عندما حقق منتخبنا انجازه الكبير بالصعود الى نهائيات أمم افريقيا 2006م وقبلها فوزه ببطولة شرق ووسط افريقيا ردد اعداء النجاح من بعض المدربين الفاشلين الذين تجاوزهم الزمن وبعض الحاقدين من المدربين الشباب وعدد من الصحافيين اصحاب الانتماء الضيق وعدد من الاداريين الذين لهم أجندة خاصة مع قيادة اتحاد الكرة. كان هؤلاء ينسبون الانجاز لمدربي الهلال والمريخ ريكاردو وكروجر ولرئيسي الناديين السيدين صلاح ادريس وجمال الوالي رغم ان الواقع يؤكد العكس تماماً بعد أن سبقت مشاركة المنتخب في المنافسات مشاركة الهلال والمريخ، بل ان مازدا اعاد الثقة لعدد كبير من اللاعبين الذين كانوا خارج تشكيلة الهلال والمريخ ونذكر منهم فيصل العجب الذي حاربه اتوفستر في بداية عهده بل سخر من اختياره للمنتخب وأصبح يعتمد عليه بعد ذلك ونفس الشئ حدث مع سفاري وامير دامر .واعاد مازدا الثقة لخالد جوليت وعلاء الدين يوسف والاخير مازال ريكاردو يبعده من التشكيلة وأصبح اليوم بفضل مشاركاته المتواصلة مع المنتخب افضل لاعب خط وسط في بلادنا، ونجح مازدا في تفجير قدرات اللاعب سيف مساوي بعد ان أشركه في الهجوم فتألق وأصبح هدافاً ووضعه في مباراة أمس الاول كظهير ايمن فأبدع واكد انه اللاعب الناجح اينما وضع اجاد. وقد خلق مازدا فريقاً متجانساً في كل خطوطه وصنع البدائل في كل الخانات ووفق في اجتياز كل الصعاب التي واجهته ولم يعد المنتخب يتأثر بغياب اي لاعب وهو يحقق الانتصارات بعيداً عن اعدادي الهلال والمريخ كما حدث في مباراة أمس الاول التي قدم فيها منتخبنا افضل مبارياته في السنوات الاخيرة وادى اللاعبون المباراة بروح قتالية واظهروا تفوقاً في اللياقة البدنية والذهنية وفرضوا اسلوبهم على المنتخب المالي، تفوقوا بمهاراتهم وهم ينقلون الكرة بأسلوب جماعي وبرشاقة وخفة حتى اذهلوا كل من شاهدهم، مؤكدين انهم وصلوا لمرحلة النضج وان السودان أصبح له منتخب قادر على تحقيق الطموح. ويحمد لمازدا انه خلق فريق الأسرة الواحدة بعد ان ضم لاعبيه على قلب رجل واحد، يتعامل معهم بروح الصديق والاخ الاكبر فاحبوه والتفوا حوله ونصروه ولم يخذلوه لأنهم مقتنعون بقدراته، وقد كان قائد الفريق هيثم مصطفى كبيراً وهو يرد على سؤال الزميل فخر الدين مضوي في الحوار الذي اجراه معه في صحيفة (قوون) عن رأيه في التبديلات التي اجراها مازدا في مباراة الكنغو وشملته، فقال هيثم بأدب الامراء انها تبديلات كان لها أثرها الإيجابي في اداء الفريق وقد أنصف البرنس مازدا أكثر من مرة وليس هناك رأي فوق رأي هيثم وهي اكبر واعظم شهادة. مازدا ابن المنتخب لعب له وهو أكثر المدربين تأهيلاً اكاديمياً ونال اعلى الشهادات في مجال التدريب خارج السودان وبتفوق ويتعامل مع مهنة التدريب بإحترافية ومهنية عالية وقد صنع لبلاده مجداً وتاريخاً لا تستطيع اية جهة ان تغيره وسيبقى في سجلات التاريخ. ان المنتخب السوداني صعد الى نهائيات أمم افريقيا بعد (23) عاماً تحت قيادة المدرب الوطني محمد عبد الله مازدا ونال بطولة سيكافا بعد (27) عاماً ولأول مرة بخبرة سودانية ممثلة في المدرب الوطني محمد عبد الله مازدا، وصعد للدور الثاني لتصفيات كأس العرب بعد ان تصدر مجموعته بجدارة واقترب من الصعود الى نهائيات أمم افريقيا للاعبين المحليين تحت قيادة المدرب الوطني محمد عبد الله مازدا. مازدا رد عملياً على المتشككين في قدراته وهو يقود المنتخب للفوز على منتخب مالي القوي بكل نجومه ومحترفيه الكبار وهو ابلغ رد على الذين قللوا من انجاز الصعود الى نهائيات غانا وقالوا ان المنتخب واجه فرقاً ضعيفة مثل سيشل وموريشص وتناسوا تونس وما رأيهم الآن في الفوز على مالي؟! . مازدا يستحق ان يعمل له تمثال وهو يضحي بوقته وجهده ويعمل بدون مقابل مادي وتحمل كل الاذى.. قبض على الجمر.. ومشى على الاشواك هو وزميله اسماعيل عطا المنان الذي يحمل هو الآخر اعلى الشهادات التدريبية وله تجارب وإنجازات على المستوى المحلي. التاريخ لا يقبل التزوير وقد صنع مازدا مع زملائه تاريخا للمنتخب الوطني سيبقى في الذاكرة وعلى اعدائه ان يموتوا بغيظهم وسيجني فريقا الهلال والمريخ ثمار مازدا بعد ان استفاد اللاعبون من مشاركاتهم مع المنتخب في مبارياته أمام رواندا واليمن والكنغو ومباراتي مالي وهما يتأهبان لمواصلة مشوارهما الافريقي ونرجو أن لا نسمع تصريحاً من مدرب الهلال ريكاردو الذي ظل يردد دائماً ن المنتخب يعرقل اعداد فريقه ويتسبب في تدني لياقة اللاعبين وينتقد طريقة تدريب المنتخب علما بأن لياقة كل لاعبي المنتخب حاليا في القمة. التحية لمازدا وزملائه وقد نصرهم الله على اعدائهم الذين كانوا ينتظرون اخفاق الفريق حتى يحققوا هدفهم وقد تعودنا على سماع اصواتهم بعد كل خسارة ويختفون بعد كل انتصار كما هو حال بعض الاقلام التي تكتب عن المنتخب المهزوم وتحتجب يوم الانتصار وراجعوا صحف الامس. وكما قال اتوفستر ان مشكلة مازدا انه سوداني ولو كان غير ذلك لعرفتم قيمته وقدراته الكبيرة.
