«تمام سيادتك» قالها العقيد بشير حسن احمد مدير المشروعات بالجهاز الوطني لمكافحة الألغام وهو يسلم شهادة بخلو طريق قناة جونقلي- أيود من الالغام الى مولانا أحمد هارون وزير الدولة بوزارة الشؤون الانسانية والامين العام لذات الجهاز، واردف بشير: عثرنا ودمرنا وابطلنا فعالية «33» لغماً و«224» من ذخائر الاسلحة والعيارات غير المتفجرة و«7» ألغام مضادة للدبابات والمركبات وفتحنا هذا الطريق الذي كان مغلقاً بسبب الالغام. كان ذلك، واحدا من المشاهد الجديرة بالتوقف امس في الاحتفال بنهاية المرحلة الاولى من طريق السلام «ملكال- أيود» كمرحلة مهمة في طريق ملكالجوبا واخلائه من الالغام تمهيداً لانسياب التواصل البشري والتجاري بين الشمال والجنوب، وقبل ذلك انسياب آمال الوحدة بينهما وضخ مزيد من الدماء في شرايينها رغم الاشارات المحيطة فيما يبدو القادمة من اتجاه ابيي. والطريق الذي افتتح وسط مظاهر احتفالية صاخبة كان بطول «144» كلم وعرض «50» متراً وعمق «13» سم حسبما توصي المعايير الدولية في هذا الصدد، لينهي بذلك اطول معاناة لاهالي منطقة قناة جونقلي مع الالغام التي زرعت في العام 1984م على ايام الحرب القميئة. ولم تكن مهمة نزع تلك الالغام يسيرة فيما يبدو، فقد زرعت من طرفي الصراع في المنطقة عند انسحابهما منها للابطاء من حركة العدو وشل حركته، وان احتفظت القوات المسلحة بخرط لمناطق غرسها للالغام، فان الجيش الشعبي لم يكن بطرفه شئ من ذلك الامر الذي صعّب نوعاً ما من مهمة مائتين وعشرين مهندساً عملوا في مشروع السلام وكانوا يمثلون القوات المسلحة والجيش الشعبي ومنظمات وطنية اخرى ومواطني قناة جونقلي. وبمثل ما أسهم مواطنو جونقلي في مساعدة الجهاز الوطني لمكافحة الالغام في قطع الاشجار ونزع الالغام ، فقد أسهم الجهاز في مدهم بالمواد الغذائية وتوفير الادوية والعلاج الى جانب نقل وترحيل المواطنين الى المناطق التي تمت نظافتها وتغطية «6» قرى بالتوعية على طول الطريق. العقيد بشير حسن احمد قال ان المشروع تم بأيدٍ سودانية خالصة وتمويل سوداني كذلك من حكومة الوحدة الوطنية بتكلفة «400» الف دولار بعد ان كانت تقديرات الاممالمتحدة تصل الى «8» ملايين دولار. وشهد الاحتفال كلمات عديدة من المسؤولين، وفيما قال ممثل الاهالي بعد ان اعرب عن سعادته بنهاية المشروع بأن تلك السعادة لن تكتمل ما لم ينشأ كوبري ويتم سفلتة الطريق، كان الوزير احمد هارون يلتزم بذلك انابة عن حكومة الوحدة الوطنية. وتحدث هارون في الاحتفال بكلمات بسيطة بساطة المواطنين الذين جاءوا الى هناك وتجلى ذلك في نقله لتحايا الرئيس البشير ونائبه سلفاكير ونائب الرئيس علي عثمان محمد طه الى اهالي المنطقة، وفي اعتذاره كذلك لكوال ميانق حاكم ولاية جونقلي وقلواك دينق حاكم اعالي النيل وفيليب طونق وزير الطرق الذين لم يتمكنوا من الحضور الى مكان الاحتفال بسبب تأخر وصول الطائرة التي كان من المفترض ان تقلهم الى هناك. وقال بلغته التي اشرنا اليها «مشروع دا بيعني انو تاني مافي دوشمان» وياهم ديل زاتم الكانوا بزرعوا الالغام وجوا ونزعوها، فحرب تاني مافي بس في سلام ووحدة، والسودان بلد كبيييير بشيلنا كلنا، وانا داير زول اقوم من الخرطوم في بص مكيف لي جوبا، واكون نايم الا يصحيهو كمساري بتاع بص في أيود اقول ليهو خلاص وصلت». هذا جزء مما قاله هارون في الاحتفال، اما خارجه فقد كان يتحدث للاعلاميين عن ان نزع الالغام عن تلك المنطقة يمثل البداية الصحيحة للتنمية وقال في اليوم الذي نحتفل فيه بانتهاء هذا المشروع، فاننا نبدأ انطلاقة اخرى وبزخم عال في البحر الاحمر بقطاع قرورة طوكر وبورتسودان وفي جنوب كردفان بطريق كادوقلي ام سردبا كاودا، وطريق كادقلي سرف الجاموس تلودي وعمل آخر في الدمازين. وخلص هارون الى ان النجاحات السابقة في مجال نزع الالغام اكسبتهم ثقة في النفس وفي التيم العامل بأننا قادرون على تحقيق هدف سودان خالي من مخاطر الالغام الحربية ومن مخلفات الحرب، واكد على ان هذا العمل هو ثمرة من ثمار اتفاقية السلام الشامل. الى ذلك تحدث في الاحتفال وكيل وزارة الشؤون الانسانية السفير شارلز الذي ابدى سعادته بانجاز مشروع طريق السلام وعده داعماً لمشروعات التلاقي والوحدة بين الشمال والجنوب، وشارك في اللقاء اللواء عبد الماجد عبد الله قائد القوات المشتركة والعميد مارشال من اللجنة الفنية والعميد ماجير دينق قائد القوات المشتركة باعالي النيل والعميد العوض البشير مدير المركز القومي لمكافحة الالغام والسيد طارق نديم مدير برنامج الاممالمتحدة الانمائي بالسودان. وقد ابدوا جميعاً رغبتهم في تحقق حلم سودان خالي من الالغام بعد ان جعلت نيفاشا من تحققه امراً ممكناً.