سجلت المراكز الصحية المعنية (418) حالة إيدز خلال العام الماضي. وبلغت نسبة المصابات من النساء الحُمل (3%). وحذرت اليونسيف بمناسبة اليوم العالمي للايدز الذي يصادف اليوم من أن خطر هذا المرض لايزال ماثلاً في السودان رغم أن معدلات الإصابة قليلة. وقالت وزارة الصحة امس إنها رصدت (17) ألف حالة في مراكز الفحص الطوعي البالغة (55) مركزاً بالإضافة لبنوك الدم. وخلافاً للأرقام الرسمية فإن العدد التقديري للمصابين يصل الى (350) ألف إصابة يتلقى منهم (986) شخصاً علاجا بالأدوية المضادة للفيروسات. ومن المتوقع أن تشرع وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونسيف في مسح شامل للمرض في كل أنحاء البلاد بتكلفة قدرها (7) ملايين دولار، وكان آخر مسح شامل العام 2002م وشمل الولايات الشمالية فقط وتم بالتعاون بين حكومة السودان والمنسق القطري لبرنامج الأممالمتحدة للايدز ( UNAIDS) وتبين أن انتشار هذا الوباء بلغ في تلك السنة نحو 600000 حالة تقريباً. تلك التقديرات كانت قبل خمسة أعوام ولم تشمل جنوب السودان باستثناء المدن الرئيسية الثلاث وهي جوبا وواو وملكال. ويتساءل أطباء يا ترى كم بلغ عدد حاملي فيروس الايدز والمصابين به طيلة هذه السنوات. في غياب معلومات مؤكدة عن -مدى انتشار الايدز في السودان. وحسب أحدث تقرير صدر عن مكتب (.UNAIDS) أخيراً فإن السودان يعتبر دولة موبوءة بالمرض الذي بدأ ينتشر منذ عشرين عاماً. المتغيرات السياسية والاجتماعية التي حدثت في السودان طوال تلك السنين كانت حافلة بعمليات نزوح وهجرات في شتى أنحاء البلاد. وهذه التغيرات أدت الى تفاقم الوضع. ولهذا فإن الحاجة الآن ملحة أكثرمن أي وقت مضى الى المعلومات اللازمة لتقدير مدى انتشار هذا المرض في السودان خاصة في المناطق التي خرجت لتوها من حرب أهلية طويلة مثل جنوب السودان. المسح الذي أُجري في العام 2002م شمل مناطق جغرافية محددة في ثلاث ولايات جنوبية و(11) ولاية شمالية وبين فئات معينة أكثرتعرضاً للوباء وقدر نسبة الانتشار حينذاك ب (16%). وعلى كل فإن السودان يعتبر أكثر البلدان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إصابة بالايدز. وكان ذلك بالطبع قبل خمسة أعوام - الآن المسح الذي تخطط له ((مUNAIDS) بالتنسيق مع حكومة السودان في أوائل العام القادم يتوقع أن توفر له أحدث معلومات عن الايدز في السودان. المنسق القومي لمكتب (UNAIDS) في الخرطوم موسى بونقودو النيجيري الجنسية قال ل «الرأي العام»إن مهمة مكتبه هي المساعدة في محاربة الايدز وذلك بالتنسيق بين حكومة السودان ووكالات الأممالمتحدة العشر(يونسيف وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية وصندوق الإسكان وبرنامج التنمية والمفوضية السامية للاجئين واليونسكو ومنظمة الأغذية والزراعة وبعثة الأممالمتحدة في السودان). وذلك بعد إنشاء آلية تنسيق واحدة وهيكل قومي واحد وإطار تقييم. واعتبر موسى بونقودو أداء وسائل الإعلام المحلية ودورها في الحملة ضد الايدز «مساهمة بطريقة روتينية». ولكن من الواضح لكل مراقب أن وسائل الإعلام المحلية -حكومية وقطاعاً خاصاً- لم تهتم كثيراً بشؤون الايدز. فالتقارير الصحفية المقروءة والمسموعة والمرئية عن «الايدز» على أهميتها القصوى نادرة جداً مقارنة بالتقارير الأخبارية والتحليلية الأخرى التي تمنح لأحداث موسمية أقل أهمية. بونقودو لم يتحدث عن الإهمال الشديد من جانب الإعلام في هذا الخصوص - ولكنه كان متحمساً وهو يطرح رؤيته ل «الرأي العام» حول كيفية استغلال الوسائط الإعلامية وركز على التلفزيون والإذاعة خاصة قنوات ال (FM) الواسعة الإنتشار. مؤكداً على الرسالة التي يتعين على وسائل الإعلام أن تبعث بها الى المواطنين هي:- = أولاً: الايدز موجود في السودان. ثانياً: أن (95%) من حالات الإصابة بالايدز ناتجة عن علاقات جنسية دون وقاية. ويمكن تفادي المرض بالامتناع كلية عن ممارسة الجنس خارج نطاق الزوجية. أما الزواج فعلى الطرفين أن يتوجها الى مراكز الفحص لإجراء فحوصات للتأكد من أنهما خاليان من فيروس الايدز. ويقول بونقودو «إنني أوصي بشدة وأشجع الفحص قبل الزواج». فيروس الايدز ممكن أن يعيش في جسم الإنسان لفترة تتراوح بين سنة وعشرسنوات دون ظهور أية علامات مرض على الإنسان المصاب. ولكن في يوم من الأيام لابد أن يشعر المصاب باشتداد المرض. فإذا مارس الرجل أوالمرأة الجنس حتى قبل عشرة أعوام هناك احتمال أن يكون أي منهما أو كلاهما مصاباً بالايدز. والوسيلة الوحيدة للتأكد هي الفحص المعملي. ويقول إن القليلين جداً من المواطنين حريصون على الفحص - رغم وجود مراكز فحص تقدم خدمات مجانية. أما الوقاية من الايدز فيمكن ضمانها باستخدام الواقي الذكري. ورد في تقارير صحفية أن الأقطار المجاورة للسودان تستورد عشرات الملايين من الواقي الذكري. كينيا وحدها تستهلك كل شهر (12) مليوناً. وفي يوغندا يباع الواقي بأسعار رمزية. وشدد الموظف الأممي على أهمية استخدام الواقي للوقاية من المرض الذي ينتقل في (95%) من حالته بالاتصال الجنسي غير نطاق المؤسسة الزوجية. الصندوق العالمي للملاريا والدرن والايدز خصص مبلغ (132) مليون دولار لحملة الايدز في السودان على مدى خمس سنوات. وهناك مساهمات الوكالات الأممية والمنحات الأخرى البالغة (28) مليون دولار. وعن مساهمة حكومة السودان في الحملة. يقول بونقودو «لا أملك أرقاماً في هذا الصدد. ولكن يمكنني أن أقول إن (85%) من التمويل يوفرها الصندوق العالمي. نريد مزيداً من الدعم الحكومي والأهلي». يمكن للقطاع الخاص أن يسهم في الحملة مثلاً بترويج الوعي بين المواطنين بملصقات إعلانية في المركبات العامة- وفي الركشات والتاكسي والأمجاد- والشاحنات. وعلى كل المنظمات والمؤسسات الحكومية ووسائل الإعلام أن تقوم بواجبها لتنوير المواطنين عن المرض ويمكن لأئمة المساجد أن يستثمروا الصلوات التي يرتادها أعداد هائلة من المصلين لإيصال رسالة مضمونها أن الايدز موجود في السودان وأن الوسيلة الوحيدة لإتقائه هي إجراء فحوصات قبل الزواج. المنسق القومي دعا وسائل الإعلام لتوخي الحذر في تناولها لموضوع الايدز كيلا ينفر المصابين عن المجتمع ويبعدهم عنه وذلك بتشجيع المصاب بالعيش بطريقة عادية كفرد في المجتمع بذات الحقوق والواجبات. وتشجيعه على التخلص من الخوف. ويعلن أنه مصاب بالايدز ويتقدم لتلقي العلاج والرعاية اللازمة. يجب التعامل مع المريض بطريقة عادية. فلا يخشي الناس من مصافحته باليد ومشاركته في مائدة الطعام.!