اقام معهد عبد الله الطيب بالتعاون مع مؤسسة اروقة للثقافة والعلوم يوم الاثنين الموافق 7/7/2008م، ندوة الشعراء الشباب الذين فازوا في مسابقة «سحر القوافي» بقاعة الشارقة قدمها د. سعد عبد القادر العاقب. كالعادة بدأت الندوة بعد ساعة من زمنها المعلن وتخلف عن الحضور الشاعر التيجاني حاج موسى ود. حيدر الطيب سراج. تم تقسيم الشعراء الشباب إلى خمس مجموعات وكل مجموعة يعلق عليها شاعر من الشعراء الكبار. من مجموعة الشعر الفصيح انشد الشاعر الشاب عبد الرحيم حسن حمزة قصيدة بعنوان «معزوفة الى امير لا يتوج». القصر يلهمني ووجهك عسجد ?? وصداك من بعد الصدى يترددُ حُلما على البسطاء يجدل غيمة ?? في الغاديات فسفحها متجددُ والسحر فيك وفيك من اسبابه ?? بأسٌ يضن وحكمة تتزودُ ثم قال: لكنني لما رأيتك شاهقاً ?? ايقنت ان النصر عندي موعدُ تمضي خطاك على الطريق تبتلاً ?? ويحن في اعتاب فقدك مسجد حطين في رؤياك مهبط نجمة ?? والقدس في مسراك وجهٌ فرقدُ والريح مرسلة تجود وانما ?? انت الذي فيما اشيمك اجودُ ثم قال: لم يعرفوا الابنوس فيك واقبلوا ?? يتخافتون أهل يفوز الأبعد؟ واستنكروا الخيل العجاف وانكروا ?? ان يكسب الاشواط مهرٌ أسودُ هم وسدوا طيب الاماني همهم ?? ما ضَّر إن من سهامك سددوا ستون عاماً ليت ربعك ربعهم ?? لا تعدوا عنهم ان دهرك اسعدُ ثم تلاه الشاعر محمود محمد حسن بقصيدة «حب الاسماء»: لا استطيع اقوالها للالف لا... لا استطيع كلماتها عسرت ولادتها وكل رموزها عني تضيع الحب أكبر يا فتاتي وهو في جوف الضلوع الحب أكبر ان يترجمه اللسان وان تؤكده الدموع وغاب عن هذه المجموعة شاعر وشاعرة، وقد علق على هذه المجموعة الشاعر العملاق عبد القادر الكتيابي قائلاً: أشكر لجنة التحكيم لانها اسهمت في استخراج هذه الدرر التي نثرها الشعراء الشباب، وقال في شأن الشاعر عبد الرحيم حسن حمزة ان كلماته رصينة وفيها توليد للخواطر وان افكاره متسقة مع سخونة في المشاعر، وانه اهتم بتطوير ادواته في البيان «اللغة العربية». ثم تحدث في شأن اللغة العربية وانها تمر بمأزق والمتهم في هذا المأزق اثنان هما: مناهج التعليم ولغة الاعلام. وعن الشاعر محمود قال: إنه صديق قديم للمنتديات الادبية في أم درمان، شعره جيد وان فاتت عليه بعض الهنات في قصيدته. واقترح الكتيابي على مؤسسة اروقة ان تخصص برنامجاً لرعاية المواهب وصقلها جيداً. أما النصوص العامية التي ضمت «ماجدلين سعد ومحمد أحمد نقد الله وصلاح شلقامي» كان من المفترض ان يعلق عليها الشاعر التيجاني حاج موسى. أنشد نقد الله قائلاً: ملامحك فوق زمان جاي هناك واضحة ما بختلفوا فيها اتنين رجوعك في الخريف والصيف دا الخلاني بين رايين ثم قال: بترجاك تعال مارق من الاحزان تعال مارق من الازمان تعال مارق من الانسان تعال مارق من الاوزان أما صلاح شلقامي فقال: قالت لي جنيت! ما أجن ما جن النيل وطقَّع من دمعة طير اليوم داك نقَّع ما فكرة جديدة يجن الزول او يطلع راس البيت ويرجع نطلع ونَّدلي.. وتموت أحلامنا وتودع ثم تحدث السموأل خلف الله الامين العام لمؤسسة اروقة للعلوم والثقافة، حيث قال:نكرر التهنئة للاربعين الفائزين ونقول للذين لم يحالفهم الفوز انتم جميعاً تحت رعاية اروقة، وبشر ان الايام القادمات ستكون افضل من التي سبقت وستشهد طباعة دواوين الفائزين. والمهرجان القادم هو مهرجان «ميلاد الاغنيات» تحت شعار فلنغن للوطن والملحنون لن يلحنوا إلاّ اعمال الشعراء الشباب. وسنعقد مسابقة قادمة للمسرحية الشعرية، وسيقام مهرجان كبير للمديح النبوي. ثم قال: ان هذه الندوة ستكون بداية لشراكة ذكية بين معهد عبد الله الطيب واروقة. ثم اثنى على الصحافيين الذين لهم الفضل في نشر هذه اللقاءات الضيقة الى الفضاء الواسع. اما المجموعة الثالثة فكانت باللغة العربية الفصحى وضمت ثلاثة شعراء شباب هم: «أبوبكر الجنيد ويبات علي فايد ومحمد المحير إكليل». الجنيد انشد قصيدة رائعة بعنوان: «ما سر الماء» أما يبات علي فايد فقال: لا جل الشعر يهواني حبيبي ? وكم ارى مقام الشعر غاوي كلانا يا حبيبي يريد امراً ? عسيراً فهو كالحق داوي اريد أنا اوترجو انت امراً ? فقد تقاسمنا المهازل بالتساوي ثم جاء دور الشاعر إكليل فانشد قصيدة رائعة جداً. وعلق الشاعر محيي الدين الفاتح على سر الرقم خمسة «خمسة ملايين. خمس مجموعات، خمسة معلقين». اما المجموعة التي ضمت (الوسيلة محمد النور من كردفان ونضال حسن الحاج من المناقل - اصغر مشاركة - وبشرى ابراهيم محمد علي «بشرى البطانة»). فقد صفق الحضور كثيراً لهذه المجموعة لروعة قصائدها وعلق الشاعر الكبير محمد طه القدال قائلاً: الوسيلة يمتلك غنائية عالية جداً، بعض النقاد يقولون انها تقلل من الشاعرية ربما كان هذا الكلام صحيحاً اذا كان الشعر فصيحاً فالشاعر عندنا في العامية يطلق عليه الغناى. أما نضال فحكت لنا المجابدة بين الريف والحضر ونقلت تلك الصورة بجودة عالية واعطتها كثيراً من عاطفتها. أما بشرى فان شعره ليس حلمنتيشياً للضحك انما هو شعر شامل. ثم اردف قائلاً: في شأن بشرى مادحاً له: «إذا الانسان مات بكرة الزول يكون مطمئن».