- جاء في الأخبار ان أحد الآباء في دولة عربية شقيقة سمحوا له أخيراً بأن يختار الاسم الذى يريده لمولوده - ذلك ان لديهم قانوناً يمنع التسمى ب «57» اسماً.. وقد جاهد الوالد واشتكى وخاض معارك كثيرة وخاطب عدة وزراء حتى يسمى ابنه بالاسم الذى أراده.. - وكنت أرى انه لا قانون يحكم الاسماء انما أعراف يراعيها الناس.. فلا يختار المواطن اسماً جارحاً.. أو نابياً.. أو خادشاً للحياء او مستفزاً للعقائد.. أي هو معيار الذوق العام.. - أذكر اننى قبل عقد ونصف من الزمان اطلت ابنتي الوسطى وكنت آنذاك مشحوناً بأجواء اعداد برنامج «صباح الخير يا وطني» الاذاعي.. فقررت ان اسمى مولودتي آنذاك بجملة هي «عندما تشرق الشمس وترسل اشعتها الذهبية على الحقول، بين قوسين «مرح» وطبعاً لم يوافقني أحد.. وقالوا ان خطل الفكرة يكمن في ان الناس سيختصرون الاسم ويسمونها «عندما» أو «الشمس» فأكتفيت باسم «مرح» ومن تلك الواقعة عرفت انك لست حراً في ان تختار ما تشاء من الاسماء انما انت محكوم بالبيئة والعادات والتقاليد.. اذ كنت قبل الزواج اقرر بأنني سأختار لأبنائي أسماء حداثية جداً.. لكن هذا لم يحدث.. - تتشابه الأسماء في مجتمعاتنا حتى راج المثل الشعبي الذى يقول: «اسمك سميك يا علمك الدغالة.. يا علمك الهبالة».. «الدغالة» تجيء من انك لا تستجيب سريعاً لمن يناديك بحسبان انه ينادى «سميك» والهبالة في ان تستجيب سريعاً لمن ينادى باسمك بينما لا تكون انت المقصود.. - وقد قرأت انه في العاصمة الكورية «سيول» يقال: انه اذا تسلق المرء قمة جبل «نامسان» وهو أعلى نقطة في المدينة ورمى حجراً على جانب الجبل فالراجح انه سيقع على شخص يحمل اسم «كيم» او «لي» أو «بارك» ف «12%» من اسماء السكان هناك «كيم» يليه اسم «لي» ونسبته «41%» فاسم بارك بنسبة «5،8%».. - من الطريف انه كانت لي استحقاقات مالية في الاذاعة وكان ان اصدرت وزارة المالية قراراً بأن يكتب اسم الشخص رباعياً.. وانا اسمى الذى اشتهرت به ثنائياً فقط.. وكان صديقى المخرج «ص - ت» قد احتار فكان ان كتب اسم جدى الثالث والرابع عشوائياً فاختار «محمد احمد» حتى لا يعطل استخراج الاستحقاق.. ففوجيء بتطابق الاسم العشوائى مع الواقع.. - ولتطابق اسمى مع الكاتب المصرى صاحب «ابن خلدون» وكنت قد زرت القاهرة وكان هو مسجوناً آنذاك فعانيت سلباً وايجاباً بتطابق اسمي مع اسمصه.. حتى ان المفكر المصرى الدكتور «ميلاد حنا» حين اهداني مؤلفه «قبول الآخر» وضح ذلك في الاهداء ووصفني بانني «كاتب وطني» منعاً للبس.. الطريف اننى اتصلت هاتفياً بأحد النجوم لاجراء حوار معه وذكرت له اسمى فما كان منه إلا ان اغلق الخط.. اذ حسبما اتضح لي فيما بعد انه تخيل ان أحداً «يعاكسه»، وعندما أوقفوني في مطار القاهرة لعدة دقائق.. استفسرت هل ذلك بسبب تطابق اسمى مع ذلك الرجل؟ قال لي المسؤول: يا عمى ما لقيتش غير «سعدالدين ابراهيم» علشان تتطابق معاه.. كان مالو سعدالدين وهبة.. ولا «سعد زغلول» ان شاء الله حتى سعد الصغير!!