كنت على يقين وكما اسلفت في هذه المساحة قبل يومين ان الصين ستقدم حفل افتتاح يدهش العالم وسيكون الاجمل والاروع في تاريخ الدورات الاولمبية في التاريخ لأن شعبها عرف وتميز بالابداع في المهرجانات الرياضية ومن خلال العرض القصير الذي قدمته الصين في الحفل الختامي لاولمبياد اثينا بعد تسليم العلم. وبالفعل عشنا وعاش العالم كله اجمل اللحظات في حفل افتتاح دورة الالعاب الاولمبية ببكين أمس الاول في حفل لا اقول كان مدهشا ولكنه كان ساحراً، فكلما انتهت فقرة وقلنا انها الاجمل تأتي الاخرى أكثر جمالا وادهاشا. وكنت احدث نفسي كيف ستكون فقرة ايقاد الشعلة لأنها تمثل الامتحان الحقيقي وفي ذهني الطريقة التي اوقدت بها شعلة دورة سدني 2000م التي كانت اجمل من شعلة اثينا 2004م بعد ان قامت بإيقادها طفلة صغيرة حملت الى اعلى على رافعة صغيرة بطريقة خفقت لها كل القلوب وفي ذهني ايضا ايقاد شعلة دورة الالعاب الآسيوية بالدوحة التي حبست كل الانفاس بعد ان قام ولي عهد قطر وابن الامير بالصعود الى اعلى مدرج على حصان. انتظرت اللحظة وايضا كل من في الملعب فكانت قمة الابداع بعد ان شاهدنا حامل الشعلة وهو طائر على سلك ويلف حول الملعب وسط تصفيق الحضور واظن كل من شاهد اللقطة في كل انحاء الكرة الارضية التي جسّدت بالفعل ان الصينيين هم اهل الفن والسحر والجمال. ليلة هي الاروع في حفل افتتاح دورة الالعاب الاولمبية ببكين عشناها ورغم ان الحفل استمر لمدة اربع ساعات كاملة الا انها مرت دون ان نحس بها رغم ساخنة الجو وهي السلبية الوحيدة التي اشتكى منها الحضور وقد اضطر الاغلبية لخلع (القمصان). اجماع على ان بكين ستكون الانجح في تاريخ الاولمبياد وقد وفروا للرياضيين كل سبل الابداع من اجل تنافس شريف ولم تخل السياسة من وضع لمستها على حفل الافتتاح في وجود أكثر من ثمانين رئيس دولة وعلى رأسهم الامريكي بوش وقد كانت اجمل اللحظات عند دخول وفد العراق الى الاستاد في طابور العرض بعد ان صفق كل من كان موجوداً في الملعب وهتفوا عراق عراق عراق وهي رسالة الى بوش الذي لم ينس هو الآخر ان يذكر السودان بعد ان قال ان وفد بلاده يضم سودانياً من دارفور كدليل على ما يعنيه اهل دارفور رغم ان هذا الرياضي وهو لاعب العاب قوى من مواليد دارفور هاجر مع اسرته مبكرا قبل الاحداث مثله مثل الكثير من الاسر التي هاجرت الى امريكا من كل اقاليم السودان ونالت الجنسية الامريكية. دعوة لمتابعة الدورة والاستمتاع بما يقدمه الرياضيون في مختلف الالعاب وكلنا أمل في ان يحرز السودان في هذا الدورة ولو ميدالية ونحن متفائلون. حروف خاصة الدورة لم تنسينا متابعة الاحداث في السودان وعلى رأسها خطاب الفيفا ومباراة القمة الى تابعناها عبر الاذاعة من خلال موقعها في شبكة الانترنت وغدا بإذن الله أعلق على الحدثين. عبدالمجيد- بكين