من الاشياء الجميلة ان يكون للشاب مجموعة من الاصدقاء بشرط ان يحسن اختيار تلك الرفقة والصحبة من الخطأ التمسك بتلك الصداقات إذا ظهر انها رفقة سوء تقود إلى المهالك وسكة الخطر. بطل روايتنا هذا كان ضحية رفاق السوء وأن كان من ذوي الدين والخلق والبر بالوالدين إلى ان ظهرفي حياته بعض من اصدقائه القدامى في سنين الدراسة الابتدائية فأصبح كثير الخروج والسهر معهم حتى الساعات الأولى من الفجر بصفة يومية، ورغماً من تحذيرات والدته المتكررة له وأبدائها لعدم رضاها من الأصدقاء الجدد إلا أن الأبن الواثق من نفسه كان يرد على والدته «ما في حاجة يا حاجة وانتي خايفة ساكت ولازم يا أمي يكون عندك ثقة فيني» ولكن في المقابل أصبح الابن يكثر من السهر والخروج من المنزل بصفة جعلت قلب الأم يدعوها إلى ان تحضر إليه في غرفته صبيحة أحد الايام وهي تسدي له النصح قائلة: «يا ولدي انت طول حياتك بتسمع كلامي وعمرك ما رفضت لي طلب وانا اسي دايرة منك بس تبعد من الشلة المصاحبة دي علشان قلبي ما مرتاح ليها» فرد عليها الابن قائلاً: «يا أمي الاولاد ديل اصحابي من زمان وانتي عارفة كده وانا ما بتخلى عن اصحابي ولو هم قاعدين يعملوا غلط صدقيني انا ما بعمل معاهم الغلط» فردت الأم الحنون انت والحمد لله يا ولدي اخلاقك كويسة وانا عارفاك لكن خايفة الاولاد ديل يغيروا اخلاقك او يورطوك في مشكلة انت في غنى عنها» فرد عليها «يا امي ما تخافي ولدك عاقل ومفتح ما في شي بفوت عليو». وخرج الابن كالعادة في المساء لاصدقائه رغما من اعتراض والدته. وعندما التقى باصدقائه في أحد نوادي الحي وبينما هم جلوس طلب منه احدهم ان يعطيه موبايله بغرض الاستماع لبعض الاغاني المسجلة في الموبايل فأعطاه اياه فأخذه وذهب به بعيداً واضعاً سماعة الموبايل على اذنه وهو يقول: «شكراً ليك حا ارجع بعد ساعة كده». تمت ساعة ولم يحضر صديقه الأمر الذي جعله يشعر بقلق فخرج باحثاً عنه وعندما سأل بعض الرفاق أخبروه انه داخل تلك العربة التي تقف بجانب الطريق وعندما ذهب للعربة وجدها مظللة وابوابها مغلقة فقام بطرق باب السيارة وتم فتح الباب بواسطة شخص لا يعرفه وعندها اتاه هواء بارد واشتم رائحة غريبة تنبعث من السيارة وعندما نظر في الداخل وجد صديقه على المقعد الخلفي وهو يستمع للموسيقى عبر الموبايل مغمضاً عينيه فطلب منه احدهم ان يأخذ له مقعداً معهم فرد عليه: «لا لا انا بس عايز التلفون بتاعي» وهنا رفع صديقه عينيه المثقلتين بالنعاس وبلسان ثقيل رد عليه: «شنو يا فردة ما تنتظر شوية خلي الرأس يظبت شويه ولاَّ شنو» وهنا احس بطلنا ان صديقه ليس على ما يرام فجلس بجانبه وهو يقول له: «مالك يا حسن الحاصل ليك شنو؟ وقبل ان يسمع رده اذ بعربة شرطة تقف إلى جوارهم ويقفز منها رجال شرطة مدججين بالأسلحة وهم يصيحون ثابت ثابت وامسك احدهم باب السيارة وهو يقول لهم يلا يا بتاعين المخدرات أنزلوا لينا تحت.. وعندها علم بطل روايتنا ان حديث والدته لم يكن من فراغ وانه اصبح في امس الحاجة لدعواتها حتى يخرج من هذا المأزق.