تقرير / تاج السر احمد سليمان - الفاتح محمد ادم تبذل حكومة ولاية شمال دارفور ممثلة في وزارة التخطيط العمراني والمرافق العامة جهودا حثيثة هذه الأيام لمعالجة ازمتى المياه والكهرباء اللتان تعانى منهما مدينة الفاشر هذه الأيام واللتان عادة ما ظلتا تستفحلان بحلول موسم الصيف بسبب كثرة الطلب على السلعتين في ظل محدودية المنتج منهما بسبب الزيادة المطردة في إعداد سكان مدينة الفاشر التي جاءت أما بسبب النزوح، أو بسبب الزيادة الطبيعية للسكان فيما ظلت المصادر المنتجة لسلعتي الكهرباء والمياه برغم الجهود الكبيرة التي بذلتها حكومة الولاية في الاوانة الأخيرة تجاهها فقد ظل المنتج منهما اقل من حجم الاحتياج الفعلي لسكان المدينة ، حيث يقول المهندس نور الدين ادم عثمان مدير إدارة مياه المدن ل(سونا) أن المواعين التخزينية لمياه مدينة الفاشر تتسع لعدد خمسة مليون ومائة ألف متر مكعب بمعدل (35,5) ألف متر مكعب في اليوم تمثل نسبة (40%) من الحاجة الفعلية لسكان مدينة الفاشر، إلا أن تلك السعة انخفضت إلى مانسبتها (65%) نتيجة للاطماء التي أصابت تلك المواعين، مشيرا إلى أن تلك المواعين كانت وما تزال تتم تغذيتها من مصدرين رئيسيين هما حوض شقرة الجوفي التي تعمل فيها حاليا عدد تسعة عشر بئرا من مجموع العشرين بئرا، حيث تعطلت الأخيرة وخرجت من الخدمة علاوة على خروج آبار أخرى من الخدمة نتيجة لتذبذب التيار الكهربائي ونتيجة كذلك لترسب الأملاح وانخفاض منسوب المياه بتلك الآبار بسبب نفاذ المخزون السطحي الذي كان يمثل مصدر التغذية الرئيسية لتلك الآبار، مضيفا أن تلك الأسباب والزيادة المطردة في استهلاك المياه هذه الأيام قد أدى إلى انخفاض نسبة المتاح منها إلى نسبة اقل من ال(30%) من أصل نسبة ال(40%) المشار إليها آنفا. * وإزاء هذا الوضع فان مدينة الفاشر قد شهدت خلال الأيام الماضية ومازالت ندرة حادة في مياه الشرب تبلغ ذروتها فئ الفترات الصباحية عندما تزدحم موارد المياه باالعربات (التناكر وتلك التي تجرها الدواب ) بجانب المواشي مما أدى إلى ارتفاع أسعار برميل الماء إلى مبالغ تتراوح بين ستة إلى اثنتي عشر جنيها للبرميل الواحد وهذا التفاوت ياتى تبعا لبعد مسافات الأحياء من مصادر المياه، وأكد عدد من المواطنين الذين استطلعتهم (سونا) أن هذه الندرة لم تشهدها مدينة الفاشر في ماضيها القريب، وقال بعضهم أن إمدادات المياه عبر الشبكة لم تصل إلى إحيائهم قبل أكثر من خمسة أشهر، فيما أوضح يوسف احمد محمود (سائق كارو لبيع المياه ) أنهم ظلوا يواجهون صعوبات عديدة في سبيل الحصول على المياه من مصادرها لبيعها للمواطنين بالإحياء البعيدة وخاصة في الفترات الصباحية ، وقال أن ذلك يدفعهم دائما إلى المبيت بموقع آبار المياه حتى يتمكنوا من الحصول عليها باكرا. وفى غضون ذلك بحث المجلس التشريعي لمحلية الفاشر في جلسته الدورية منتصف الأسبوع الماضي المسالة المستعجلة التي تقدم بها عدد من الأعضاء حول مشكلتي الكهرباء والمياه بالمدينة حيث قرر الاجتماع تشكيل لجنة خاصة لمتابعة كيفية معالجة المشكلة. * ويضيف المهندس نور الدين ادم عثمان مدير مياه المدن ل(سونا) أن الحلول العاجلة لمشكلة مياه مدينة الفاشر المتاحة الآن لإدارته هو تركيب عدد سبعة طلمبات جديدة طاردة بآبار شقرة، وزيادة ساعات العمل بالإضافة إلى المضي في حفر المزيد من الآبار التي تعمل الضخ اليدوي وصيانة المتعطلة منها وتخصيص بعض الآبار بمحطة شقرة للقوات المسلحة وقوات بعثة اليوناميد لتقليل الضغط على محطات المياه بداخل المدينة ولتسهيل مهمة المواطن في الحصول على المياه ، والعمل على إصدار قرار محلى يمنع عمل كمائن إنتاج الطوب...، وكشف المهندس نور الدين عن وجود سبع آبار جديدة تم حفر خمسة منها بدعم من الحكومة المصرية والاثنين بدعم من بعثة اليوناميد مساهمة منهما في معالجة قضايا مياه الشرب بالولاية ، مبينا أن الآبار الإضافية الجديدة ستساهم في توفير عدد (4) ألف متر مكعب من مياه الشرب بالمدينة. * وقد امن الاستاذ على ادم على رئيس لجنة الصحة والتعليم والمرافق العامة بالمجلس التشريعي لمحلية الفاشر في تصريح ل(سونا) على حديث مدير مياه المدن فيما يتعلق بالآبار الجديدة السبعة وما يمكن إن تساهم بها من إضافة لحل ضائقة المياه الحالية بمدينة الفاشر، ولكنه دعا الحكومة لبذل جهود إضافية رسمية وشعبية لمعالجة المشكلة والتي قال أن حلها النهائي لايتم إلا عبر جلب المياه من حوض ساق النعام الجوفي، والذي وصفه بالمشروع القديم المتجدد ، وقال على : إننا نسمع بان العطاء قد رسى على شركة صينية لتنفيذ مشروع مياه الفاشر من ساق النعام ، نأمل أن يكون ذلك قريبا ،،. * ووصلا لتلك الجهود فقد قام الاستاذ عيسى محمد عبد الله وزير التخطيط العمراني والمرافق العام بولاية شمال دارفور بزيارة مهمة تفقد خلالها مصادر خزاني قولوا وآبار شقرة الوادي والقوز التي تغذى المدينة من على بعد (15) كلم غربا، حيث وقف الوزير ووفده المرافق ميدانيا على عمليات إنتاج المياه من الآبار السبعة الجديدة التي سيتم توصيلها بشبكة الإمداد الرئيس إلى مدينة الفاشر لإضافة عدد(4) ألف مثر مكعب إضافية لمياه المدنية ، حيث اطمأن الوزير على سير العمل في الآبار الجديدة والخطوط الناقلة من خلال التنوير الذي قدمه المختصون ، كما وقف على المصدرين الذين تم تخصيصهما للقوات المسلحة وقوات اليوناميد. * أما في مجال أزمة الكهرباء التي تشهدها مدينة الفاشر فقد عزا الاستاذ عثمان محمد يوسف كبر والى الولاية لدى مخاطبته فاتحة أعمال دورة العمل العاشرة لمجلس الولاية التشريعي في الثامن من الشهر الجاري عزا ذلك إلى عدم انتظام وصول الوقود إلى محطة التوليد والذي قال انه شان اتحادي وانه يتمثل في عدم انتظام الدفعيات إلى شركات النقل ، علاوة على الزيادة التي طرأت على استهلاك محطة التوليد من الوقود ، موضحا أن حكومته قد دفعت مبالغ طائلة لتامين توفير الوقود لامتحانات شهادات الأساس والثانوي. ولكن الوالي أعلن في ذات الجلسة أن جهودا حثيثة قد بذلت مع وزارة المالية الاتحادية والهيئة القومية للكهرباء بشان الدفعيات لشركات النقل وسد العجز في كميات الوقود التي تستهلكها محطة الفاشر إضافة إلى الجهود الجارية من قبل إدارة الكهرباء بالولاية لصيانة الخطوط الناقلة وتغيير المحولات التالفة وإضافة محولات جديدة ، مؤكدا أن تلك الجهود ستثمر في القريب العاجل عن حل أزمة الكهرباء بالمدينة وربما خلال أيام قليلة ، معلنا أن العمل في محطة كهرباء الفاشرالجديدة قد تجاوزت نسبة ال(70%) ويتوقع اكتماله في القريب العاجل ليتم افتتاحها ، مشيرا إلى المحطة الجديدة ستنتج عدد(10) ميقاواط من الكهرباء لتكون إضافة إلى ال(7,5) ميقاوط التي تنتجها المحطة القائمة حاليا ، حيث أكد الوالي أن الاحتياج الفعلي لمدينة الفاشر من الكهرباء حاليا لايتجاوز ال(8) ميقاوط وبذلك فستنعم مدينة الفاشر بإمداد كهربائي مستقر وفائض كبير يسهم في دفع النشاط الصناعي التنموي بحاضرة الولاية لتنداح خيرا وبركة على كل أنحاء الولاية.