ديبي في الميدان في وقت انتخبت فيه تشاد عضواً بمجلس السلم والامن الافريقى ضمن عشرة اعضاء جدد في المجلس امس في افتتاح قمة الاتحاد الافريقى باديس ابابا، كانت عناصر المعارضة التشادية تقرع ابواب العاصمة انجمينا في محاولة اخرى لاسقاط نظام الرئيس ادريس ديبى، الذى غاب عن القمة ليقود بنفسه الجيش الرسمى لصد زحف المعارضة على العاصمة انجمينا، بعد ان وصلت الى ما يقرب من «003» كيلو من العاصمة، التطورات الميدانية على الارض ترافقت معها تحركات سياسية كان يفترض ان يقوم بها كبير مساعدي رئيس الجمهورية مني أركو مناوي الذي لم يتمكن من السفر الى انجمينا كما كان مقرراً امس لبحث سبل إزالة سوء التفاهم بين الخرطوم وانجمينا وتقريب وجهات النظر بين البلدين، وتكمن اهمية الزيارة المؤجلة بسبب تدهور الاوضاع الامنية هناك في كون اصابع الاتهام الرسمية من تشاد تشير الى مساندة السودان لقوات المعارضة الزاحفة بحسب وسائل الاعلام التشادية الرسمية من عمق الاراضى السودانية نحو انجمينا، وفي تطور متصل تزامنت ضراوة المواجهة بين ديبى والمعارضة، مع إطلاق شارة تدشين القوة الاوروبية «يوفور» التي تعد «3700» عنصر بينهم «2100» فرنسي مكلفون بحماية اللاجئين السودانيين في شرق تشاد وشمال شرق افريقيا الوسطى وكذلك النازحين داخل تشاد وافريقيا الوسطى. ويوفور التي ستستكمل انتشارها بحلول منتصف مايو ليست لها صلاحية التدخل بين المتمردين والجيش، ولكن وجودها يثير اكثر من سؤال حول احتمال ان تكون ظهيرا لديبى بجانب القوات الفرنسية التى رحجت ولا سيما في القتال الجوى كفته في آخر مواجهاته مع المعارضة عندما حاصرت العاصمة في ابريل من العام 2006، وكادت تسقط في ايديها، والدور الفرنسى في حماية ديبى تعاظم اخيرا من خلال صفقة تسليم الفرنسيين المتورطين في عملية اختطاف اطفال من تشاد والسودان وانتهت الى محاكمة مشكوك في نزاهتها وتسليمهم الى فرنسا، ورغم انكار فرنسا دخولها طرفاً في الصراع التشادى الا انها تقر بمد ديبى بالمعلومات الاستطلاعية الاستخبارية من خلال مهام استطلاع جوي يقوم بها الجيش الفرنسى في تشاد ضمن عملية تعرف باسم (ابيرفييه) وفي اطار اتفاقات للحماية، واعلنت فرنسا امس انها تتابع الوضع في تشاد (بكثير من الانتباه) دون الاسترسال في مواقف يستشف منها دعمها الواضح للرئيس ديبى في حربه ضد المعارضة. المعارضة تتكتم وتتألف المعارضة من تحالف شكل في ديسمبر الماضى من ابرز ثلاث مجموعات مسلحة تشادية بقيادة محمد نوري اللاجئ الآن في سفارة الجماهيرية بأنجمينا وتيمان ارديمي وعبد الواحد عبود ماكاي. واكد متحدث باسم المعارضة لوكالة الصحافة الفرنسية ان رتل آلياتهم الذي كان يتمركز صباح الخميس أمس قرب آتي على بعد حوالى «400» كلم شرق انجمينا، يتقدم باتجاه العاصمة. وقال عبد الرحمن كلام الله في اتصال هاتفي عبر الاقمار الاصطناعية من ليبرفيل (غادرنا آتي حوالى الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي «السابعة بتوقيت غرينتش»). من جهته، قال ايد موارا مايده في اتصال هاتفي الخميس أمس «سنعود الى انجمينا في الساعات المقبلة. نحن على مشارف آتي منذ مساء الاربعاء». ورفض كلام الله «لاسباب استراتيجية» ان يكشف ما اذا كان هدف المتمردين هو دخول العاصمة التشادية. من جانبه توجه الجيش التشادي بقيادة الرئيس ادريس ديبي للتصدي للرتل العسكري بعد ان صار على بعد «300» كلم من انجمينا. وقال مصدر عسكري في انجمينا لوكالة الصحافة الفرنسية «انها قوة كبرى»، موضحا انها استقرت الخميس في ضواحي بحيرة فيتري على بعد «300» كلم شرق العاصمة. وقال الناطق باسم تحالف المتمردين عبد الرحمن كلام الله للوكالة «ننتظر المواجهة». وفي العاصمة التي كانت تحلق فوقها المروحيات، لم تتأثر الحياة اليومية كما يبدو الخميس. وقد دعت سفارة فرنسا رعاياها البالغ عددهم «1500» في تشاد الى الحد من تنقلاتهم على سبيل الاحتياط. حقل ألغام ويرى الكثير من المراقبين ان منطقة شرق تشاد سوف تكون مسرحا لمعارك ضارية بين الجيش التشادي والمعارضة هذا في حال اوقف الجيش زحف المعارضة على العاصمة، ويتوقع ان تكون المنطقة التي من المفترض ان تنتشر فيها القوة الاوروبية بمثابة حقل ألغام بالنسبة الى القوة الاوروبية لضمان امن هذه المنطقة، ويرى ممثل المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة في انجمينا سيرج مالي ان بدء انتشار القوة الاوروبية خطوة ايجابية، وقال «من شأن هذه الخطوة ان تضمن الامن والاستقرار وان تفسح المجال امام عودة النازحين واللاجئين الى قراهم». لكن يبدو ان مهمة القوة الاوروبية ستكون في غاية الصعوبة، حيث تشهد المنطقة منذ ثلاث سنوات مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية والمجموعات المسلحة المتمردة. وقال مالي «طالما ان امن اللاجئين والنازحين والعاملين في المجال الانساني غير مهدد فلن تتدخل القوة الاوروبية في المعارك الدائرة بين الجيش والمتمردين