صيف مضى حل الصديق الوفي عثمان حسين ضيفاً على دارنا بحي المطار القديم بأديس أبابا في صحبة الشاعر السر دوليب والمطر ينقر على زجاج حجرة أعددناها لضيفنا الذي نعشق رؤيته ونسعد بصحبته ونسكر بأغنياته المعتقة وبحنجرته المتفردة وبهندامه الأنيق، ودوماً يبتاع عثمان ويحييك بزاته البيضاء وربطة عنقه الحمراء ليبدو عثمان في أجمل صورة بهية ضاعفت من عشاقه نساء ورجالاً. قلت له والفجر يغرد: كيف كان نومك البارحة؟ أجابني: لم يغمض لي جفن لأن العشق تملكني والرعد أزال عني النوم والاخضرار على قمم جبال الأحباش يذكرني ب: حارم وصلي مالك يا المفرد كمالك أنا واحد غرامي وأنا شاعر جمالك وعتيق يا بخيتة في دنياي كلماته تختلط بدمي وأنا ممسك بعودي اترنم دون وعي مني حتى أصل الى: أسهر ليلي وحدي أروى غناك وحدي وبي حسن اختيالك لي قلبى اغتيالك ولا زال شوقى نامي عثمان غنى وأبدع وأبهج ليلة زفافي فرقصت معه وعلى أوتاره حسناوات المدينة وظل يتذكر أغنية «يا نورة» وأحلى البنات لعثمان خالد ويقف كثيراً عند: كيفن تجيك بلقيس ترش دربك ورود لو تقبلي ويجيك بي عهد الرشيد ويغني ليك الموصلي تستاهلي لو درتي من قلب القمر باقات أساور أو حلي أو حتى من كل النجوم عنقود مبهرج منطلي كان خف للقاك القمر منصاع وقال ليك أسألي عثمان صديقى كان عبقرياً وألمعياً في علاقاته وحفلاته وزياراته ونخبوياً في صداقاته، متميماً بالعشق والحب والكلمة الرنانة والأصدقاء الأوفياء.. والود المستدام مع عشاق أغنياته.. عملاق كعثمان حسين بلغت أغانيه الراقية التى لحنها بكثير ابداع وسكنت قلوب جماهيره فاقت الأربعين وهي مغموسة في أدائه المتميز وموسيقاه المتفردة فلامس وجدان شعبنا واستقر في دواخله دون استئذان.. البارحة عندما وسدوه الثرى بكيت على فقد صديق وأخ اعتز به كثيراً وأهرع اليوم استجمع كل شريط فيه كلماته وموسيقاه واليتم تثمر شجيراته على مداخل ودور عوض احمد خليفة وبازرعة وعتيق وصلاح احمد والتجاني يوسف بشير وعثمان خالد ومصطفى سند ومحجوب سراج ومحمد يوسف موسى والزين عمارة والسر دوليب وقرشى محمد حسن واسماعيل حسن وآخرون.. وآه من هذه الفانية التى انتزعت عثمان حسين من بيننا.. له الرحمة..