الصدفة وحدها جعلتني التقى به، ففي راكوبة فسيحة وهواها باااارد في قرية الرماش غرب مدينة سنجة، جلست إلى والد اللواء يونس محمود، فالرجل ظريف وحكاي بطريقة تثير دهشة كل الحاضرين.. ويكفي انه سرق الاضواء من كل الزائرين لراكوبة العمدة، فالرجل لا يلفت النظر إليه إلا عندما يتحدث. يقول عم محمود، انا رزيقي من اسرة الناظر مادبو، وانصاري انصارية عمياء، سمعت بالانصار المكبكين، الما بعرفو غير المهدي؟، انا منهم، ويونس ولدي انصاري (يابس كر). ويحكى عن ذكرياته وعن الاسباب التي دعته لترك المدرسة: «كنت بقرأ في مدرسة معاي ابراهيم شنين، وكان نظام المدرسة ان يملأ التلاميذ الازيار يومياً، كل يوم على تلميذين ولمن جاء دورنا رفضنا، فقدم المدرس شكوى للناظر فقال له: «ماح يملو الازيار» فتركت المدرسة من يومها. يواصل عم محمود قوله: «ذهبت للابيض وكازقيل واشتغلت راعياً للأبل رغم تحذيري من المرفعين لان حجمي صغير، وقضيت في رعي الأبل «21» سنة مشيت فيها سودري وأم بادر ومليط وحمرة الوز وعد المرخ وجبال النوبة». يحكى محمود قائلاً: (تعلمت من رعي الأبل ان لبنه له فوائد متعددة منها انه يروي العطش ويمنع امراض البطن، وشاربه لا يتأثر بلدغة العقرب أو الثعبان واحياناً نقضي «4» أشهر لا نشرب سوى لبن الأبل وتحديداً القارص لانو بكتل العطش). من المواقف التي لا ينساها عم محمود بحسب قوله: (كنت بحلب في ناقة، واذكر جاء جمل سبق قد ضربته، فجاء وخطف عمتي ولولاها لأكل رأسي، فالجمل الفحل اذا ضربته لا ينسى الموقف واذا وجد فيك «فرطة» يقصد فرصة = لا يتردد في اخذ ثأره). قلت له: بماذا تنصح الشباب؟! أقول لهم كما قال الناظر مادبو: الله كان أداك النعمة ما تجحدها وعرس البت الدُوبا قام نهدها تنشق الخريف والدرت تجيك بولدها