تخلت وزارة التربية والتعليم هذا العام عن منهجها الريادي في إعلان النتائج حيث تنسب الفضل في النجاح إلي الأمهات. أم لعلها وزارة التربية والتعليم الولائية هي صاحبة الفضل وأن الوزارة الأم هي التي لم ترتق إلي مصاف ريادة سبقتها إليها الوزارة الأدني. أيا ما كان الأمر فإن الأمهات الذين كان لهم فضل تقديم أبناء في قمة النجاح تنكرت لهم الجهات الرسمية في تكريم يليق بهن علي قلته وهو أن يذكرن فقط مع أبنائهن. نأمل أن يكون ذلك في العام القادم وفي نتيجة الشهادة السودانية وليست نتيجة الأساس فقط. المتفوقون هذا العام قدموا نماذحاً متفردة وحالات إجتماعية مختلفة أدت كلها إلي تفوق ملحوظ. واضح أن غياب الأب كان بارزا في حالات متعددة أوضحها أن آباء غيبتهم الغربة ونابت عنهم الأمهات وكانوا في المستوي المطلوب من القيام بواجب الأم والأب معا رعاية وتوجيها. ولم تكن نماذج النجاح متأثرة بالوضع المعيشي والقدرة المالية. ومن أحياء تحسب أنها أحياء وسط أو دون الوسط بمعيار الكسب المادي ولكنها كانت بمعيار النجاح في المقام الأعلي. الشخصية القوية للطالب كانت من معيار النجاح تأبي الناجحون علي (تعليمات) الآباء والأمهات ووضعوا جداولهم ومواقيت مذاكرتهم بأنفسهم وحققوا النجاح والثاني قفز الحائط ليلعب لعبته المفضلة وكان تقديره صائبا ولم يكن الذي يفعل خصما علي تحصيله بل إضافة له. الأوائل رتبوا برامجهم ومواقيتهم ومذاكرتهم وفقا لمواقيت الصلاة والغالب منهم كان يذاكر ويربط جدوله بصلاة الفجر وصلاة العصر والمغرب والعشاء. مواقيت الصلاة ومواعيد المذاكرة ترابط بين تقسيم الله سبحانه وتعالي لليوم وتوزيع النوابغ لبرامجهم لذا كان النجاح حليفهم نجاح لم تسببه وتؤدي إليه ساعات مذاكرة أطول بل ساعات أقل مرتبة بعقل وإرتباط بالله سبحانه وتعالي. النتيجة التي توصلنا إليها من حالات نوابغ هذا العام أن النجاح يكمن في أن نحيل بين الطلاب وأنفسهم وأن نثق فيهم أكثر ونترك لهم الخيار في تحديد ما يحتاحونه من أولياء الأمور وتحديد الوقت الذي يريدون للمذاكرة وان يلبوا حاجاتهم من الترفيه. أيضا لم تعد المدارس الحكومية أو النموذجية في ذيل القائمة بل هي الطريق إلي الجامعات الأفضل والنجاح الأكبر ولكن هذه المدارس مظلومة وعلي الأقل لا تجد من ينفق عليها مالا توظفه في حملات إعلانية في الصحف والتلفاز تواجه به المنافسة التي تظلمها وتبين حجم منجزها. نسيت الوزارة ونسي المجتمع تكريم المعلم المعلم نقترح علي الوزارة أن تكرم كل عام طائفة من المعلمين مع إعلان النتيجة ولن يعوز الوزارة أن تجد منفذا تقرن التكريم الأدبي المستحق بتكريم مادي ومالي يكون فيه الوفاء أكبر للمعلمين الأوفياء ومن وفائهم أن جعلوا المدارس الحكومية والنموذجية تعود لمكانها الطبيعي في الريادة رغم المنافسة التجارية الحادة.