.. وانها تعتبر فترة التعرض للعديد من المشاكل الصحية.. وقد اوضحت الدكتورة أماني الخاتم الاستاذة بجامعة الاحفاد في المنتدى الذي نظمه المجلس القومي للسكان بعنوان «صحة المراهقين تصور المواقف والاحتياجات». اوضحت انه يوجد حالياً في العالم أكثر من بليون مراهق وهذا الجيل من المراهقين يقترب من سن الرشد في عالم تهدده العولمة، وباء الايدز، الاتصالات الالكترونية والمناخ المتغير الذي يؤثر على الواقع العالمي بشكل غير قابل للنكران وعرفت المراهقين بأنهم الاشخاص في الفترة العمرية من سن «10 19» سنة وقد قسمها العلماء إلى مراهقة مبكرة «1114» سنة ومتأخرة «1419» سنة وفيها تظهر على المراهق ثلاث علامات: (النمو الجسدي، النضج الجنسي والتغير النفسي)، وقالت إن صحة المراهقين تُعرف بأنها حالة اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً وليس مجرد انعدام المرض والاعاقة. وأبانت د. اماني المخاطر الصحية على الجنسين وركزت على الصحة الانجابية وقالت ان هناك نسباً عالية من حالات الحمل ما بين «1519» سنة بنسبة «10%» من الولادات على مستوى العالم وأشارت الى وضع المراهقين في السودان حسب المسح السوداني لصحة الاسرة الذي اجرى في العام 2006م، فان ربع سكان السودان هم مراهقون «25%» ما بين «1019» سنة نصفهم اناث والنصف الآخر من الذكور ونسبة الزواج وسط الاناث قبل سن «15» سنة، حوالي «13%»، بينما نسبة الزواج عند الذكور قبل «18» سنة «36%» وان «25%» من الشابات في عمر «1019» سنة هن حالياً متزوجات، وقد اثبتت الدراسات أن «35%» من الذكور و«49%» من الاناث في السودان ما بين «1518» سنة يعانون من الامية والجهل. كما تبلغ نسبة ممارسات ختان الاناث «68%» وقالت: لا يوجد في السودان خدمات صحية موجهة للمراهقين، اذ ان الخدمات الموجودة حالياً لا تميز المراهقين كفئة عمرية لديها احتياجات خاصة ولا بد من وضع صحة وحقوق المراهقين الانجابية والجنسية في اطار اجتماعي مقبول. ودعت د. اماني في ختام حديثها الاباء ان يعملوا في شراكة لتزويد المراهقين بالادوات التي يحتاجون لها لتجاوز فترة المراهقة بصورة صحية مرضية تمكنهم لكي يصبحوا بالغين اصحاء منتجين من أجل حماية وتعزيز حق الشباب والمراهقين.