كان أحدهم يردد قصيدة حماسية صاخبة بالمركز العام للمؤتمر الوطني صبيحة أمس، يبدو أنها كتبت قبل عدة سنين ، لكنها ما زالت سارية المفعول، حيث يردد في بعض مقاطعها مخاطباً رئيس الجمهورية «بيعة صمود ما بنخذلك والطاعة لي أبعد حدود ما بنخذلك وإن جات جيوش الكفر جت شان يعزلوك ما بنعزلك». كان ذلك في القاعة الكبرى بالمركز العام التي تفيأ تحت ظلالها ستة الآف من عضوية المؤتمر الوطني جاءوا من ولايات السودان المختلفة، ومن قطاعات الوطني المختلفة كذلك، كما جاء (51) ضيفاً من (35) دولة أجنبية أما المناسبة التي حزم لها كل هؤلاء الحقائب فقد كانت المشاركة في المؤتمر العام للمؤتمر الوطني في دورة إنعقاده الثالثة التي انطلقت أمس وسط استعدادات لافتة عكست دقة الترتيب، وربما سعة الإمكانات في الحزب الذي قال نائب رئيسه للشؤون السياسية والتنظيمية د. نافع علي نافع أمس إنه بمثلما يعج بالمفكرين والمجاهدين فإنه له أيضاً ممولوه. والمؤتمر العام الثالث للمؤتمر الوطني وضعت على طاولته الكثير من القضايا التي تكتسب المناقشات بشأنها أهمية كبيرة من جهة أن المؤتمر ربما كان آخر مران ديمقراطي سياسي ساخن قبل انطلاق مارثون الإنتخابات. وعلى خلفية ذلك فإن جدول أعمال المؤتمر يتعلق بأداء الجهاز السياسي واداء الجهاز التنفيذي وقضايا السلام وملاحظات المكتب القيادي على ترقية الأداء الى جانب الانتخابات التي يتفائل المؤتمرون بحسم معركتها لمصلحتهم انطلاقاً من الكثير من الحيثيات التي يرونها منطقية.