في العام 2003م انشئت محطة مياه مدينة الجبلين ، بولاية النيل الأبيض - أي - قبل أن تصبح المنطقة حدودية بين الشمال والجنوب ، ومنذ ذلك العام وحتى اللحظة ظلت المحطة تنتظر التشغيل ، نسبة لعدم انتهاء التركيب الميكانيكى ، رغم أن المدينة وقراها تشرب من النيل مباشرة ، أي بدون تنقية ، وضاعف ذلك خطر الاصابة بمرض البلهارسيا ، في بعض القرى التى تشرب من النيل ، وتكابد في مشقة للوصول اليه والحصول على مياه ، وتزداد معاناة هؤلاء البسطاء في فترة الصيف ، لانحسار مياه النيل .. ما يثير الاستغراب هو ما تلجأ اليه حكومة الولاية في حل المشكلة عن طريق عمل حفائر ، وكأن انسان المنطقة يعيش في القرون الوسطى .. هل يعقل أن تكون هناك محطة مياه أنفق في تشييدها ملايين الجنيهات، ثم تترك دون إكمال التركيب النهائى وتسعى الجهات المعنية لحل أزمة مياه الشرب في المحلية بواسطة الحفائر ؟ .. المهندس / محمد بشرى مسئول المياه بالمحلية، حدثنا عن جملة مشكلات تصاحب ذلك الحل التقليدى (الحفائر) حيث قال : معظمها يفتقر للتأهيل ، لان أغلبها حفائر غير مسورة ، وهى مورد لشرب الإنسان والحيوان معاً ، والمفارقة هي أن المنطقة تقع على بُعد كيلومترات فقط من النيل ، بإمكان الجهات المسئولة جلب الماء اليها عن طريق أنبوب ، إلا أن الحلول العقيمة فرضت نفسها في مناطق الهامش ، فتجد أن واحدة من الإدارات المعنية بذلك الغرض ، تأتى ودون أن تسأل عن المطلوب من أجل مياه الشرب ، في المناطق المذكورة تشرع في عمل الحفائر والتى تبلغ تكاليف انشائها ما يكفي لتشغيل محطة مياه الجبلين ، التى تنتظر في بؤس ، رغم اجتهاد إدارة مياه الولاية وتحرك المعتمد في فك عقدتها ، ولكن تحول امكانياتهم المحدودة دون ذلك ، ليبقى السؤال مشرعاً لحين الاستجابة : مياه الجبلين إلى متى ؟