برز في الآونة الأخيرة اهتمام بطب المجتمع ووجد إقبالاً من الأطباء في التخصص والحاجة الشديدة للتخصص في النظام الصحي في السودان لوجود المهددات الصحية والأوبئة العالمية وظهور أمراض جديدة مثل أنفلونزا الخنازير والكوليرا وأنفلونزا الطيور. ويواجه مجال تخصص طب المجتمع العديد من التحديات خاصة تطور برامج التدريب ووضع مناهج مواكبة للمستجدات العالمية ووضعهم في الأولويات باعتبارهم قادة للبرامج الصحية وضرورة توفير بيئة العمل والاهتمام بالإصحاح البيئي وبرامج الوقاية من الأمراض. وحسب الإحصائيات يوجد (300) إختصاصي طب مجتمع (68%) منهم بولاية الخرطوم. ويحتاج السودان الى ألف اختصاصي طب مجتمع. وزارة الصحة الاتحادية أعلنت في مسار جديد لطب المجتمع بهدف استبقاء الكوادر وتطور النظام الصحي. وأبدت وزارة الصحة تخوفها من وجود إقبال كبير على إختصاص طب المجتمع من قبل المنظمات والدول. الدكتورة منى ابراهيم اختصاصي صحة عامة في بريطانيا قالت ل «الرأي العام»: وجد طب المجتمع اهتماماً عالمياً ومحلياً وذلك لحماية الصحة وترقية الخدمات الصحية ويعتبر اختصاصي طب المجتمع قائداً للنظام الصحي. وقالت إن الصحة ليست الطب أو وزارة الصحة، فاختصاصي طب المجتمع له دور في توعية وتثقيف المجتمع وتوجد حاجة ماسة للوقاية من الأمراض باعتبار أن ترقية الخدمات الصحية يقودها فريق عمل متكامل، وأشارت الى أن تخصص طب المجتمع في بريطانيا يعتبر من الأولويات والتخصصات النادرة ويستخدم في مجال أوسع. الدكتورة سميرة حامد نائب رئيس تخصص طب المجتمع بالمجلس القومي للتخصصات الطبية قالت ل «الرأي العام» إن تخصص طب المجتمع له دور في تحديد الاحتياجات الصحية ووضع الخطط للتدخلات الصحية، ويحتاج السودان الى تخصص طب المجتمع للتغييرات التي حدثت ولذلك لابد من تطوير برامج التدريب والاستفادة من التجارب العالمية. وأشارت الى أنه لابد من الاهتمام بالجانب الوقائي ومحاربة الأمراض بدلاً عن صرف الميزانيات في إنشاء المستشفيات. وأشارت الى أن العالم المتطور يحتفل بإغلاق المستشفيات. الدكتور الفاتح مالك مساعد الوكيل الوقائي قال: دخل النظام الصحي في السودان مرحلة جديدة ومهمة بعد التطور الذي حدث في الفترة السابقة والتغييرات بعد اتفاقية السلام ووجود كفاءات والحاجة الشيدة للتخصص بعد ظهور المهددات الصحية والأوبئة العالمية لدرء الأمراض والوقاية منها، ولذلك يعتبر تخصص طب المجتمع من الركائز الأساسية لتطوير النظام الصحي والخدمات الصحية، وأشار الى أن الوزارة وضعت مساراً واضحاً ومحفزاً للأطباء يؤدي الى استقرار الكوادر الصحية وذلك من خلال وضع الإختصاصي في الموقع المناسب والملائم بجانب قيام الوزارة بابتداع تسميات تستوعب الكفاءات وتشجع البحوث. وأكد عدد من خبراء تخصص طب المجتمع ضرورة الاهتمام بالجانب الوقائي بدلاً عن إهدار الموارد وصرف الميزانيات في العلاج، ولذلك لابد من التركيز على برامج التوعية والتثقيف والاهتمام بالجانب الوقائي خاصة في المدن والأرياف. وأشار الى أن وضع اختصاصي طب المجتمع غير مشجع خاصة أن الأرياف لا تهتم باختصاص طب المجتمع ولا تضعه في الأولويات. وتخوف الدكتور كمال عبد القادر وكيل وزارة الصحة الاتحادية في ورشة طب المجتمع الحاضر وآفاق المستقبل بمركز التدريب المستمر التي نظمها المجلس القومي للتخصصات الطبية تخوف من وجود إقبال كبير على الأطباء في مجال طب المجتمع من قبل المنظمات العالمية والدولة، وقال إن الوزارة وقعت العديد من مذكرات التفاهم مع الدول لتدريب أطباء المجتمع والأسرة وأكد التزام الدولة بتنفيذ خارطة الطريق للإرتقاء بالتخصص واستبقاء الكوادر والاهتمام ببرامج التدريب. الدكتورة تابيتا بطرس وزيرة الصحة الاتحادية قالت إن الأمراض الوبائية وظهور أمراض جديدة مثل أنفلونزا الخنازير والكوليرا وغيرها والأزمة المالية العالمية تستدعي الاهتمام بتخصص طب المجتمع لدرء الأوبئة والجوائح. وأكدت التزام الوزارة أن تضع اختصاص طب المجتمع في الأولويات لحاجة النظام الصحي ووجود إقبال كبير من المنظمات والدول للاستفادة من أطباء طب المجتمع.