صبيحة امس، وبالمركز العام للمؤتمر الوطني، توافد نحو سبعة آلاف او يزيد، يمثلون بعض عضوية المؤتمر بالخرطوم بكل محلياتها وفعاليات مجتمعها، جاءوا في كامل لياقتهم السياسية لتأدية مران ديمقراطي للانتخابات المقبلة ولتقديم كشف حساب عن المؤتمر الوطني بالولاية. نحو ثلاثين حزباً سياسياً يمثلون كل ألوان الطيف السياسي بالولاية وممثلي الجزيرة والنيل الابيض والشمالية وشمال كردفان اخذوا مواقعهم الموضوعة بشئ من الترتيب في القاعة الكبرى بالمؤتمر الوطني قبل وقت كاف من انطلاق الجلسة الافتتاحية قبالة لافتة او بالاحرى لافتتين اختزلتا عنوان وشعار المناسبة. اما المناسبة، فقد كانت انعقاد المؤتمر العام الثاني في دورة الانعقاد العادية والذي انعقد هذه المرة تحت شعار «حزب عملاق..لوطن عملاق» وفيما افتتح المؤتمر مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون السياسي0ة والتنظيمية د. نافع علي نافع، فقد اختتم جلساته نائب رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر الوطني علي عثمان محمد طه. فرق فلكورية ايقاعات صاخبة، ورقصات واصوات وطبول لمجموعات فلكورية جاءت وآلاتها للاصطفاف امام القاعة الكبرى ليقدموا نماذج ابداعية رائعة لولايات السودان المختلفة. وبدأت تلك الفرق لا تهتم بغير ادائها الذي امكن استماعه حتى من داخل القاعة اثناء انعقاد الجلسة الثانية، الامر الذي و شكل خلفية موسيقية للجلسة الختامية من غير قصد. ضيافة مفاجئة على خلفية ذلك وذكريات مؤتمرات سابقات فيما يبدو، توقع الصحافيون ان تكون ضيافة المؤتمرين كسابقتها من الفخامة، لكن المفاجأة ان كانت اقل بكثير حتى من افقر الاحزاب السودانية فالوجبات كانت سندوتشات فول وطعمية مع تقديم بعض اللالوب والنبق والقونقليس والدوم الذي قدمه صبية يرتدون ازياء لمناطق السودان المختلفة ويضع بعضهم شيئاً اشبه بالشلوخ على وجوههم الصباحية. الصحافيون اقتسموا الكثير من النكات والتفسيرات حول هذا التغير الذي ان قصد، فربما مرده ارسال رسالة مفادها «ما في داعي للصرف البذخي والناس يتحدثوا عن ضائقة معيشية، او ربما كان بسبب تشجيع المنتجات الوطنية خاصة الدوم الذي حظى بنصيب وافر من التعليق . عودة الشعارات مثل المؤتمر سانحة جيدة لترديد الشعارات القديمة بأصوات قوية جداً بعد ان استفادت فيما يبدو من سنوات الصمت في مرحلة نيفاشا ومع علو نبرة التهليل والتكبير الداوي في القاعة الكبرى، كان د. المتعافي يردد «هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه» وقبل ان يتوقف جيداً ردد احدهم بحماس زائد، ورددت معه القاعة «في سبيل الله قمنا.. نبتغي رفع اللواء.. لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء.. فليعد للدين مجده او ترق منا الدماء، فليعد للدين عزه او ترق منهم دماء.. فليعد للدين مجده او ترق كل الدماء». مداولات تداول المؤتمرون حول اوراق تضمنت تقارير الاداء التشريعي والسياسي والتنفيذي لولاية الخرطوم ذلك من خلال عرض برنامج المؤتمر الوطني الانتخابي القادم، الانتخابات والمرتكزات الفكرية والسياسات الكلية. وتواثق المؤتمرون على الالتزام والصبر على الشورى، واحترام المؤسسية وقبول المعايشة مع الآخر وتفادي تفضيل الجهة والقبيلة على عقد المواطنة. وتعاهدوا كذلك على نبذ الفرقة والشتات وتجميع الصف في مسيرة البناء والتطوير والتعمير، ومساعدة كل قوى التحرر والجهاد في العالم اجمع. طه يحذر نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه دعا لعدم السماح لمن اسماهم بالمتحاملين بتغويض الوحدة الوطنية واحداث التفرقة بسبب الدين وقال طه لدى مخاطبته الجلسة الختامية للمؤتمر العام الثاني للمؤتمر الوطني بولاية الخرطوم امس: ان العاصمة القومية وان كانت شمالية وتطبق فيها الشريعة الاسلامية الا ان فيها قدراً من غير المسلمين يستلزم منا حسن رعايتهم حتى لا ينفرط عقد الوحدة واوضح ان تجربة مفوضية غير المسلمين من التجارب التي تستحق الاحتفاء بها وجدد طه التزام حزبه بانفاذ الاتفاقيات كافة وقال: سننجز اتفاقيات السلام وكل عهد لفئة او شريحة سياسية وطنية او اجنبية ما استقاموا على عهدنا. وقال: اننا من موقع الشهادة على الناس وبوصفنا حزباً سياسياً نتحمل المسؤولية الاكبر وهذا معنى الحزب العملاق الذي نردده ليكون شاهداً بيناً على نفسه وعلى الناس بعدله وحسن معاملته للآخرين وبوفائه للعهود. نافع يأمل د. نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون التنظيمية والسياسية قال لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام الثاني لحزب المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم امس: اننا ندعو الذين يعارضوننا من ابناء السودان سواء الذين يحملون السلاح او حتى المعارضة السياسية خارج السودان ان يعودوا الى وطنهم وان ينخرطوا مع بقية القوى السياسية في هذا العمل الوطني الذي نأمل فيه جميعاً حكم اهل السودان وارادتهم. وتابع: في هذه المرحلة لا مجال لان تفرض جماعة رأيها على اهل السودان بقوة السلاح واحداث امدرمان الاخيرة ما كانت الا درساً بليغاً في هذا الاتجاه واشاد نافع بدور قيادة المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم في مواجهة هجوم حركة العدل والمساواة على امدرمان وقال: كان دور قيادة الوطني بالولاية قبل واثناء وبعد المعركة. واكد نافع دعم حزبه لجهود حكومة الوحدة الوطنية في تحقيق السلام باقليم دارفور والتعامل مع الاسرة الدولية بالشكل الذي يحقق مصلحة السودان العليا. وقال: ان السودان اكد منذ سنوات مضت ان السبيل الوحيد للتعاون والحوار المثمر هو الذي يبني على تقدير اطرافه لبعضها البعض ونبذ التعالي. واشار نافع الى ان انعقاد المؤتمر العام للولاية يؤكد ان المؤتمر الوطني يعقد العزم على ان تقوم الانتخابات في موعدها. وقال: ان المؤتمر الوطني يخطو خطوات واثقة نحو الوفاق الوطني والوحدة الوطنية وستتوج هذه الخطوات بانتخابات حرة نزيهة ليكون الخيار لاهل السودان. من ناحيته اشار د. عبد الحليم اسماعيل المتعافي والي ولاية الخرطوم رئيس المؤتمر الوطني بالولاية الى ان هذا المؤتمر سبقته سلسلة من المؤتمرات القاعدية مروراً بمؤتمرات المناصب واوضح ان هذا المؤتمر تأجل كثيراً قبل قيامه نسبة للاحداث التي تسارعت في الآونة الاخيرة. ظروف خاصة المهندس فائز عباس الامين العام للمؤتمر الوطني بالولاية بدا سعيداً بنجاح المؤتمر وعندما سألته عن دلالة التوقيت الذي انعقد فيه قال: «انه يجئ في ظروف خاصة نهيئ فيها انفسنا للانتخابات المقبلة والتعبئة لها ويجئ على مشارف الاحتفال بالعيد ال «19» للانقاذ». ودعا فائز الى ضرورة توفير الاستقرار للهياكل وحسن التنسيق بين الاجهزة الحزبية والتشريعية والتنفيذية مع حسن الاعداد للانتخابات والاهتمام بها. قالب الوطني التوصيات التي خرج بها المؤتمر، حاولت ان تغطي مناحي الحياة كافة من النواحي السياسية والثقافية والرياضية ومن جهة الخدمات. واتسمت التوصيات في مبتدرها بقدر وافر من الجرأة السياسية وهي تنادي بضرورة الاحتكام الى الرؤية السياسية للمؤتمر الوطني وادراك الايجابيات والسلبيات قبل اتخاذ القرارات التنفيذية الكبرى والاهتمام بالرؤية السياسية المنظمة لاعمال المؤتمر الوطني وقطاعاته وأماناته والواجهات حتى يسير العمل وفق رؤية كلية موحدة ومفاهيم متفق عليها. وكانت لافتة تلك التوصية التي نادت صراحة بتقديم الخدمات لسكان الولاية في اطار يظهرها باسم المؤتمر الوطني، والعمل على الربط بين الخدمة المقدمة للمواطنين والمرتكزات الفكرية للمؤتمر. اما رئيس المؤتمر الوطني بالولاية وواليها د. عبد الحليم اسماعيل المتعافي فقد كانت صفته التنفيذية غالبة على ما عداها من صفات سياسية وغيرها وهو يتعهد ببسط الامن والخدمات بتلمس احتياجات الفقراء والمساكين في الاحياء والاهتمام بتوفير احتياجاتهم الاساسية تاركاً للسياسيين غيره فيما يبدو توظيف ما ينجزه سياسياً.