كهرباء وإسبير يا الزبير.. صنت العهد يا مكاوي.. تنمية وإعمار يا كبر.. نبني نعمِّر ولا ندمر.. الموية.. الموية يا زبير..شعارات رددها مواطنو ولاية شمال دارفور في اللقاء الجماهيري أمس الأول بميدان النقعة بمناسبة احتفالات الولاية بوصول وابورات كهرباء الفاشرالجديدة.. هذه المطالب والشعارات تعكس مدى حاجة المواطنين الى توفير هذه الخدمات الضرورية لإعادة النسيج الاجتماعي ولجذب المواطنين الى قراهم الذين خرجوا منذ العام 2003م بداية أزمة دارفور التي وصلت قمتها في العام 2004م بعد دخول حركات التمرد الى وسط المدينة وتدمير معظم الخدمات الأساسية التي ألقت بظلال سالبة أثرت على معظم مجريات الحياة الطبيعية وأدت الى خراب ودمار وتهتك في النسيج الاجتماعي ونزوح الى المعسكرات ودول الجوار. ومنذ ذلك الوقت ظل أهل دارفور في معاناة بسبب فقدان الطمأنينة والخدمات الأساسية. وبعد مرور (6) سنوات من بداية الأزمة بدأت معالم ولاية شمال دافور تتغير بفضل الأمن والاستقرار لمعظم ربوع الولاية. ورغم أن المظهر عند مدخل المدينة قبالة المطار يكون لافتاً بسبب التواجد العسكري للقوات النظامية وقوات اليوناميد التي تتخذ الفاشر مركزاً ومقراً لها إلا أن حركة العمران والتنمية في وسط المدينة تدحض الشائعات، الى جانب انتعاش الحركة التجارية وتدفق الشاحنات التي وصلت حركتها في أبريل الماضي الى (802) شاحنة وصلت الولاية مقارنة ب (705) في مارس و(642) في فبراير بالإضافة الى (358) شاحنة في يناير من بداية العام. المحليات الست عشرة للولاية البعض منها وصلتها شبكة الكهرباء ولكن تعاني مجملها من نقص في المياه وكانت مطالبات المواطنين عاليه بضرورة إيجاد حل عاجل لهذه الأزمة التي أقرت بها حكومة الولاية على لسان واليها كبر الذي أكد أن حلها فوق طاقة الولاية ولابد من أن تتدخل الحكومة الاتحادية عاجلاً وسريعاً لتوفير المياه لرفع المعاناة عن المواطنين في المدن والقرى والحلال الذين يعتمدون على محطات بعينها. ويقول كبر إنه بعد توفر الإمداد الكهربائي ووجود فائض يمكن الاستفادة منه في حل كثير من الإشكالات ويمكن أن يحدث تغير في نمط حياة المواطن بالولاية. الفجوة الغذائية هي الأخرى تعتبر من الهواجس التي تواجه حكومة الولاية خاصة بعد تخفيض منظمة الأغذية والزراعة العالمية دعمها بنسبة (50%) الى جانب تأثر الموسم الزراعي السابق بقلة وانحسار كميات الأمطار خلال الموسم. وأقر كبر بهذه الإشكالية إلا أنه أشار الى المساعي الجارية مع وزارة المالية والمخزون الاستراتيجي لحل هذ الإشكالية. وناشد منظمة الأغذية العالمية بالعدول عن قرارها. وزير الطاقة والتعدين الزبير أحمد الحسن أكد جدية الحكومة الاتحادية لحل إشكاليات إنسان الولاية كافة.. وإعطاء الأولوية لتوفير الخدمات باعتبار أن (دارفور لها ظروف خاصة). ويزيد (أن مشكلة مياه الولاية في طريقها الى الحل بالاستفادة من القرض الصيني في القريب العاجل) ويقول إن توفير تمويل كهرباء الفاشر البالغ (15) مليون يورو تم توفيرها في وقت كانت تعاني الموازنة في العام 2006م إشكاليات كبيرة نسبة لأهمية الخدمات والاهتمام بإنسان دارفور. مؤكداً أن حكومة الوحدة الوطنية لن تتوانى في الاستجابة للطلبات المقدمة من حكومات دارفور. وحسب تقرير أداء الولاية في الفترة من مايو 2007من الى مايو 2008م فإن الولاية وضعت خطة لإعادة إنشاء وتأهيل البنيات التحتية المهمة كافة بإقامة مشروعات التنمية المدعومة اتحادياً في مسار التنمية المخصصة وغير المخصصة ومشروع إعما الدار يستهدف إحلال صور الإعمار مكان مشاهد الدمار وهو برنامج ولائي إسعافي يستهدف إنشاء وإكمال وتأهيل المرافق الخدمية. مواطنو وحكومة الولاية الذين استقبلوا وفوداً وطنية بلغت (400) وفد وأكثر من (415) وفداً أجنبياً خلال فترة الأزمة، في انتظار وفود أقل من هذا العدد لتأهيل وتوفير الخدمات لتخفيف معاناتهم طيلة السنوات الست، خاصة أن الأوضاع الأمنية بدأت تشهد استقراراً ووصول مولدات كهرباء الفاشر في (40) يوماً عن طريق البر يؤكد ذلك.