فاعل خير اتصل بي هاتفياً، وحكى لي عن مأساة أسرة بمنطقة السلمة جنوبالخرطوم، لم اصدق ما سمعته عبر الهاتف إلا عند زيارتي الميدانية لهم بالسلمة مربع «1»، الاسرة فقيرة.. فقيرة، تتكون من «31» فرداً، الاب «عبد الرحيم الطاهر عيسى بدوي»، «85» سنة، معاق، مشلول الطرف الايمن بالكامل، رزقه اللّه ب «11» طفلاً، «6» بنات و«5» أولاد، اكبرهم في الخامسة عشرة، واصغرهم في الخامسة. ينحشرون داخل راكوبة من القش بميدان عام، فلا مأوى لهم داخل بلد المليون ميل مربع!!. الاب غير قادر على إعاشة أطفاله لإعاقته، ولذلك انتقلت هذه المسؤولية الى والدتهم «زينب»، إذ انها تبيع الفول والتسالي، امام احدى البقالات، وآخر النهار تعود وفي معيتها جنيهات قليلة لا تشبع على هذه الافواه الجائعة، واحياناً تعود بخفي حنين، فيمضي الأطفال يومهم بلا وجبة واحدة، قالت لي والدتهم زينب: (اضطررنا لتوزيع اطفالنا على الاقارب، لعدم مقدرتنا على اعاشتهم، وبدأنا ب «هاجر» التي تقيم حالياً مع خالتها بمدينة «ربك»، اما «هادية» و«ايناس» فقد تركتا المدرسة الثانوية نهائياً للعمل في غسل الملابس داخل المنازل لانقاذ الصغار من الجوع). ? سألتها: كيف تتدبرون إعاشة «11» طفلاً؟ - قالت بحسرة: «الله يعيش الدودة بين حجرين»، اطفالي يظلون أحياناً يوماً كاملاً بدون طعام!! ? وكيف تقومون بعلاجهم في حالة المرض؟ - لضيق ذات اليد لا نلجأ للاطباء بل نعالجهم بالقرض والكركدي. ? أليس لديكم تأمين صحي؟ - حتى إجراءات التأمين الصحي تحتاج للنقود، بل اننا لا نعرف وجهته.. وقالت: اطفالي مهددون بالتشرد، لا مأوى ولا مصدر دخل بعد إعاقة والدهم، بل وحتماً سوف يتخلون عن مقاعد الدراسة، فكيف يذهبون لمدارسهم وهم بلا زي مدرسي، أو كتب، أو كراسات، نحن لا نستطيع شراء قلم رصاص واحد، فما بالكم ببقية المستلزمات المدرسية. هذا واقع اسرة المعاق «عبد الرحيم الطاهر عيسى».. معلوم ان هناك آلاف الاسر تعيش تحت خط الفقر، لكنني لم اشاهد فاقة ولا فقرا كالذي تعيشه اسرة هذا المعاق، فالاسرة تفتقد لأبسط ضروريات الحياة، وتحتاج لكل شيء، ورغم تعففهم وقناعتهم بما قسمه لهم الرب، إلا اننا في «حضرة المسؤول» نناشد اهل الخير لمساندتهم ومساعدتهم في محنتهم هذه، قبل ان يتشرد هؤلاء الاطفال.. الاتصال بالاستاذ «عوض الكريم احمد حسن» المدير التنفيذي لمؤسسة «الرأي العام الخيرية» - الخرطوم - موبايل «0912122134».