تمكن جهاز الامن والمخابرات بولاية جنوب دارفور من ضبط كميات كبيرة من الاسلحة وذخائر الهاون والآر بي جي والكلاش وغيرها من الاسلحة بمعسكر كلمة للنازحين شرق مدينة نيالا. واكد علي محمود والى جنوب دارفور ان الكميات التي تم ضبطها اذا انفجرت كانت ستؤدي الى مقتل العشرات من النازحين. وفي اواخر مارس الماضي تعرض أحد كبار مشايخ معسكر “كلمة” للنازحين لمحاولة اغتيال ، ولكنه نجا من النيران التي فتحت عليه وأصيب اثنان من مرافقيه قضى أحدهما في الحال، بينما أصيب الآخر بجروح بالغة. واشارت أصابع الاتهام داخل المعسكر إلى وقوف مجموعة منشقة عن حركة عبد الواحد محمد نور وراء الحادث، وذلك احتجاجاً على اختيار الرجل المستهدف شيخاً على سبعة معسكرات في جنوب دارفور جميعها يؤيد عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان. قبل هذه الحادثة وبعدها حاولت الاجهزة المختصة مراراً ان تعيد تشكيل معسكر كلمة ليكون معسكرا للنازحين وليس معسكرا لتخزين السلاح وتفريخ المقاتلين، ولكن يبدو ان كل محاولات الحكومة كانت تصطدم بمعسكر مغلق يصعب الدخول اليه. وفي ظل العجز الرسمي عن مجرد دخول معسكر لمجموعة من (المتأثرين بالحرب) فإن كلمة تحول الى مخزن بشري كبير للحركات المسلحة لتمارس العمل المعارض بشقيه السياسي والعسكري، حتى ان عبدالواحد محمد نور اوحى اليه سكان المعسكرات بأنه ربما يستعيد شيئا من سيرة الامام الخميني ونضاله الباريسي ضد نظام الشاه عبر استخدام اشرطة الكاسيت او الموبايلات لتعبئة الجماهير هناك ضد حكومة الخرطوم. هناك قناعة مشتركة بين الحكومة وبين سكان المعسكرات بأن الاخيرين لن يعودوا الى ديارهم رغم انف التعويضات الجماعية او الفردية، ففي المعسكرات تعرف السكان على القنوات الفضائية وعلى الانترنت وعلى الموبايل وتعرضوا الى نقلة ثقافية ومعرفية هائلة ليس فيها أي تدرج بين ما كانوا عليه قبل الحرب وما بعد ذلك، رغم انهم فارقوا ديارهم التي ألفوها وخسروا الكثير بسبب الحرب..لذلك فإن اعادة تخطيط المعسكرات وضمها الى المدن يبقى اكثر الحلول معقولية للحكومة ولسكان المعسكرات