عام دراسي مرهق ..امتحانات تعلن لها حالة الطوارئ ..نتيجة تحبس الانفاس ..فرحة نجاح تنداح هنا وهناك ..هكذا تكتمل حلقات العام الدراسي لأولياء أمور طلاب الصف الثامن ،وبعد طي صفحة مرحلة الاساس تتجه أنظارهم عقب انتهاء مراسم فرحة نجاح ابنائهم صوب المرحلة الثانوية لاختيار مدرسة خاصة تحتضن فلذات الاكباد ثلاث سنوات لتكون معبرا نحو الجامعة ،وفي الماضي القريب وعندما كان التعليم الحكومي في أفضل حالاته كان الطلاب يتطلعون لقبولهم في المدارس المعروفة بنجاحها ونظامها المنضبط ،ولكن اخيرا باتت المدارس الخاصة هي وجهة الكثير من الاباء واولياء الأمور بل والطلاب أنفسهم ،والأسباب تبدو معروفة ،ولكن لماذا يفضل أولياء الامور الدفع بابنائهم الي المدارس الخاصة رغم تكاليفها المادية الضخمة؟ «الصحافة » جلست الي عدد من اولياء الامور وسألتهم عن تفضيلهم الحاق ابنائهم بالمدارس الخاصة بالرغم من الدرجات العاليه لابنائهم والتي تكفل لهم الدراسة مجانا بالمدارس الثانوية النموذجية الحكومية ،وفي هذا الصدد يقول محمد عوض والد الطالب مهند احرز 260 درجة في شهادة الاساس :المدارس الخاصه اعتبرها هاجسا يؤرق اولياء الامور ورغم ذلك مجبرون عليها وذلك بداعي التردي الكبير الذي لحق بالمدارس الحكومية التي لم تعد كما كانت في الماضي طريقا يقود الي الجامعات ،وعلي اثر ذلك وبحثا عن مستقبل أفضل للأبناء يفضل الكثيرون المدارس الخاصة التي تمتاز بكل الصفات التي كانت تميز المدارس الحكومية من انضباط اكاديمي وتوفر طاقم تدريس متمكن وغيرها من مطلوبات هامة في العملية التعليمية ،ولعل تصدر المدارس الخاصة لنتائج المرحلة النهائية لمرحلة الثانوي توضح مدي الفارق بينها والحكومية ،فيما قالت ام أحمد الذى احرز 262درجة ان ابنها يريد ان يدرس بمدرسة خاصة ،وأكدت تلبيتها لطلبه، على الرغم من قناعتها بان للاسرة الدور الاكبر فى تفوق الابناء ،وابانت انها لاتنكر دور المدارس الخاصة ومساهمتها فى النجاح، واشارت الي أهمية المدارس الحكومية رغم مالحق بها من تدهور وتراجع ،رافضة فكرة الاستغناء عنها ،مشيرة الي ان هناك العديد من الطلاب المتفوقين في الشهادة السودانية جلسوا للامتحانات من المدارس الحكومية ،التي قالت انها تحتاج لجهد مكثف من جانب الدولة حتي تعود كما كانت في الماضي . وقال مدير احدي المدارس الخاصة ان التعليم الخاص اثبت وجوده وتفوقه ،معتبره يمثل اضافة حقيقية لمجال التعليم في السودان ،واستدل على ذلك بنتائج المدارس الخاصة على مستوى الشهادة السودانية، وأكد سعي المدارس الخاصة لتجويد العمل وتهيئة البيئة المدرسية وتوفير كل المعينات التي تساعد علي تفوق ونجاح الطالب ، واعتبر الاشراف والانضباط والربط بين الأسرة والمدرسة من العوامل المهمة لتهيئة الأجواء المثالية لتفوق الطالب ، وقال ان الرسوم تختلف من مدرسة لأخرى على حسب الخدمات التي توفرها للطالب مثل الترحيل والزي المدرسي ، مشيراً الى ان هنالك رغبة في التعليم الخاص الذي ينضوي تحت لواء ادارة التعليم العام، وتشرف الوزارة على المدارس الخاصة عن طريق الموجهين و تخضع الى قواعد وشروط التعليم العام المتمثلة في المنهج ومواعيد الامتحانات، وأرجع المدير تفوق المدارس الخاصة الي الحرص علي تطبيق كل معايير العملية التربوية والاكاديمية السليمة ، مؤكداً أن هنالك تقويماً منذ بداية العام ويشمل عدد الحصص والاجازات والامتحانات، واشار الى ان هنالك اهتماما اخر غير الجانب الاكاديمي مثل الربط بين الأسرة والمدرسة والمساهمة الاجتماعية، موضحا ان الشرط الأول والأساس لاستيعاب الطالب في المدرسة الخاصة هو النجاح، والمدارس الخاصة تعمل على تحفيز الطالب المتفوق لرفع الروح المعنوية والتشجيع على المزيد من العطاء . وطالب بالتزام التعليم الخاص باهداف التعليم العام ، وقال ان روح التنافس بين مؤسسات التعليم الحكومي والخاص تسهم في تجويد الاداء ورفع الكفاءة الاكاديمية، وان هذا يصب في مصلحة الطالب والتعليم بالبلاد بالاضافة الي المعلمين خاصة الخريجين والمعاشيين .