دائماً ما يكون للنجاح فرحة غامرة وسط الطلاب خاصة أولياء الامور إذ به يجنون محصولهم الذي زرعوه خلال عام كامل من الاستذكار والتركيز المتواصل أي أن لكل مجتهد نصيب في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة التربية والتعليم هذا النجاح لاستقرار العملية التعليمية ولاهتمام المحليات بالتعليم ونسبة لتوفير الكتاب المدرسي والاستعداد المبكر للعام الدراسي ولتلبية المحليات لمتطلبات التعليم والاهتمام الجيد من المعلمين ولتضافر الجهود والتعاون المشترك من جانب المدارس والأساتذة والطلاب. إن العديد من أسر الطلاب خاصة الأمهات لعبن دوراً محورياً في إحراز أبنائهن لمثل هذه الدرجات.. (الأحداث) عقب الإعلان عن نتائج الشهادة السودانية لمرحلة الأساس، اتجهت الى ضاحية أم درمان حي الجرافة مدرسة (أم عطية بنات) لمرحلة الأساس, لمشاركة المدارس الى جانب الأسر فرحة تفوق أبنائها وقد حازت على الترتيب الأول في الشهادة السودانية لمرحلة الأساس للعام 2012م بولاية الخرطوم، وقالت مريم علي عبد الكريم عبد الحفيظ إن إحراز المدرسة للترتيب الأول على مستوى ولاية الخرطوم ليس الأول فمن قبل فقد حازت المدرسة على الترتيب الرابع موضحة أن المدرسة حصلت على الترتيب الثاني العام الماضي, وذكرت مريم أن المدرسة بلغت هذه المرتبة من النجاح بجهود معلميها وتلميذاتها، مؤكدة أن المدرسة تقوم منذ بداية العام بتهيئة الجو لطالبات الصف الثامن وذلك من خلال المعسكر الأكاديمي الذي يقام بالمدرسة من توفير الإضاءة (الكهرباء), والإجلاس, المعلمين الأكفاء, وقالت مريم لتجويد الأداء وحرصاً على النجاح نقوم منذ بِداية العام بتقسيم طلاب الصف الى مجموعات صغيرة، حيث تشرف كل معلمة على مجموعة وترعاها رعاية كاملة، كمراجعة دروس الحفظ والمقالات التاريخية وقصائد الأدب وغيرها من الدروس، بالإضافة لوجود حصص صباحية تقدم للطالبات وهي إلزامية ومخصصة لمادة (الرياضيات)، هذا بالاضافة للاختبارات الدورية, وأشارت أستاذة مريم الى دور الأمهات في نجاح المدرسة وتفوق الطالبات قائلة بالرغم من أن المنطقة نائية والأسر تعاني إلا إن الأمهات لهن دور أكبر في إحراز هذا النجاح من خلال تعاونهن التام مع المدرسة, موضحة أن الماديات لم تقف عائقاً في طريق النجاح والسبب تفاني المعلمين والمعلمات وبذل جهودهم كاملة للمدرسة والطالبات ومنحهن الدروس للطالبات مجاناً دون أي مقابل مادي، وعن يوم الحصاد (النجاح) أجابت استاذة مريم وهي تذرف دموع الفرحة أن فرحتها بتفوق الطالبات والمدرسة اليوم شعور لا يوصف كفرحة جميع الأمهات, مهنئة جميع المتفوقين بالشهادة السودانية وأسرهم, مضيفة نصيحتها لكل الطلاب الذين لم يحالفهم الحظ ب(لا تؤجلوا درس اليوم الى الغد) واحترام المعلم والالتزام بكافة قوانين المدرسة بالإضافة للمذاكرة الجادة وفق جدول موضوع مسبقا. *هوايتها القراءة وصلاة الصبح حاضر آلاء السماني سليمان موسى ثانية مدرسة (أم عطية بنات) لمرحلة الأساس والتي احرزت مجموع (276) بالشهادة السودانية لمرحلة الأساس، هوايتي القراءة والرسم ورغبتي بالمستقبل (طبيبة) هكذا ابتدرت آلاء حديثها مع (الأحداث)، وقالت كنت أتوقع هذه النتيجة فكنت حريصة منذ البداية على المذاكرة أولاً بأول، عندما أعود من المدرسة أصلي وارتاح قليلا، وأصحو العصر حيث أبدأ بالمذاكرة لثلاث ساعات متواصلة، وأحرص على النوم مبكراً وعقب صلاة العشاء مباشرة، وقالت آلاء إنها تصحو قبل صلاة الفجر وتصلي الفجر حاضراً وتبدأ بالمذاكرة مجددًا في الغالب بمادة (الرياضيات) وقالت آلاء إن مديرة المدرسة والمعلمين كان لهم القدح المعلى في النجاح, مؤكدة انها لم تتلقَّ دروساً خصوصية البتة وإما الاكتفاء بدروس المدرسة. وقالت آلاء ان المدرسة والمديرة لم يقصروا بواجبهم معنا, لقد قدموا لنا الشرح الكافي والامتحانات الدورية والحصص الصباحية وكل ما هو مفيد، مضيفة ان المعلمين يحثوننا دوماً على النجاح، وشكرت آلاء ادارة المدرسة قائلة إن والدي كبير في السن ومعاق عن الحركة, وتعاملت ادارة المدرسة مع ظروف اسرتي ولم يطالبوني بدفع أي مبلغ مالي مقابل دراستي، وبحمد الله لم أخيب ظنهم بي، واهدي النجاح من بعد المدرسة والمعلمين والاساتذة لأسرتي أمي وأبي واخوتي وجميع الأهل، واهنئ زميلتي (أمجاد) اولى المدرسة والشهادة السودانية، وأتمنى لها التوفيق. *فرحة غامرة والتقت (الأحداث) والدة الثانية بمدرسة أم عطية مرحلة الأساس محلية كرري سكينة محمد سليمان التي أعلنت فرحتها وأوضحت ل(الأحداث) انها كانت تتوقع نجاح ابنتها وذلك لنبوغها منذ أن كانت في الفصول الصغيرة. وقالت علي الرغم من الحالة الاقتصادية التي كنا نعاني منها إلا إنها لم تخيب أملنا في احراز المرتبة الثانية على مستوى المدرسة بإحرازها 276 أي أنها الثانية على مستوى المحلية. وأشارت إلى أنها كانت تتوقع إحراز مجموع أكبر، وأشارت الى أن ابنتها قد حدثتها أن لديها ثلاث غلطات فقط وقالت سكينة: ابنتي آلاء منذ صغرها تحب المذاكرة والاجتهاد في دروسها. *جدول نظير الطالبات أما هويدا عمر حبيب وكيلة مدرسة أم عطية فأبانت أن تفوق المدرسة على محلية كرري ليس جديداً عليهم على الرغم من الإمكانيات المتواضعة التي يدرس بها الطلاب مبينة أن المدرسة لها ثلاثة أعوام على التوالي تأتي في مركز متقدمة في امتحانات شهادة مرحلة الأساس، مشيرة الى انهم كأساتذة وضعوا جدولاً للطالبات الممتحنات عن طريق المعسكرات بعد نهاية اليوم الدراسي وأكدت أن نسبة النجاح لديهم تجاوزت ال(98%). *الأولى مننا وفي السياق ذاته اتجهت (الأحداث) الى مدرسة الرياض النموذجية بنات أساس بكرري أوضحت مديرة المدرسة فاطمة عثمان فضل الله إنها كان تتوقع ان تحرز عدداً من طالباتها المركز الاول خاصة هالة أبو عبيدة محمد صالح الأولى بنسبة بلغت (280) درجة، مشيرة الى أن نسبة النجاح بالمدرسة ولثلاثة اعوام على التوالي يقدر بنسبة 100% وقد احرزت المرتبة الثانية على هذا العام بالرغم من ان العام الماضي تفوقت بإحرازها المرتبة الاولى على مدارس مرحلة الأساس. وأوضحت فاطمة انها دائماً ما كنت تركز على الحصص الصباحية وتقوم فيها بمراجعة الدروس بصورة دورية الى جانب الامتحانات كل شهر. *للأمهات دور في التفوق أوضح مدير مدرسة زيد بن ثابت القرآنية بالشجرة أحمد بابكر التي احرزت المرتبة الثانية على مدارس ولاية الخرطوم كان يتوقع أن تأتي مدرسته في مرتبة متقدمة وذلك نتيجة للجهد المبذول من قبل الأمهات وتكوينهن لمجلس خاص بمتابعة دروس أبنائهن داخل المدرسة وتوفير الضروريات خاصة مع اقتراب موعد الامتحانات. وأشار أحمد إلى أن المعسكرات واستذكار دروس اليوم باليوم كان الحافز الرئيس الذي جعل المدرسة تتفوق، وأبان أن النجاح ليس بجديد عليهم وطالب أولياء أمور الطلاب بمزيد من الاجتهاد في المراحل المقبلة.