بالأمس تناولنا ما قاله سعادة القائم بالأعمال الامريكي من ان اولوياتهم في السودان انسانية وسياسية وليست اقتصادية، مثل الصين والهند عندما سأله الأخ شبارقة عن استثماراتهم في السودان، وقلنا ليت الولاياتالمتحدة استثمرت في السودان بدلاً عن تقديم مساعداتها (الانسانية)، والانسانية من بين هلالين كبيرين. موقف الولاياتالمتحدة من السودان اليوم واضح وضوح كلام سعادة السفير «عفواً القائم بالأعمال» فهي تصنف السودان من الدول الراعية للارهاب، وفي غاية «الكجنة» بضم الكاف «طبعاً سعادة القائم بالاعمال لا يحتاج لمترجم» بحكومة السودان، خاصة شقها من المؤتمر الوطني وتضغط بشدة على الخرطوم، وبالسبل كافة لكي تطلع «زيتها» الزيت هنا راجع لحكومة الخرطوم، بينما ذات الولاياتالمتحدة تعيش قصة حب متنامية بينها وبين الشق الآخر من حكومة الوحدة الوطنية، اي الحركة الشعبية، لا اعتراض لنا على ذلك فأمريكا دولة عظمى تضع سياساتها وفقاً لاستراتيجية تخصها ولا يستطيع كائن من كان ان يقول لها «تلت التلاتة كم» ولدينا اغنية شعبية تقول «حجر الصاقعة البخوي حقيقة القادر بسوي»، ولكن هذا لا يمنعنا ان نقول لامريكا «ان حبك للجنوب حب فالصو» حب غير حقيقي وإلاّ لماذا لا تعمل على الاستثمار في الجنوب والخروج به من العصر الغابي الى العصر الحديث؟؟، أمريكا الآن تدعو قادة الجنوب واحداً تلو الآخر لأخذ الصور مع الرئيس بوش. الولاياتالمتحدة تحرض حكومة الجنوب على الشمال، وتضع منشارها في عقدة أبيي، وتريد تسليح الجنوب وتتحدث عن مليارات الدولارات، التي تنفقها في الجنوب باسم السياسة والانسانية، علماً بأن انسان الجنوب كل يوم يرزأ، تتحدث امريكا عن توسيع مساعداتها الانسانية لتشمل النيل الازرق وجبال النوبة ومعسكرات النازحين حول العاصمة اي عملت لها هلالاً داخله نجوم ولكن الحال يا هو نفس الحال. امريكا عندما عادت كوريا الشمالية على ايام كيم ايل سونغ اتجهت الى كوريا الجنوبية واستطاعت ان تجعلها من اغنى دول العالم، امريكا عندما عادت الصين اتجهت الى هونغ كونغ وجعلتها جنة من جنات الله في الارض، فلماذا لا تفعل هذا مع جنوب السودان، حتى يصبح شوكة محترمة في خاصرة الشمال؟؟ حتى اذا ارادت امريكا كل السودان فلماذا لا تبدأ بالجنوب، وبعد ان تقدم نموذجها الاستثماري وليس الانساني وبعد ذلك سوف يأتيها الشمال طوعاً كما تفعل الآن كوريا الشمالية، التي قررت ان تفكك قنبلتها النووية وتتجه نحو الجنوب حيث الاكل والشراب والنوم وكل الحاجات التانية الحامياني.. فيا امريكا عزى الرسول بلاش انسانية وخلينا مع الاستثمار . «نواصل ان شاء الله»