افادت آخر احصائيات كارثة طائرة الايرباص بمقتل (30) راكبا بينهم مضيفة جوية ونجاة (178) فيما لايزال (6) في عداد المفقودين ، في وقت اصيب فيه (8) من عمال الاطفاء امس بجروح متفاوتة جراء انفجار خزان للوقود خلال سحب الطائرة من موقعها ، فيما كشفت هيئة الطيران المدني عن تكوين لجنتين للتحقيق خارجية وداخلية لمعرفة اسباب الحادث . وشيعت جموع من المواطنين يتقدمهم الرئيس عمر البشير الضحايا بمقابر الصحافة . واعلنت الخطوط الجوية السودانية امس ان عدد ضحايا طائرة الايربص 310 التي احترقت وصل ل(30) شخصا، من بينهم مضيفة جوية تتبع للشركة، فيما بلغ عدد الناجين (178) راكبا، وكشفت الشركة في بيان اصدرته مساء امس ان هناك (6) ركاب في عداد المفقودين مشيرة الي ان التحري لايزال جاريا لمعرفة مصيرهم.مؤكدا ان جميع طائرات الخطوط الجوية السودانية مؤمنة بما في ذلك الطائرة المنكوبة مما سيحفظ حقوق الركاب كافة. وفى السياق كشف الشريف احمد عمر بدر رئيس مجلس ادارة الشركة فى تنوير صحفى عُقد مساء امس، ان الشركة شرعت في إجراء تحقيق داخلي حسب النظم المتبعة في مثل هذه الأحوال، بجانب لجنة التحرى التى تتبع للطيران المدنى. واكد الكابتن عبد الله محمد ادريس المدير العام لسودانير العثور على الصندوق الاسود للطائرة، واشار فى ذات الوقت لاتصالهم بشركة ايرباص المصنعة لها والتى من المقرر ان تصل للخرطوم مساء امس، بينما تصل شركة التامين للخرطوم صباح اليوم. واضاف ان الطائرة مؤمنة بالكامل ضد كل انواع الكوارث. واشار البيان الذى اصدرته الشركة الى ان أن طائرتها الأيربص (310) ذات النداءST-ATN كانت في رحلة مجدولة من عمان دمشقالخرطوم، تعذر هبوطها لسوء الاحوال الجوية بمطار الخرطوم في الخامسة عصراً امس الاول، مما حدى بتحويلها لمطار بورتسودان حيث هبطت هناك في الساعة السادسة مساء. ويضيف البيان الى انه بعد تحسن الأحوال الجوية في الخرطوم غادرت الطائرة مطار بورتسودان الساعة السابعة والنصف مساء ووصلت مطار الخرطوم الساعة الثامنة والنصف مساء. واوضح البيان ان عدد الركاب في الطائرة عند وقوع الحادثة 203 راكبا الي جانب طاقم الطائرة البالغ (11) شخصا، ويمضى البيان مفصلا : أن (169) راكبا استقلوا الطائرة من دمشق، و (34) التحقوا بها من عمان. وفي السياق قال عبد الحافظ عبد الرحيم المتحدث باسم هيئة الطيران المدني إن 171 راكبا على الاقل تمكنوا الخروج من الطائرة ونجوا في حين أن هناك 14 آخرين في عداد المفقودين. فيما تم دفن (30) جثة بمقابر الصحافة امس . وأضاف أن هيئة الطيران المدني تأمل أن يكون المفقودون غادروا المطار وسط الفوضى التي وقعت بعد اندلاع الحريق في الطائرة وعادوا الى منازلهم دون ابلاغ السلطات. ولم يتسن على الفور معرفة جنسية القتلى ولكن الدبلوماسيين الذين اطلعوا على بيان بأسماء الركاب قالوا إن كل الاسماء تقريبا عربية. وذكر مسؤولون بالمطار أنهم يعتقدون أن أغلب الركاب من السودانيين. وقالت هيئة الطيران إن فريقا مؤلفا من 12 شخصا يحقق في سبب اندلاع الحريق وسيبحث الصندوق الاسود الذي يسجل بيانات رحلة الطائرة من طراز ايرباص 310 . وقالت شركة ايرباص إنها سترسل فريقا من خمسة خبراء من مقرها في تولوز الى السودان وتعهدت بمساعدة السلطات السودانية في التحقيق. وقال وزير الدولة بوزارة النقل مبروك مبارك سليم حسب رويترز إن انفجارا وقع في منطقة المحرك عند الجناح الايمن للطائرة مضيفا أنه لم تتوآفر حتى الآن معلومات دقيقة الا أنه من المعتقد أن الاحوال الجوية السيئة سبب رئيسي لما حدث. وعلمت «الرأي العام» ان لجنة التحقيق برئاسة اللواء عابدين الطاهر مدير المباحث الجنائية التقت امس عددا من من الاشخاص ذوي الصلة بالحادثة وابلغ مصدر «الرأي العام» انه تم تدوين أقوال بعض الشهود وقال ان التحقيقات تسير بصورة جيدة. ويعتزم البرلمان تقديم مسألة مستعجلة لبكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية حول حادثة احتراق سودانير بمطار الخرطوم. ووجه محمد الحسن الامين نائب رئيس المجلس لجنة النقل والطرق بالبرلمان لمناقشة الحادث بطلب بيان من الجهات المختصة حول التحوطات التي وضعت والسلامة الجوية. وكشف صديق الهندي رئيس لجنة النقل والطرق بالبرلمان عن عزم البرلمان اجراء تحقيق متكامل في الحادثة والوقوف على الاجراءات التي تمت في هذا الصدد وتحديد الخطأ والجهة المسؤولة عنه ووصف الحادث بالكارثة القومية وقال انها تتطلب الوقفة لسد الثغرات التي تقود الى مثل هذه الحوادث مستقبلاً . واردف سننتظر نتائج تحقيقات اللجنة التي انشأتها رئاسة الجمهورية واكد ضرورة الوقوف على الاسباب الحقيقية للحادث مشيراً لوجود جوانب عديدة تتطلب بحثاً حتى تتحدد اوجه القصور وقال ان لجنته ستستدعي فوراً الجهات المختصة امام البرلمان لتقدم توضيحاتها وتقديم تنوير في المرحلة الحالية وتابع بان التحقيق لن يكون قد اكتمل الا ان وزير رئاسة الجمهورية سيقدم امام البرلمان ملابسات الحادث والاجراءات التي تتبع لضمان سلامة الركاب وسلامة النقل والمطار وسير ضمان الاجراءات التحوطية للدفاع المدني في مطار الخرطوم واكد بأن يصعب تحديد الخطأ الآن وقال لا نريد ان ندين جهة ونقصد الوقوف على الحقائق. من ناحية ثانية نفى مصدر مسؤول بالهيئة العامة للطيران المدني حدوث انفجار جديد امس في الطائرة المحترقة واوضح المصدر (لسونا) أنه نتيجة للاحتكاك بين انقاض الطائرة والمخلفات حدث اشتعال للنيران في الوقود المتبقي في حطام الطائرة مما أدى إلى اصابات طفيفة وسط الفنيين والعمال الذين كانوا يقومون بازالة الانقاض وتم اسعافهم. وكان الرئيس البشير قد تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك معزياً فى شهداء وضحايا حادث طائرة سودانير وعبر مبارك فى اتصاله الهاتفى عن بالغ حزنه ومواساته للسودان حكومة وشعباً فى الحادث الأليم.