قال المتمردون التشاديون الذين بدأوا هجوما الاربعاء في شرق البلاد، أمس انهم توغلوا بشكل واسع وانهم «يتقدمون» باتجاه إنجامينا غير ان السلطات نفت ذلك مشيرة الى «حملة دعاية لا اساس لها». وقال مصدر رسمي تشادي رفيع المستوى «هذه حملة دعاية من التمرد وهذا لا اساس له من الصحة». وقالت مصادر عسكرية انها لم ترصد تحركات هامة. وقال احد المصادر في لهجة ساخرة لوكالة فرانس برس «المتمردون موجودون خصوصا في وسائل الاعلام». وتنشر فرنسا (1200) جندي ومعدات جوية في اطار مهمة «ابيرفييه» وهي توفر ايضا معظم قوات القوة الاوروبية (يوروفور) المنتشرة في شرق تشاد. في الاثناء اكد علي غيدي المتحدث باسم التحالف الوطني الذي يضم عدة فصائل متمردة في اتصال هاتفي معه من ليبرفيل «نحن بصدد التقدم. واجتزنا قوزبيضا (شرق على بعد 700 كلم من إنجامينا). واضاف «لم تحدث اشتباكات وتراجع تحليق المروحيات (التشادية) بعد ان اسقطنا مروحية. ونحن نتقدم ببطء ولكن بثبات باتجاه إنجامينا وهدفنا هو إنجامينا. وهذا ليس سرا». وقال متحدث باسم حركة التمرد إن على النظام التشادي ان «يفهم ان الحرب ليست حلا» للازمة التي تشهدها تشاد. واوضح المتحدث عبد الرحمن كلام الله في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس «على إنجامينا ان تفهم ان الحرب ليست حلا وعليها ان تجلس الى طاولة التفاوض لتسوية الازمة التشادية تضمنها فرنسا ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي». واضاف «ان فرنسا (القوة المستعمرة السابقة التي تملك قوات عسكرية في تشاد) يجب ان تنخرط في الازمة ويجب ان تلتقي جميع الاطراف (الاحزاب السياسية وحركات التمرد) في اطار مؤتمر». واشار الى ان هذا المؤتمر «للسلام من اجل تسوية نهائية» يمكن ان «ينسخ» على ما جرى في يناير 2003 في ماركوسي (المنطقة الباريسية) حين اجتمع اطراف الازمة كافة في ساحل العاج بعد محاولة انقلاب فاشلة في سبتمبر 2002 على الرئيس لوران غباغبو. وقال المتمردون إنهم أسقطوا طائرة هليكوبتر حكومية خلال الهجوم. إلا أن الجيش قال إن طائرة هليكوبتر هبطت اضطراريا بعد تعرضها لمشاكل فنية أثناء رحلة تدريبية. وقالت الحكومة ان «مرتزقة مأجورين عبروا الحدود الى تشاد يوم الاربعاء» لكنها لم تشر الى قتال. غير ان قوات ايرلندية متمركزة في شرق تشاد كجزء من قوة حماية تابعة للاتحاد الأوروبي لمخيمات اللاجئين التي تديرها الأممالمتحدة قالت انها تلقت تقارير عن وقوع قتال في مودينا قرب الحدود السودانية على بعد (70) كيلومترا شمال شرقي القاعدة الايرلندية في قوز بيضا. وقال القائد ستيفن مورجان المتحدث باسم كتيبة المشاة الايرلندية 97 « أستطيع ان أؤكد ان طائرة هليكوبتر تشادية اسقطت خارج ابيتشي مباشرة قرب مهبط الطائرات فيما يبدو انه هبوط اضطراري نتيجة أضرار أُصيبت بها جراء نيران أرضية لمدافع عيار (23) ملليمترا مضادة للطائرات.» وقال «هناك طائرتان أُصيبتا بأضرار لكن الثانية استطاعت الهبوط.» وقال ان الاشتباكات تدور فيما يبدو بين قوات برية للمتمردين وطائرات حكومية لكن لم يكن لديه تفاصيل عن الضحايا. وقال عبد الرحمن كلام الله المتحدث باسم التحالف الوطني لمتمردي تشاد ل «رويترز» ان أربعة طوابير من قوات المتمردين تحركت غربا وتأمل الاطاحة بديبي بعد فشل هجوم فبراير على العاصمة إنجامينا في ذلك. وقال ان قوات المتمردين استخدمت مدافع مضادة للطائرات مثبتة على شاحنات في إطلاق النيران على طائرتين هليكوبتر حكوميتين هاجمتهما في منطقة دار سيلا وأسقطت احداهما. وقال كلام الله الذي تنتمي جماعته المسماة الاتحاد الديمقراطي من اجل التغيير الى تحالف المتمردين «نحن نعتزم نقل الحرب الى داخل البلاد.» وقال علي جادايا المتحدث باسم التحالف الوطني لمتمردي تشاد لاذاعة راديو فرانس انترناشيونال ان طائرات حربية تابعة لفرنسا التي ايدت حكم ديبي حلقت فوق مواقع المتمردين بشكل ينطوي على «ترهيب واستفزاز.» ولفرنسا جنود وطائرات حربية في تشاد بموجب اتفاقية ثنائية للتعاون العسكري وتقدم بموجبها الدعم المخابراتي واللوجستي والطبي للحكومة التشادية. وقال جادايا ان الطائرة الهليكوبتر الثانية اصيبت وان ثمانية من قوات المتمردين أُصيبوا. وقال كلام الله انه يتحدث هاتفيا من فرنسا لكنه على اتصال بالقيادة العسكرية للمتمردين في تشاد. وقال كلام الله ان المتمردين مستعدون لوقف هجومهم اذا أرغمت فرنسا والاتحاد الاوروبي ديبي على الموافقة على الدخول في محادثات مائدة مستديرة بشأن الوضع السياسي في تشاد والمستقبل. وقال «اذا اشتركت فرنسا والاتحاد الاوروبي في ضمان اتفاق فنحن مستعدون ألا نخوض حربا.» وقال كلام الله ان المتمردين يريدون من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تعهد بتقديم دعم قوي لديبي بعد هجوم المتمردين في فبراير على العاصمة ان يستضيف مؤتمر السلام.