يفوق عدد العمالة المؤقتة في مستشفى كوستي التعليمي عدد العمالة التي تتقاضي رواتب شهرية ، بل ان العمالة المؤقتة باتت تقوم الان بأكثر من 60% من الاعباء الخدمية التي ينهض بها المستشفى المواجه بضغوط من الريف اذ يشكل سكان الريف حوالي 70% من المستفيدين من الخدمات ، وفي العادة ، وحتى في حالات التعيينات التي تمت مؤخرا ، تفضل الجهة المخدمة التعاقد مع العمالة المؤقتة اذ يتقاضى العامل منهم راتبا لا يزيد عن 200 جنيه شهريا، وتبلغ سنوات خدمة بعض العمالة المؤقتة حوالي خمس سنوات ، ورغم ان اغلبية العمالة المؤقتة تحمل شهادات تفيد بتخصصها ( ممرض وسستر ومساعد طبي)، إلا ان جلهم ظل يعمل بوظيفة ممرض او سستر ، في حين يقوم بعضهم بمهام اكبر من الراتب الذي يتقاضاه بحكم الخبرة التي اكتسبها خلال الممارسة الفعلية للتخدير والتمريض ، بل ان بعضهم يستحق وظيفة مساعد طبي ومساعد فني تخدير ، ولكن فرص ايجاد وظائف ثابتة ظلت رهينة بقدرة الولاية على استيعابهم في السلك الوظيفي ، ورغم بلوغ بعض العمالة الثابتة سن التقاعد او فقدان الوظيفة بسبب الموت ، إلا ان استيعاب جزء من العمالة المؤقتة في الوظائف التي شغرت ظل من الوعود التي تطلقها حكومة الولاية ولم تنفذ بعد ، ويعزو الكثيرون من العاملين المؤقتين بالمستشفى صبرهم على ضنك المعيشة الى رغبتهم في اكتساب الخبرة بالممارسة او انتظار الاقدار لتفعل بهم ما تشاء ، ولكن قضية العمالة المؤقتة لم تعد مقتصرة على العمالة المؤقتة في الكادر الوسيط ، بل حتى على مستوى الاطباء هنالك اطباء يعملون في المستشفى منذ نحو اربع سنوات كجزء من العمالة المؤقتة ، ورغم ما تقوم به العمالة المؤقتة من جهود لسد النقص فان اقسام بالمستشفى عانت من نقص في الفترة الاخيرة بعد ان استعانت الخدمة الوطنية ببعض الكوادر الوسيطة للعمل في معسكرات الخدمة الوطنية ، وحتى قبل نحو عام كان المدير الطبي للمستشفى من العمالة المؤقتة وهو الوضع الذي عمل المدير العام لوزارة الصحة على تصحيحه بتعيين مدير طبي ، من جهته ، وفي احتفال رسمي اقيم بمستشفى كوستي اواخر العام الماضي بمناسبة افتتاح العنابر التي اعيد تأهليها ، اكد يوسف الشنبلي والي النيل الأبيض ان حكومته ستعمل على حل مشاكل العمالة المؤقتة ، وقطع عهدا باستيعاب كل العمالة المؤقتة في وظائف ثابتة لتحسين الأداء ولكن انقضى العام دون ان يتحقق الوعد حتى اعلن الحافظ عطا المنان وزير المالية مؤخرا عن اتجاه الولاية لفتح باب الوظائف للكوادر الصحية عبر لجنة الاختيار . من جهته اكد د. عبد الله عبد الكريم وزير الصحة أنه اجرى نقاشا مستفيضا لتحديد الحاجة للأطباء والكوادر الوسيطة وتقسيم عدد الوظائف البالغ عددها (273) وظيفة للخريجين ، وقال انه وبحلول منتصف يونيو أو بداية يوليو القادم سيشهد استيعاب الاعداد المطلوبة ، وأشار الى ان النقص في الوظائف العمالية يحتاج لجهود من الولاية لاستيعابهم ، وأبان انه ستتم مراعاة العمالة المؤقتة التي قضت عدة سنوات في الخدمة في الاختيار اثناء المعاينات ، وأضاف : ( الوظائف الجديدة ما بتحل المشكلة لكن بتسد فرقة كويسة)، وقال د. عبد الله ان النقص في الاطباء وبعض الكوادر الفنية يحدث بسرعة نتيجة للهجرة المنتظمة أو التقديم للتخصص ، وأكد ان مجلس الوزراء الولائي اصدر توجيهاً لتعيين السواقط ، وأشار الى ان وزارته رفعت الأمر برمته لوزارة المالية لسد الحاجة في الوظائف المحددة ، و أوضح ان الوظائف الجديدة التي اعلن عنها مؤخرا صدق بها المركز ، وأضاف : ( لو عايز تشتغل حسب الربط السريري فان النقص كبير)، ولمواجهة الضغط على مستشفى كوستي فان وزارة الصحة ? حسب ما قاله وزيرها - تعمل على التوظيف الامثل للعمالة الموجودة في محاولة منها لسد النقص الكبير في الكوادر الوسيطة ، وحتى اشعار آخر فان تحقيق الربط السريري وفقا للمواصفات الخدمية المطلوبة في أي مستشفى تعليمي حتى على المستوى المحلي ، يبقى رهيناً بمدى جدية حكومة الولاية في النهوض بمهامها تجاه العمالة المؤقتة التي تشكل العمود الفقري لمستشفى كوستي.